منال الزعبي - النجاح الإخباري -  عبّر الكثير من الأهالي وأولياء الأمور عن ضيقهم الشديد من متطلبات أبنائهم المدرسية والتي لا تتوقف، وتتنوع بين نشاطات ومشاريع وأدوات فنية أصبحت تشكّل عبئًا ماديّا على الأهل وضغطًا نفسيًّا على الطالب نفسه. 

 وأشار بعض أولياء الأمور خاصة الأمهات إلى أنَّ ما يؤرقهم هو ما يعرف بالمشاريع التي يطلبها المعلمون والمعلمات من التلاميذ،  إلى درجة أنَّ شراء الأدوات مثل الكرتون والخشب وبقية اللوازم قد تبلغ تكلفتها (40)شيكلًا من أجل إنجاز مشروع واحد،  أو شراءه جاهزًا بمبلغ يفوق هذا.

 تقول  السيدة عفاف الكيلاني لـ"النجاح الإخباري" : "الأدهى أنَّ الأم غالبًا من تصنع اللوحة أو النشاط المطلوب وتنجز المشاريع، ويمكن للمعلمة أن تلحظ الفرق الكبير في الاتقان ما بين ما يصنعه الطفل أو أمه أو أبوه"وتضيف الكيلاني معبرةً عن ضيقها: " يلّح ابني علي أن أنجز له المشاريع التي تطلب منه وحين لا يسعفني الوقت ألجأ إلى شراء الوسيلة جاهزة بمبلغ كبير". 

في حين قالت أم علي: "الطالب ممكن "ينكد" على عيلته إذا ما جابوا له واحد أو صنعوا له ما يريد، أو إذا لم يكن متقنًا.. وكل هذا من أجل  5 علامات نشاط،  وفي النهاية ترمى معظم المشاريع في مخزن المدرسة، وأحيانًا في القمامة".

وتقول المدارس إن الهدف من هذه المشاريع أن يتعلم الطالب بنفسه ويكتسب بعض المهارات ويطلق خياله ويكتشف إبداعه.

ويقول مفيد محسن – ولي أمر – عدد من الطلبة ان طلبات المدرسة المبالغة تضعه في موقف محرج ان لم يستطع توفيرها،ويجد نفسه مجبرا على الدفع من دون نقاش يذكر فمنها النقدي والعينية.

وتؤكد مواطنة أخرى لـ"النجاح الإخباري" أن اخر الطلبات المدرسية هي البحوث لكل مادة ويشترط ان تكون ضمن CD بدلا من الورق او عمل مجسمات كمشاريع بحوث تزيد من دخل المكتبات على حساب جيوب الأهالي الذين يسلمون أمرهم لها خوفا من خسران ابنه او ابنته للدرجات المرصودة لهذا المشروع.

الوزارة: سنعيد النظر!

مدير عام النشاطات في وزارة التربية والتعليم، صادق الخضور أقر بدوره بالمشكلة.

وقال الخضور لـ"النجاح الإخباري":"  "مع نهاية العام الماضي وصلتنا بعض الشكاوي المكتوبة، وتمَّ تشكيل لجنة للتعامل معها، وأصدرنا تعميم على جميع المدارس ينصُّ على أن لا تشكل المشاريع الطلابية والواجبات أيَّة أعباء على الطلاب أو على أولياء الأمور".

 وأضاف الخضور: "نعدكم أن نعيد النظر في الموضوع وأن يتمّ إصدار تعميم بهذا الخصوص،  بحيث يقوم المعلمون بتوظيف الأنشطة التي تشمل إعادة تدوير المخلفات واستثمار عناصر البيئة بما يكفل عدم تحمل أعباء مادية وفي طبيعة الحال تبقى هناك بعض الأنشطة التي تحتاج لشراء معدات لكن سنحرص على تقنينها للحد الأدنى". 

وأوضح الخضور أنَّ الوزارة أكدت على هذا الموضوع وتعاطت معه بايجابية في نهاية العام الماضي وتم طرح القضية في اجتماع مع مدراء المدارس لكن سيتم إصدار تعميم قاطع.

 ونوّه الخضور إلى أنَّ المنهاج الجديد قائم على الأنشطة والتي لابد من مساهمة أولياء الأمور في جزء منها، لكنَّها  لم تصمم لتثقل كاهل أولياء الأمور، قائلًا: " يهدف المنهاج الجديد  إلى  أن يتعلم الطالب بالاكتشاف وهذا ما نسعى إليه،  وأن تتم متابعة الأمر من قبل معلم المادة". 

وشهدت مواقع التواصل مؤخرا حالة من الاحتجاج جراء تزايد الطلبات المدرسية.
 
 


 

 

بالصور| بعض المشاريع الجاهزة: