عنان الناصر - النجاح الإخباري - تمكن موقع "النجاح الإخباري"  بمتابعة وحل مشكلة سوء الفهم والخلاف القائم بين جمعية أطباء أطفال فلسطين والسفارة المغربية في فلسطين كما نجح بتقريب مختلف وجهات النظر.

واستطاع "النجاح الإخباري" بالدخول بوساطة مباشرة بالتعاون مع أمين عام المجلس الطبي الفلسطيني الدكتور أمين ثلجي، ووكيل وزارة الخارجية تيسير جرادات بالتدخل المباشر لحل مشكلة مشاركة وفد من أطباء أطفال فلسطين بمؤتمر طبي بالمغرب وذلك بالشراكة والمتابعة مع السفارة المغربية ممثلة بسفيرها سعادة محمد الحمزاوي وكذلك بتعاون إيجابي من جمعية أطباء أطفال فلسطين ممثلة برئيسها الدكتور عبد السلام أبو لبدة وجهود وزير الصحة الدكتور جواد عواد الذي أولى أهتماما عاليا وحرصا على المتابعة.

بداية الأزمة

وتمثل سوء الفهم الذي كان بطلب نقابة أطباء الأطفال مرافقة عدد من الأشخاص للأطباء كزوجاتهم وأبنائهم في هذا المؤتمر في الوقت الذي لا يسمح فيه النظام والقانون المعمول به في السفارة بمثل هذا الأمر للوفود الرسمية والطبية والعلمية حيث تمنح التأشيرات والفيز للجهات بناء على طبيعة مشاركتهم سواء أكانت طبية أو علمية أو رياضية أو فنية أو ثقافية أو سياحية فلا يجوز مشاركة وفد طبي ويصطحب معه مرافقين.

السفير يوضح

ورحب السفير المغربي محمد الحمزاوي بفلسطين بهذا التوجه وأشاد بالعلاقة الأخوية والمتينة بين الشعبين وأنه لا يوجد خلاف كبير ولكن ما حدث كان سوء فهم لطبيعة الإجراءات والقوانين المعمول بها. 

إلى ذلك كشف السفير المغربي في فلسطين محمد الحمزاوي سبب الخلاف مع نقابة أطباء فلسطين موضحا أنها مشكلة واضحة ومحددة تتمثل بموضوع المرافقين الذين طلبت الجمعية انضمامهم للوفد الطبي المشارك بالمؤتمر.

وأوضح الحمزاوي، في اتصال هاتفي مع "النجاح الإخباري"، أن الخلاف قائم على طلب الجمعية السماح بوجود مرافقين مع الوفد الطبي البالغ عدده تقريبا 28 طبيبا.

رد الخارجية المغربية

وكشف الحمزاوي أن السفارة تلقت اليوم رد وزارة الخارجية المغربية والذي تم تقديمه على شكل مذكرة رسمية لوزارة الخارجية الفلسطينية وجاء فيها: " أن الجهات المغربية المختصة لا ترى مانعا في الاستجابة لكل طلبات الأطباء الذين تتوفر فيهم الصفة - القصد أطباء أطفال – مع ضرورة الإدلاء بدعوى الحضور صادرة عن الجهة المنظمة "بمعنى لا يوجد مجال للمرافقين". ويتم التقدم بالإجراءات وفق المعمول به.

السفير المغربي محمد الحمزاوي 

وحول سبب الرفض بهذا الخصوص، قال: "نحن ملتزمون بالقانون والضوابط والإجراءات المعمول بها فهذا مؤتمر طبي صحي وليس سياحيا أو ترفيهيا وعليه لا مجال لاعتماد وجود مرافقين للأطباء".

وأضاف الحمزاوي: "نحن نتقيد بالطابع العلمي والصحي وهناك شروط والتزام ولا نحيد عنه، بالعكس نحن نرحب بكم في إطار القانون حتى لو كانت المشاركة والسفر على حساب الأطباء الخاص".

ونفى السفير المغربي في رام الله وجود أي خلاف لا قدر الله على أي مستوى مؤكدا أن العلاقة بين البلدين تتمتع بالتميز وهي علاقة ثنائية وشراكة وتعاون في كثير من المجالات.

وقال الحمزاوي: "بالأمس منحنا ثلاثة عشر تأشيرة سفر لأطباء الأسنان لوفد فلسطيني يرأسهم رئيس النقابة الدكتور إبراهيم غنام وبكل احترام وتقدير حيث قدمت لائحة الأطباء من قبل نقابتهم وتم منحهم التأشيرات اللازمة وذلك للمشاركة بمؤتمر طبي صحي".

وبين أن السفارة أيضا بصدد منح عدد من أطباء السمع والنطق الفلسطينيين تأشيرات زيارة للمشاركة بمؤتمر بالمغرب دون أية عقبات ولا يوجد أية مشاكل.

إلى ذلك أكد أيضا أن إحدى الجمعيات الرياضية المغربية بطنجة بصدد استضافة وفد من قدامى نجوم المنتخب الفلسطيني تضم 16 شخصا رياضيا ولا يوجد أية إشكالية.

وشدد الحمزاوي، على سعادة المغرب بمشاركة أي وفد فلسطيني بأية فعالية مثمنا العلاقة التاريخية والأخوية بين الشعبين.

وبخصوص الرسالة التي قدمتها جمعية أطباء الأطفال في فلسطين للسفارة والموجهة للملك المغربي، قال السفير : "نعم استقبلنا الرسالة وحولناها بالشكل المطلوب مع ملاحظاتنا عما ورد بها".  

أطباء الأطفال: مستاؤون 

إلى ذلك أكد الدكتور خالد عليان، المتحدث باسم جمعية أطباء الأطفال والتي تعد جزءا من نقابة الأطباء في فلسطين أن الوفد الطبي الفلسطيني اعتذر عن المشاركة في مؤتمر طبي خاص لأطباء الأطفال في المغرب.

وكانت جمعية أطباء الأطفال قد وزعت نص رسالة وجهتها لصاحب الجلالة محمد السادس بن الحسن ملك المغرب توضح فيها ما جرى مع الأطباء حين توجهوا لسفير المغرب، وأنهم قوبلوا برد "غير لائق" بحقهم كأطباء على حد تعبيره.

وأعربت الجمعية في رسالتها عن أملها بتصويب ما حدث تجاه أطباء الأطفال.

وفي لقاء مع الدكتور عليان، طرح "النجاح الإخباري" تساؤلا حول مشاركاتها الخارجية، : قال "نحن في جمعية أطباء الأطفال جزء من نقابة الأطباء التي تشهد بأننا أفضل جمعية ضمن جمعياتها التخصصية، ونحن عضو في اتحاد جمعيات طب الأطفال في الشرق الأوسط وحوض المتوسط ودأبت العادة أن نشارك بمؤتمرات هذه الجمعيات وسبق أن شاركت الجمعيات في مؤتمرات عدة بالمغرب وكان حضورنا متميزا".

وحول تفاصيل ما جرى، أكد عليان، أن الجمعية تلقت دعوة للمشاركة بمؤتمر طبي بالمغرب سيعقد في الثالث إلى الخامس من الشهر القادم في مدينة مراكش وعليه قامت بترتيب الأمر بحيث أصبح لدينا قائمة بالمشاركين وجوازات سفرهم والمرافقين وبالأغلب هن زوجاتنا وكل هذا على حسابنا الشخصي فنحن لا نتلق أي مبلغ من أي طرف".

وأوضح أن رئيس الجمعية اتصل بالسفير وتواصل معه بالخصوص، ولكنه بحسب ما يذكر فقد كان رد السفير "غير لائق" بمعنى أنكم تريدون الذهاب لمآرب أخرى وليس للمشاركة بالمؤتمر الطبي.

الخارجية الفلسطينية تتابع

وبهذا الخصوص أكد وكيل وزارة الخارجية تيسير جرادات في اتصال هاتفي مع "النجاح الإخباري" أن الوزارة تتابع باهتمام بالغ هذا الملف وتقدر وتحترم الإجراءات والنظام والتعليمات المنفذة بالمغرب الشقيق وسفارتها بفلسطين.

وأشاد جرادات، بمهنية موقع "النجاح الإخباري" وحرصه على متابعة كافة التفاصيل والتواصل مع كل الجهات ذات العلاقة والاهتمام بالأمر الايجابي والسعي لحل الأزمة وعدم تعميقها بتداول المادة فقط من باب السبق الصحافي.

وبين، أن الإجراءات المغربية تقدر وتحترم ويتم العمل لحل سوء الفهم القائم، مبينا في الوقت ذاته أن المشاركة بمؤتمر طبي لا تعني التوجه السياحي فهناك إجراءات وتعليمات لابد أن يتم الالتزام بها.

الأطباء يناقشون السفر 

وفي إطار متابعة "النجاح الإخباري" وتقريب مختلف وجهات النظر وتوضيح طبيعة الإجراءات المعمول بها في السفارة والمملكة المغربية لرئيس جمعية أطباء فلسطين الدكتور عبد السلام أبو لبدة، اكتملت الصورة وضوحا بشرح معمق بالتفاصيل وبالإجراءات التي تنفذ عند سفر الوفود لأي مشاركة بالمغرب والتي أكدت عليها وزارة الخارجية الفلسطينية.

وأبدى أبو لبدة، تفهم الجمعية لهذه التفاصيل والإجراءات، مؤكدا أنه سبق وأن قام بالتواصل مع رئيس المؤتمر ورئيس جمعية أطفال المغرب الدكتور حسن أفيلال ووضعه بصورة الأمر وما جرى والذي بدوره أيضا تابع مع وزارة الخارجية المغربية من أجل الموضوع والتي كان ردها مرحبا بمشاركة أي عدد من الأطباء دون مرافقين.

ومع حصول "النجاح الإخباري" على الرد الرسمي صباح اليوم من قبل السفير المغربي بفلسطين المرحب بمشاركة أي عدد من الأطباء وفق الإجراءات المعمول بها، أكد الدكتور أبو لبدة، أنه سيبحث موضوع المشاركة وسفر الأطباء للمغرب مع الهيئة الإدراية وسيتم تزويد "النجاح الإخباري" بكل التفاصيل.

إشادة بالمهنية والمسؤولية

وأجمع كافة الذين تم التواصل معهم والوسطاء بمهنية ومسؤولية موقع "النجاح الإخباري" ودوره الكبير بهذا الملف ومتابعة كافة تفاصيله وحرصه على عدم النشر إلا بعد التحدث مع كافة الأطراف والسماع لوجهات النظر بل وتخطيه لذلك بالتدخل والوساطة المباشرة لحل سوء الفهم وتقريب وجهات النظر والحرص على متانة العلاقة بين الشعبين وعدم إثارة الموضوع من أجل الإثارة واستقطاب قراء بل آثر الموقع عدم النشر وحرص على تقريب وجهات النظر بين مختلف الجهات.

الوثيقة التي أرسلتها جمعية أطباء الأطفال إلى ملك المغرب.