عنان الناصر - النجاح الإخباري - مع تزامن حلول مئوية ذكرى وعد بلفور تسعى العديد من المؤسسات واللجان والاتحادات الوطنية والشعبية والفصائل الوطنية لتنظيم سلسلة فعاليات منددة بوعد بلفور الذي منح شعب إسرائيل أرض فلسطين وما سببه ذلك من ويلات على مر المائة عام المنصرمة للفلسطينيين في حين ما زال العجز الدولي قائما على تنفيذ قرارات أممية تنصف الفلسطينيين وتعيد لهم حقوقهم.

وكان وزير الخارجية والمغتربين د. رياض المالكي قد أعلن أنه في حال أصرت بريطانيا على الاحتفال بمئوية وعد بلفور المشؤوم فإن القيادة ستمضي بإجراءاتها القانونية وفقا لتعليمات الرئيس محمود عباس. 

وقال المالكي في تصريحات للإذاعة الرسمية الفلسطينية: "إنه يجري التحضير حاليا لرفع قضايا قانونية على بريطانيا لمطالبتها بإعادة حقوق الشعب وتصحيح خطأها التاريخي".

ويأتي ذلك استكمالا لخطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس الأخير في الأمم المتحدة الذي طالب فيه أمام الجمعية العامة بريطانيا بالإعتذار عن هذا الوعد وتحمل تبعاته.

وجاء في نص خطاب الرئيس عباس: " في خطابي أمام جمعيتكم في العام الماضي أيضا، طالبت الحكومة البريطانية العظمى بتصحيح خطأ فادح ارتكبته بحق الشعب الفلسطيني عندما أصدرت وعد بلفور عام 1917، الذي يمنح اليهود وطنا قوميا لهم في فلسطين، رغم أن فلسطين كانت عامرة بأهلها الفلسطينيين، 97% من سكان فلسطين في ذلك الوقت كانوا فلسطينيين.

إلى ذلك أوضح دكتور الإعلام فريد أبو ضهير، في لقاء مع "النجاح الإخباري" أن وعد بلفور ليس قرارا أمميا، وكان بمثابة رسالة من بلفور إلى اللورد روتشيلد اليهودي يؤكد فيه دعم الحكومة البريطانية لإنشاء وطن قومي لليهود، وأنه يعتبر وثيقة مهمة، لأنها صادرة من مسؤول، ولكن لم تكن قرارا مباشرا من الحكومة البريطانية، ولكنه كوعد نفذ وأصبح حقيقة.

وبخصوص القرارات الأممية لصالح فلسطين، اكد أبو ضهير، أنه وللأسف فإن القرارات الأممية تكال بمكيالين: فالقرار الذي تقف خلفه قوة تدعمه، يصبح ذا أهمية، ويتم تنفيذه.

أما القرارات المتعلقة بفلسطين، فلا يوجد قوة تدعمها سوى المنطق ودول كثيرة، لكنها غير مؤثرة في العالم مقارنة بالولايات المتحدة الأمريكية والدول الكبرى التي تحكم العالم وتهيمن على الأمم المتحدة. حتى الدول العربية والإسلامية لم تستطع أن تشكل قوة قادرة على إنفاذ القرارات، الأمر الذي جعل القرارات المتعلقة بالقضية الفلسطينية حبرا على ورق حتى الآن.

وعن مدى أهميتها رغم عدم تطبيقها، أوضح أبو ضهير، أن ذلك لا ينتقص من أهميتها، وتبقى مهمة في وثائق المنظمة الدولية، لعله يأتي اليوم الذي يمكن تطبيق القرارات.

وحول المطلوب للفترة القادمة، أكد أنه من المهم في المرحلة القادمة الضغط على بريطانيا للإعتراف بأن الوعد كان خطأ، ولم يكن مبررا، ولا يمكن القبول به، ويجب سحبه والإعتذار عنه.

وشدد على ضرورة أن تكون مناسبة وعد بلفور دائما في الذاكرة، وأن تكون جزءا من وعينا وثقافتنا بأنها سببت لنا كارثة، وقتلت شعبا بأكمله.

ولفت إلى ضرورة أن تكون جزءا من سياسة الدولة، وأن يتواصل التأكيد على ضرورة رفض الوعد وإلغائه والإعتذار عنه. وأنه مطلوب من كل المؤسسات أن لا تسقط هذه المسألة من برامجها وأفكارها وفعالياتها، للوصول إلى إسقاط هذا الوعد من الصفحات التاريخية.

فرضة القوة ..

بدورها، أكدت عضو المجلس الثوري لحركة فتح كفاح حرب، أن القرارات الأممية تحتاج لمن يفرض إرادته وقوته على طاولات الأمم المتحدة، وأن المسألة هنا تأتي في سياق القوة والمصلحة وما يمثله المشروع الاستعماري للمنطقة العربية تحديدا منذ مئة عام أو يزيد.

وحول التوجه القادم، شددت حرب، على ضرورة بناء خطة وطنية فلسطينية لعمل مجموعات ضاغطة ومناصرة للحق الفلسطيني وتحميل المسؤولية لبريطانيا نتيجة الظلم الواقع على الفلسطينيين وصولا إلى إعتراف بريطانيا بالدولة الفلسطينية المستقلة.

من جهته، شدد زاهر الششتري، عضو لجنة التنسيق الفصائلي في محافظة نابلس عن الجبهة الشعبية، بضرورة توحيد جهود كافة اللجان فلسطينيا في الداخل والخارج والشتات للخروج بطابع موحد تجاه هذه الذكرى للوعد المشؤوم  مؤويه بلفور المشؤوم وخصوصا في ظل هذه الذكرى لما تحمله من آلام ومعاناة لشعبنا خصوصا اننا مقبلون على مرور مائه عام على إصدار هذا الوعد المشؤوم.

وبخصوص الجهود المبذولة بين الششتري، أن هناك جهودا على المستوى الداخلي في الضفة وغزة لإقامة فعاليات منددة بالوعد المشؤوم وعلى المستوى الخارجي هناك جهود تبذل لجمع تواقيع لإعادة مناقشة الوعد في مجلس العموم البريطاني لاستصدار قرار لصالح الشعب الفلسطيني. وفي الداخل المحتل ستقام فعاليات شعبية والتوجه للقرى المهجرة والمدمرة.

وبين أنه ورغم كل ما سبق فإن الثابت الوحيد بين وعد بلفور وما قدم للفلسطينيين من قرارات أممية هو الإحتلال الذي لم يطبق أي قرار ولم ينفذ أي توجه أممي بل تجاوز كل قرارات الشرعية الدولية.

وبخصوص الوعد الذي أصبح حقيقة قال الششتري: "إن الوعد أعطي من قبل من لا يملك لمن لا يستحق وبالتوازي مع حالة التخاذل العربي الرسمي في تلك الفترة فأصبح هذا الوعد حقيقة ثابته بالمقابل فإن هناك قرارات أممية اتخذت لصالح شعبنا بقيت حبرا على ورق بسبب غياب القوى المؤثرة التي تجبرهم على التنفيذ.

 من ناحيته، أكد جهاد رمضان أمين، سر إقليم نابلس وعضو لجنة الفعاليات والمؤسسات والنقابات والاتحادات في حديث لـ "النجاح الإخباري" أن لجنة الفعاليات والمؤسسات الوطنية والنقابات والاتحادات تعقد سلسلة من الاجتماعات بشكل دوري لوضع أجندة الفعاليات الخاصة بإحياء هذه الذكرى الأليمة على الشعب الفلسطيني.

وقال رمضان: "إن مجمل الفعاليات تحمل بطابعها الغضب والاحتقان ضد الوعد ومن قام عليه ومن نفذه كونه السبب الأساس بمأساة الفلسطينيين وسبب اللجوء والتشرد وارتقاء الشهداء والمعتقلين والسيطرة على مقدرات فلسطين وتهويد الأرض والاستيطان".

وبين أن هذا الوعد أصاب الأمة العربية بمقتل حيث الموقع الاستراتيجي لفلسطين وكان تنفيذ هذا الوعد المشؤوم النواة للمشروع الاستعماري في المنطقة لتأمين سيطرة الغرب على المقدرات العربية.

وفيما يتعلق بالفعاليات القادمة قال رمضان: "الفعاليات تحمل بطابعها الغضب والاحتقان وتطالب بريطانيا بالإعتذار عن هذا القرار بل ويتعدى ذلك بمطالبتها بتحمل تبعاته كاملة".
وأكد أن الفعاليات ستشمل ندوات بالمدارس وندوات سياسية للنخب وكذلك معارض صور ومفعالية مركزية في الثاني من نوفمبر القادم بمهرجان خطابي مندد بوعد بلفور وما نتج عنه.