سوسن صوافطة - النجاح الإخباري - عندما تلتقي خيرات الأرض في طبق واحد فاعلم عزيزي القارئ أنَّنا نتحدث عن "المسخن الفلسطيني".

هذا الطبق التقليدي الذي ما زال صامداً أمام كل "التشوهات" التي يحاول الطهاة الصاقها له لإكسابه نوعاً من الحداثة.

وفي هذا الصدد يعلّق الحاج سهيل عبد اللطيف  (70) عامًا من قرية الفندق بمحافظة قلقيلية، أنَّه لا شيء يقف أمام الطعم الأصيل للمسخن عندما تمسك بقطعة الخبز البلدي المغطس بزيت الزيتون حتى يبدأ الزيت بـ "الشرولة".

يقول الحاج أبو العبد لـ"النجاح الإخباري": "بعد الانتهاء من موسم القطاف يجتمع الأبناء و الأحفاد في بيت العائلة و يقومون بتجهيز الخبز و البصل و اللوز و الدجاج و السماق و زيت الزيتون الصافي الذي مكثنا قرابة العشرين يومًا في قطفه خلال الموسم، ويبدأون بتحضير هذه المكونات لإعداد الطبق الذي ينتظره الصغير منا قبل الكبير".

ويضيف أحمد عبد اللطيف: "سافرت و رحت و جيت بس متل المسخن الفلسطيني اللي بينعمل على أصوله ما دقت".

وعبَّرت  آيه نعمان عن استيائها من محاولة المطاعم والطهاة تقديم طبق المسخن بطريقة عصرية و بالشوكه و السكين هذه الأدوات التي تلغي تلك النكهه المعهوده للمسخن.

 وتقول لـ"النجاح الإخباري" : شتّان بين الأطباق البيضاء في المطاعم الراقيه و التي يضعون بها رقاقات الخبز المحشوة بالبصل و الدجاج المفروم والمحمرة على "التوستر" و بين خبز الطابون أو الصاج  المغموس بالزيت الذي يرص على شكل طبقات بينها البصل المفروم مع بهاراته الخاصة و الدجاج المحمر".

فالأطباق الفلسطينية كما الأرض و التراث، تتعرّض باستمرار للتشويه و الإضافات غير المرغوب فيها لكنَّها تبقى صامدة  أمام  كلّ محاولات طمس الهوية الفلسطينية العريقة خصوصًا أنَّه من الأطباق الرئيسة التي تتعرض لمحاولات لا تتوقف من جانب الإسرائيليين للسرقة و نسبتها إليهم.

تاريخيًا لم يعرف العرب المسخّن قبل اللجوء الفلسطينيّ إلى بلدانهم، وليس له أيّ ذكر في كتب الطبخ العربيّة التاريخية، وبإمكاننا أن نقول، بالتالي، إنّه فلسطينيّ أصلًا وفصلًا، فهو يعكس الإرث المطبخيّ الفلسطينيّ، رغيف الطابون وزيت الزيتون.

ويؤكّد أخصائيو التغذية أنّ طبق المسخن يحوي 654 سُعرًا حراريًا، وعلى بعض العناصر المعدنية مثل البصل، كما تحتوي على بروتين وكربوهيدرات.
محاولات إسرائيلية ..

ولطالما حاول الاحتلال الإسرائيلي سرقة المأكولات الفلسطينية ونسبتها إليه، يبدو أنَّ المسخن لا زال يقاوم تلك المحاولات من قائمة الأطباق التراثية الشعبية الوطنية، وذلك بحسب ما وثقته التقارير الصحافية.

مقادير ..

المقادير :البصل: 2 كيلو غرام
زيت الزيتون: ليتران
سماق: كوب
دجاجتان (مقطعتان إلى أنصاف)
ملح: ملعقة كبيرة
بهارات: ملعقتان كبيرتان (مشكّلة)
الفلفل الأحمر: ملعقة كبيرة (بودرة)
خبز: 4 ارغفة (الطابون)
صنوبر ولوز: كوب (مقلي)
طريقة التحضير
1 ـ يُفرم البصل إلى مكعبات صغيرة.
2 ـ يُضاف الزيت إلى قدر كبيرة توضع على النار، ثم تقلّب مكعبات البصل فيها، مع الحرص أن يكون مستوى الزيت أعلى من البصل، وذلك حتى تنضج.ثم، ينثر السمّاق، مع التقليب، حتى يتخذ البصل اللون الزهري.
3 ـ تتبل أنصاف الدجاجتين بالملح والبهارات وبودرة الفلفل، وتوضع في صينية وتغطى السوليفان وتوضع في داخل الفرن لمدة ساعة ونصف الساعة.
4 ـ يصفّى البصل من الزيت، ثم يحفظ في وعاء آخر، مع الاحتفاظ بالزيت.
5 ـ يُغمس خبز الطابون بالزيت، الرغيف تلو الآخر، ثم تصفّى هذه الأرغفة.
6 ـ في صينيّة، يفرد كلّ رغيف من الخبز، 

ويضاف القليل من البصل والصنوبر واللوز فوقه. ثم، تدخل الصينيّة إلى الفرن لدقائق ثلاث، ويقدّم مع الدجاج.وتكرّر هذه العمليّة للأرغفة الأخرى.

صحتين وعافية