هبة أبو غضيب - النجاح الإخباري - أثارت حملة "حجابي جنتي" في احدى المدارس في مدينة  نابلس، والتي تهدف إلى تكريم الطالبات المحجبات في المدرسة فقط، ضجة إعلامية وغضب نشطاء مواقع التواصل الإجتماعي، حيث اعتبرها البعض بالممارسة القمعية والفردية.

وكان مجلس الامهات في المدرسة نظم بالتعاون مع مديرة المدرسة ومعلمات التربية الاسلامية حملة التكريم، واعتبر مجلس الأمهات أن الهدف من هذه الطريقة هو الشد على أيدي الطالبات للتمسك بالحجاب، وشعورها بأنها مميزة.

التربية اتخذت اجراءاتها تجاه المدرسة

وبهذا الخصوص أفاد الناطق باسم التربية والتعليم صادق الخضور لـ"النجاح الإخباري" بأن هذا التصرف فردي لمدرسة واحدة ولا يعكس سياسة وزارة.

وأضاف أن من هذا المنطلق قامت الوزارة بتكليف مديرية التربية والتعليم في نابلس لمتابعة هذا التصرف.

وأكد الخضور، أن موقف الوزارة ضد التشدد والتزمت الفكري في أي موقف من المواقف، وتناشد الوزراة عدم تضخيم هذا الأمر لأنها ضد تحميل الموضوع فوق طاقته.

وأشار إلى أن المتابعة الداخلية في الوزارة جارية منذ اللحظة الأولى، واتخذت بعض الإجراءات لمتابعة الموضوع في المدرسة.

واختتم حديثه مع "النجاح الإخباري" لافتا إلى ضرورة عدم تضخيم الموضوع عبر وسائل التواصل الاجتماعي باعتباره حساس، إضافة إلى أنه قد يعتبر من سياسة الوزارة وهو عكس ذلك تماما.

"النشاط لم يكن مدرجا ضمن قسم النشاطات"

وفي السياق ذاته أوضح مدير مديرية التربية والتعليم في نابلس د. عزمي بلاونة لـ"النجاح الإخباري" أن أية أنشطة لأولياء الأمور يجب أن تكون من خلال خطة وبالتنسيق مع التربية والتعليم، من خلال رفع الخطة من مديرة المدرسة لقسم النشاطات في التربية.

وأكد أن هذا النشاط لم يكن مدرجا ضمن قسم النشاطات، لافتا إلى أن الأنشطة يجب أن تكون في المدارس منظمة وغير ارتجالية.

"التحفيز"

بدوره أوضح المحاضر في كلية الشريعة د. أحمد شرف لـ"النجاح الاخباري" أن الصحابة رضي الله عنهم اعتادوا على تكريم أبنائهم وتشجيعهم على إقامة الفرائض ومن ضمنها الصلاة والصيام، ويقدموا لهم الهدايا ليتمكنوا من أداء الصيام، قائلا "ما المانع من وجود حوافز من خلالها نشجع طلابنا ونعينهم على أداء الفروض سواء في الصلاة أو الحجاب".

ولفت شرف إلى أن بعض الطالبات قد ارتدين الحجاب قبل وصولهن لسن البلوغ أي أنه غير مفروض عليهن، معتبرا أن تقديم الحوافز لهن قد يشجعهن على التمسك بالحجاب، قائلا "الرسول عليه الصلاة والسلام كان يشجع الصبية الصغار على أداء الصلاة وإحضارهم إلى المساجد من أجل تعويدهم على العبادة منذ الصغر".

وأكد شرف أن الموضوع لا يحتاج كل هذه الضجة الإعلامية، مضيفا أن وزارة الأوقاف تكرم حافظي القرآن أيضا وتقدم لهم الحوافز، والهدف من تحفيظ القرآن التطبيق والمتمثل في ارتداء الحجاب أيضا".

"طلب وقوف الطالبات غير المحجبات إهانة وتجريح"

ووفقا لمواقع التواصل الاجتماعي، فقد انتشر أن خلال التكريم في المدرسة ذاتها طلب من الطالبات اللواتي لا يرتدين أمهاتهن الحجاب الوقوف.

وحول هذا أوضح شرف لـ"النجاح الاخباري" أن هذا لا يجوز في شريعتنا الإسلامية، بناء على قوله تعالى "وادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة"، واعتبر شرف أن هذا التصرف لا يمت للحكمة بصلة ويندرج تحت إطار التجريح والإهانة المرفوض.

وأضاف أن على الإنسان التماس الحكمة في نشر رسالة الاسلام وفقا لقوله تعالى "ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك"، والأصل في انتشار الإسلام سوف ينتشر الاسلام بعد أن نحسن فهمه ثم نحسن تطبيقه ثم نحسن نقله إلى الطرف الآخر، قائلا "نحن دعاة ولسنا قضاة".