وفاء ناهل - النجاح الإخباري - في الوقت الذي بدأ  يحتشد فيه المواطنون في ساحة الجندي المجهول بقطاع غزة ووسط حالة من الترقب والانتظار احتفاء بالعرس الفلسطيني دقائق معدودة تبقت على الإعلان عن الاتفاق الفلسطيني الذي تنتظره الأوساط كافة. حيث تتّجه الأنظار صوب القاهرة الآن لمعرفة تفاصيل الإتفاق. 

وفي هذا السياق، أكَّد عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير واصل أبو يوسف، لـ"النجاح الإخباري"، أنَّ اللقاء الذي الذي استمر ثلاثة أيَّام حلَّ مجموعة من المشاكل التي وقفت في وجه الوحدة، والمؤتمر الصحفي سيعلن عن قضايا من أجل الاستمرار في الاتفاق وسحب أيّة معيقات من أمام الوحدة الوطنية"

وحول وجود أي اتفاق جديد يضيف أبو يوسف :"لا يوجد اتفاق جديد هناك اتفاق (2011) وكلّ الأليات ركزت على كيفية تنفيذ الاتفاقات التي لم تطبق سابقًا وما تمَّ نقاشه  خلال الأيام الماضية هو عملية نزع العوائق،  سواء تمكين الحكومة أو الموظفين أو الأمن و القضايا كافة، وعندما نمضي قدمًا بهذه القضايا لا عودة للوراء، وكلّ الظروف مهيئة لنجاح الوحدة التي تحمي المشروع الوطني الفلسطيني وحق الشعب بالعودة وإقامة الدولة وعاصمتها القدس".

وفي سياق متصل قال مدير مركز الاعلام في جامعة النجاح غازي مرتجى ان اليوم هو "يوم تاريخي" لإتفاق الحركتين وبالرغم من أن العديد من الإتفاقات قد سبقته لكن هذا هو الإتفاق الذي تم بتطبيق فعلي على الأرض، إضافةً لدور مصر حيث إنتقل من وساطة لتكون عنصرا  فاعلا وهذا الضامن الوحيد لنجاحه لذلك هناك تفاؤل غير مسبوق للمواطنين والجهات المراقبة والمحللين والسياسين والتنظيمات، بسبب التدخل المصري القوي".

وحول الاتفاق الذي تم في القاهرة أضاف:" ما ورد من القاهرة يؤكد أن هناك إتفاق على عدة امور أهمها أن  تتسلم الحكومة المعابر خلال الأسبوعين القادمين بما فيها معبر رفح، حيث سيكون ضمن إدارة حكومة التوافق والإدارة العامة للمعابر والحدود، وكما ورد بإتفاق 2011 أن تنتهي الحكومة من قضية الموظفين المدنيين وفق الإمكانيات المالية، ومن المقرر أن تكون الحكومة قد إنتهت من هذه القضية بداية فبراير القادم".

وتابع مرتجى:" أما فيما يتعلق بالموظفين العسكريين فسيكون هناك لجنة ستباشر إعادة هيكلية الأجهزة الأمنية بغزة وهناك حديث عن توجه للأجهزة الأمنية بما فيها " جهاز المخابرات العامة والوقائي والدفاع المدني والشرطة لغزة، ومن المحتمل أن يتوجه عددا من الوزراء لغزة الأسبوع المقبل، وربما تتوجه الحكومة في حال وجود أسباب هامة تستدعي ذلك".

وتابع:"ما دار خلال اليومين بين الحركتين حديث عن الامور الميدانية وكان عنوانها تمكين الحكومة للعمل في القطاع، وإنهاء القضايا العالقة التي خلفها الإنقسام من ضمنها الموظفين الذين عينتهم حماس بعد 2007، إضافةً للمعابر وأجهزة الأمن" حيث تم الإتفاق على جدول عملي للبدء بالتنفيذ".

وبهذا الخصوص، أكَّد المحلّل والكاتب السياسي جهاد حرب، "أنَّ الأجواء التي سادت خلال الأسبوعين الماضيين كانت إيجابية وتعكس النوايا الحسنة لإنجاز المصالحة.

 وفيما يتعلق بما أشيع عن الملفات التي تمّ الحديث عنها فإنَّ إنجازها أصبح ممكنًا، ومن أهمها قضية الموظفين والمعابر وخاصة رفح بالإضافة إلى ما يتعلق بتحسين الأوضاع المعيشية وتمكين الحكومة من العمل على الأرض.

 وبيَّن حرب، أنَّه يمكن القول إنَّ هذه الملفات لها الأولوية في أي اتفاق بين الطرفين، فهي تحتاج لآليات واضحة لإنهاء الانقسام وحلّ الإشكاليات والعقبات، وكلّ ما يمكننا فعله الآن هو الانتظار لنرى كيف ستكون الخطوات القادمة".

وأضاف حرب في حديثه لـ"لفضائية النجاح"،  في إطار التغطية الخاصة لمتابعة الاتفاق والعرس الفلسطيني، "إذا ما تمَّت المصالحة وبدأ تطبيقها فإنَّ هناك ملفان مهمان وهما ملف تبادل الأسرى.

وكما شاهدنا خلال الأيام الماضية وصول وفد إسرائيلي للقاهرة ومن المتوقع أن يكون من أجل تبادل الأسرى.

ويتمثل الملف الثاني بالقضية الفلسطينية وتصريحات مبعوث الولايات المتحدة "غرينبلات"  فوجود الحكومة الفلسطينية في غزة يعني أنَّ لديها التزامات تجاه القطاع وهذا يمثل طريق لعملية السلام فالمصالحة ستقوي الموقف الفلسطيني على الصعيد الدولي وكذلك في وجه الاحتلال".

وفي حديثه عن الدور المصري قال حرب:" إنَّ الدور المصري تحوَّل من راعي للحوار إلى مشرف على عملية تنفيذ بنوده، وهذا الأمر بدا واضحاً في خطاب السياسي الذي تمّ عند تواجد الحكومة الفلسطينية في غزة، فهذا تحول نوعي".

ويضيف،  هناك عدّة أسباب أدَّت لذهاب حماس  للمصالحة أهمها فشلها بالحكم حيث أصبح عبئ عليها وبالتالي هي عندما تتّجه للمصالحة تعفي نفسها بالمصالحة، كما وأنَّ هذه المسيرة تعترضها عقبات، ولكن الأهم أن يتوفر إرادة سياسية ومع إعلان اتفاق اليوم والتصريحات التي كانت خلال الأسبوعين الماضيين، هناك إرادة حقيقية من كلا الطرفين لتجاوز جميع العقبات فهذا يعني أنَّنا نسير في الطريق الصحيح لإنهاء الانقسام، وإن كان بخطوات محدَّودة حتى الآن فالطريق طويل ويحتاج لعمل، والوقت غير مهم والأهم أن توجد الإرادة".

من وجهة نظره أكَّد المحلل السياسي رائد نعيرات،  "أنَّ المصالحة الفلسطينية قد أقلعت وفقًا لما صدر من تصريحات من الطرفين خلال الأيام الفائتة فجميع التصريحات تؤكّد أنَّ هناك أجواء إيجابية والشارع الفلسطيني ينتظر العودة للوحدة الوطنية، فالمواطن في غزة له هموم أهمّها إعاة الإعمار ورفع الحصار والكهرباء وفي الضفة أيضًا المواطن لديه هموم ومطالب فالوحدة هي السبيل الوحيد لحل كل هذه الإشكاليات، فالقضية الفلسطينية والمجتمع الفلسطيني لا يمكن أن يحتمل الانقسام".

وأضاف نعيرات،  في حديثه لـ"النجاح الإخباري"، ضمن تغطية خاصة لمتابعة الاتفاق والعرس الفلسطيني،  سياسيًّا المواطن لا يريد  أن يرى الحكومة فقط في غزة،  هو أيضاً لديه طموحات ويتوقع حلّ كلّ الإشكاليات بمجرد وصول الحكومة، وهذا أمل غير سليم فالأمر يحتاج لوقت، ليتم حل جميع المشاكل فالعقبات لها علاقة بالانقسام وأخرى بالتحديات،  وعقبات  ليس لها علاقة بالطرف الفلسطيني بأكمله كالتموين والدعم  فلا يوجد مؤسسة يمكن أن تنهي عشر سنوات من المعاناة بلحظة يجب أن نكون واقعين، والأهم أنَّ  المصالحة أقلعت، والمطلوب الآن الانهماك بإيجاد الحلول للمواطن الفلسطيني".

ويتابع:" نحن حتى الآن نتحدث عن الأمور التي نحتاج لحلّها من أجل  التفرغ للقضية الكبرى وهي إقامة الدولة والحقوق الوطنية الفلسطينية ومقارعة الاحتلال على صعيد المؤسسات الدولية والميدان، لكن المواطن حتى الآن منهمك بقضايا يومية وحياتية يجب حلّها ليتفرغ للقضايا الأخرى، ويجب أن ندرك أنَّ الوحدة ستواجه العديد من العقبات لكن الأهم هو الاتفاق وأن نحوله لواقع بالجهود والتعاون المشترك".

وعن قدرة القوى الوطنية على تغيير الواقع الفلسطيني يقول نعيرات:" السنوات العشر السابقة أثبتت أنَّ القوى الفلسطينية  عاجزة عن تغير واقع فلسطيني للعديد من الظروف، من الممكن أن يكون وزنها غير مؤثر بالدرجة المطلوب لكن الحراك الديموقراطي إن حدث سيمنحها دوراً كبيراً ومهماً، وستظهر قوى جديدة لها وزنها والمجتمع بحاجة لمثل هذه القوى لتلبية احتياجاته".

 المحلل السياسي مخيمر أبو سعده، أكَّد أنَّ  الكل في غزة توّاق لتمكين الحكومة بالقيام بمهامها، كما وأنَّ دخول مصر خلال الفترة الماضية وبهذا الثقل الكبير كان من أجل استعادة مكانتها في المنطقة.

وأضاف مخيمر في حديثه لـ"النجاح الإخباري" ضمن التغطية الخاصة لمتابعة الاتفاق والعرس الفلسطيني، أنَّ السنوات العشر الماضية كانت مأساوية على الصعيد السياسي لأنَّ نتنياهو قال لا يوجد شريك والرئيس الفلسطيني لا يمثل الكل الفلسطيني،  ليتهرب من أي مفاوضات جديّة مع فلسطين والقضية لم تكن شيء أساسي للكل العربي أو المجتمع الدولي".

وحول الموقف الإسرائيلي من المصالحة يقول:" من المؤكّد أنَّ نتنياهو غير مرتاح للمصالحة والجانب الإسرائيلي عمل من أجل تعزيز الانقسام للهروب من التزامات عملية التسوية".