وعد سمارة - النجاح الإخباري -  

يعتبر الصابون البلدي أو ما يسمى (صابونة الزيت) من الصناعات التقليدية المشهورة في فلسطين وخاصة مدينة نابلس، وهو جزء من التراث الفلسطيني العريق، ورغم اندثارها تدريجيًّا إلا أنَّها لا تزال الصابونة المفضلة والمرغوبة عند كبار السن بشكل خاص، وذلك لكثرة فوائدها وخلوها من المواد الكيمائية .

الصابون البلدي هو نوع من أنواع الصابون عرف منذ القدم ، ويحضّر بشكل طبيعي في المنازل خاصة في موسم الزيتون، حيث تتم صناعته من زيت الزيتون وصودا كاوية وملح طعام وماء.

وحول طريقة صناعة الصابون شرح الحاج  شفيق الشعيبي، أحد مواطني محافظة سلفيت لـ" لـ "النجاح الإخباري:  طريقة تحضير  الصابون في المنزل وقال: " تتمثل الخطوة الأولى بتحضير الزيت، حيث  يكال بالكيلو غرام  وتحسب لكل خمسة كيلوات من زيت زيتون كيلو صودا كاوية، ونحضر قدرًا كبيرًا يسمى (القصّة) ثم نضع الخليط بالقدر، ونضيف مقدارًا معيّنًا من الماء للخليط ونتركه للصباح، وتسمى هذه الخطوة بـ "تخمير الصابون".

وحول الخطوة الثانية فهي تتمثل بحسب الشعيبي في صباح اليوم التالي  حيث يوضع هذا المزيج على نار هادئة ونحركه حتى يطفو الصابون على الماء، وبعد ذلك نزيل القصة عن النار ونحرك المزيج جيّدًا، ويفضل التحريك باتجاه واحد، ثمّ نقشط الصابون في وعاء فيبقى في القاع ما يسمى (الزيبار وهو عبارة عن الشوائب التي تخرج أثناء عمل الصابون).

وبعد ذلك، يضيف الحاج الشعيبي: "نقوم بإزالت "الزيبار" من القدر ثم تعاد القصة على النار ويوضع فيها ثلث كمية الصابون الذي كان في الوعاء، نضيف له ماء ونحركه في اتجاه واحد ونتركه حتى يغلي مرة ثانية، إلى حين تشكل الصابون على وجه القصة ونضع باقي محلول الصودا الكاوية ونصف كيلو من الملح حتى يذوب "الزيبار" الذي قد تكوَّن في المرة الثانية، وبعد ذلك نلاحظ صفاء لون الصابون ثم نزيله عن النار ونضعه على مساحة معينة من الأرض، ويوضع حوله قطع من الخشب أو نصبه في قوالب جاهزة لا يزيد سمكها عن( 5-6 سم)، ومن ثم يترك مدة(12 ) ساعة حتى يصبح جامدًا، ويفضل تقطيعه وهو طري وتترك مسافة صغيرة بين كل قطعة وأخرى حتى لا يتم الالتصاق.

وبيّن الشعيبي، أنَّه رغم تنافس العائلات منذ القدم في صناعة الصابون البلدي إلا أنَّه لم يعد يستخدم كثيرًا، وذلك لوجود الكثير من الأنواع الأخرى بروائح وأشكال مغرية، وبتكلفة أقل قد تشجع الأشخاص على شرائها رغم أنَّها تحوي مواد كيميائية ضارة.

وأشار إلى أنَّ سعر الصابون يرتبط في سعر الزيت في الموسم أي أنَّه كلما ارتفع سعر الزيت ارتفع سعر الصابون وهكذا.

وأشادت زوجة الشعيبي بفوائد الصابون النابلسي و قالت: " إنّها مفيدة للبشرة و تعمل على تفتيحها وتخليصها من الخلايا الميتة، وأيضًا تعالج حب الشباب، وتغذي الشعر وتمنحه القوة والحيوية وتمنع تساقطه".