وداد عورتاني - النجاح الإخباري -  

ينتظره الفلاحون بفارغ صبرهم ليجنوا ثمار تعبهم من الشجرة المباركة التي  ذكرت في القرآن الكريم، ففي كلّ موسم من كل عام يقومون بقطف حبّات الزيتون لتصبح زيتاً بعد عصرها معتمدين عليه في كثير من مأكولاتهم الشعبية.

فجر كلّ  صباح يستيقظ الفلاحون يلهجون بذكر الله والدعاء ليبارك الله لهم في محصولهم يذهبون لأراضيهم حاملين قوتهم وما يلزمهم من أدوات.

"في عنا شجرة بالدار.. زرعها جدي الختيار.. نادى وقال لي: يا ابني الشجرة بتكبر مع الصغار.. الشجرة اسمها زيتونة.. بتعطينا زيت وزيتون" هذا ما بدأ به الحاج أبو أحمد حديثه، أحد المزارعين الفلسطينيين، الذي يسكن شرق مدينة نابلس قائلاً: "موسم الزيتون بالنسبة لنا نحن كفلاحين موسم هامّ جداً فهو ما نعتمد عليه من مصدر دخل لنا فأنا أنتظر ذلك الموسم بفارغ  الصبر، ليعود علي بمردود مادي جيد".

ويشير الحاج أبو أحمد إلى أنَّ موسم الزيتون يختلف من عام إلى آخر من حيث الإنتاج، وذلك بالاعتماد على  كميّة الأمطار التي تسقط، فحين تكون  كمية الأمطار  وافرة في عام يأتي موسم الزيتون وفيرًا وكلُّه خير على الفلاحين بشكل خاص، وعلى الناس عامّة إذ لا يخلو بيت من الزيت، وتجد بعض العائلات في هذا الموسم فرصة للدخل من خلال العمل في قطف الزيتون بالأجرة  أو من خلال بيع الزيت للتجار.

وتحدَّث مدير وزارة الإرشاد الزراعي السيد ماجد الخراز قائلاً: "موسم قطف الزيتون هذا العام سوف يبدأ في (6- 10-2017) بناءً على تحديد وزراة الزراعة الفلسطينية التي طالبت  المزارعين بالالتزام بالموعد المحدَّد وذلك من أجل الحصول على أفضل وأكبر كمية ممكنة من الإنتاج، و تسويقه في الداخل والخارج".

 ويشير الخراز إلى أنَّهم كدائرة إرشاد زراعي يقومون بالرقابة على المعاصر من خلال جولاتٍ تفقدية، وذلك بالاتفاق مع وزارة الصحة من أجل الوقوف على عناصر السلامة للمعاصر، وأيضًا  من أجل أن يكون موسم آمن بالنسبة لعملية عصر الزيتون.

ويبيّن الخراز أنَّه سيتم عقد اجتماع لأصحاب المعاصر من أجل الالتزام التام بعملية افتتاح المعاصر بعد جني ثمار زيت الزيتون.

ويتابع الخراز حديثه قائلًا: "بالنسبة لجودة زيت الزيتون، هناك مواصفات ومعايير نقوم بدورنا بفحصها في مختبراتٍ خاصة بزيت الزيتون من حيث كمية البروكسيد ونسبة الحموضة، مشيراً إلى أنَّ نسبة البروكسيد يجب أن لا تتجاوز(23%)، أما نسبة  الحموضة فيجب أن لا تتجاوز (1%) لكي تكون بحالة جيدجداً".

وذكر الخزار أنَّ عمليّة تصدير زيت الزيتون تكون بالاتفاق حسب احتياجات الدول الخليجية والخارجية وذلك بالاتفاق بين التجار الفلسطينين.

وتحدَّث مدير عام وزارة الزراعة السيد وجدي الكخن عن توقعات هذا العام لموسم زيت الزيتون قائلاً: "إنَّ توقعات الانتاج لهذا العام من المحتمل أن تكون (100)كيلو من الحب للدونم ، بينما العام السابق كانت بنسبة (60) كيلو حب للدونم، وذلك حسب تقديرات وزارة الزراعة، مشيراً إلى أنَّ توقعات هذا العام سوف تكون أفضل من العام السابق.

ويضيف  الكخن الى أنَّ هذا الموسم كانت فيه كمية الأمطار مابين (75% - 80%)

ويختتم الكخن حديثه قائلاً: بأنَّه يأمل أن يمرّ الموسم بأمن وسلام على المزارعين والأراضي الفلسطينية، وذلك بسبب ما يتعرض له الموسم من عمليات اعتداءاتٍ وحرقٍ للاشجارمن قبل سلطات الاحتلال، بالإضافة إلى مصادرة المزارعين قطافهم، مشيراً إلى أنَّ هناك مشاكل في التنسيق الأمني لأصحاب الأراضي القريبة من المستوطنات والتي لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال الارتباط المدني.