هبة أبو غضيب - النجاح الإخباري - تقف تسنيم المصري من نابلس على نافذتها كل صباح لتترصد قبل ذهابها للعمل كل زاوية، وما أن تصل باب البناية تخشى أن تخطو خطوة واحدة دون عملية مسح ضوئي وكأنها كاميرا 360 درجة لتتأكد من خلو المكان من الكلاب الضالة.

وتعقب تسنيم باستياء لـ"النجاح الاخباري" عن ظاهرة الكلاب قائلة: "من يراني صباحا كيف أخرج من منزلي، ليس لديه إلا أن يقول: هذه تتدرب لحرب وتعمل بالقوات الخاصة، أو هذه الفتاة مريضة نفسيا".

وأضافت المصري أنه عدا عن انتشار الكلاب في نابلس صباحا، فإنها مزعجة ليلا، والجيران اشتكوا من نباحها عدة مرات".

ولم ينتهي مشوار تسنيم عند هذا الحد، مشيرة إلى أن أشقائها الأطفال تأثروا جدا من وجود الكلاب، وهذا ظهر بشكل واضح عليهم أثناء نومهم، وأثناء توجههم لباص المدرسة فلا يخرجوا الا برفقة والدتهم خوفا من الكلاب.

أم خالد الكردي تقول لـ"النجاح الاخباري" انها رفعت شكوى للبلدية من أجل الكلاب في منطقة المعاجين غرب نابلس، ولكن البلدية أجابتها بأن تتوجه للصحة لتقديم الشكوى.

حلول مقترحة

الاعلامي نبيل شاهين وثق وجود الكلاب الضالة في شوارع نابلس وخاصة شارع سفيان وسط المدينة كل صباح في مقطع مصور عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من داخل مركبته وبحذر نظرا لوجود أعداد كبيرة من الكلاب.

وأشار إلى أن المدينة محتلة من جيش الاحتلال ليلا ومن الكلاب صباحا، وهذا ما يراه العمال في الصباح الباكر، محذرا من بعض المناطق التي أصبحت تشكل خطورة على ساكنيها.

واقترح شاهين بعض الحلول لظاهرة الكلاب الضالة عن طريق إنشاء مبادرة من قبل البلدية قائمة على مبدأ "مقابل كل كلب يسلمه المواطن يحصل على خصم من فاتورة المياه أو الكهرباء".

وعن مصير الكلاب بعد جمعها يقول شاهين "بإمكان البلدية استشارة الجمعيات المختصة برعاية الحيوانات مثل جمعية الحيوان والبيئة في بيت لحم بعيدا عن تسميم الحيوانات أو إطلاق النار عليها".

كما سبق وتعرضت طفلة ومعلم مدرسة لهجوم الكلاب في نابلس، ولم يقتصر الأذى على المواطنين بل طال الأماكن الزراعية وتخريب البيوت البلاستيكية من الكلاب الضالة والخنازير البرية.

اجراءات بلدية نابلس

وحول هذا الموضوع أفاد مسؤول لجنة الصحة والسلامة العامة في بلدية نابلس د. نضال منصور لـ"النجاح الاخباري" بأن بلدية نابلس "جزء من كل" بحيث ليست الجهة الوحيدة في مكافحة الكلاب الضالة.

وأشار إلى انه تم عقد اجتماع في محافظة نابلس مع مديرية صحة نابلس وسلطة جودة البيئة ومديرية زراعة نابلس ودائرة البيطرة من أجل ايجاد حلول لانتشار الظاهرة، مضيفا أن البلدية لديها اجراءاتها الأولية لتخفيف هذه الظاهرة.

وصرح منصور بأن البلدية تعمل على الطعوم المقدمة من أجل القضاء على الكلاب ولكنها بطيئة الاستجابة ونتائجها بطيئة، وهذا ما دفعهم لمراسلة محافظ نابلس للبحث عن اساليب اخرى.

ولفت منصور إلى أن بعض الآراء المطروحة والمرجح العمل عليها، عقد اجتماع موسع لرؤساء الهيئات المحلية حتى يتم اتخاذ الآلية المناسبة.

وشدد على أنه يجب الأخذ بالأسباب والتحرك السريع للقضاء على هذه الظاهر التي أصبحت تشكل خطرا على حياة المواطنين وخاصة كبار السن والأطفال في الفترة الصباحية.

سبب انتشار الظاهرة

ورجح منصور أسباب انتشار الكلاب الضالة والخنازير البرية يعود إلى كون نابلس مفتوحة على القرى المحيطة بها وتناقلها ملحوظ بشكل كبير، ما يصعب من مكافحتها.

هذا عدا عن تفتيش الكلاب عن طعام في المدينة، ومن هذا المنطلق ناشد منصور عبر "النجاح الاخباري" المواطنين إلى ضرورة المحافظة على النظافة العامة وعدم رمي نفايات الطعام خارج الحاويات، وأخذ الحيطة والحذر.

وأكد على أن البلدية تتابع عن كثب الموضوع مع أصحاب الاختصاص.

"لن تتبع البلدية هذا الأسلوب"

أما عن الحلول المطروحة يعقب منصور بأن الفتاوى الشرعية تسمح بقتل الكلاب الضالة، مشيرا إلى أن البلدية لا تملك امكانيات لإعادة تأهيل الكلاب ورعايتها، قائلا "هذا يحتاج لبياطرة مختصين إضافة إلى إمكانيات مالية".

وفيما يخص اقتراح جمع المواطنين للكلاب مقابل خصم على الفواتير، يقول منصور "الحيوانات الضالة قد تسبب الأذية للمواطنين، ولن نحمل المواطن هذا العبء، ولن تتبع البلدية هذا الأسلوب".

دائرة البيطرة: "الخرطوش أفضل الحلول"

مدير دائرة البيطرة في نابلس د. احمد جرادات أوضح لـ"النجاح الاخباري" أن أحد الإجراءات التي كانت متبعة لمكافحة الكلاب حتى عام 2000 أخذ السموم من الجانب الإسرائيلي واستخدام طلقات "الخرطوش".

وأضاف أن هذه الاجراءات توقفت مع بداية الانتفاضة الثانية وأصبحت غير مسموحة من قبل الاحتلال خاصة في مناطق (C و B).

وشدد جرادات على أن "الخرطوش" أفضل الحلول للقضاء على هذه الظاهرة وهي الطريقة المستخدمة في معظم مناطق العالم.

مفعول السموم المستخدمة 10% فقط

وصرح جرادات لـ"النجاح الاخباري" أن السموم الموجودة حاليا مجرد "اجتهادات" ولم تقدم الكفاءة المطلوبة نظرا إلى ان فعاليتها تقل بعد ساعات قليلة من وضعها، وتعطي نتيجة من 10-20% فقط، قائلا: "هذا الحل المتاح حاليا  لكنه غير كاف".

وأشار إلى أن دور دائرة البيطرة يقتصر على تزويد البلدية بالسموم وتوفير الظروف الملائمة لذلك من خلال وضع السموم في اللحوم للكلاب الضالة.

وأضاف جرادات أن حل جمع الكلاب من قبل المواطنين غير عملي.

واعتبر أن النفايات لا دور لها في تجمع الكلاب، مبررا ذلك بأن شوارع مدن العالم نظيفة ومع ذلك الكلاب الضالة متواجدة كل مكان.