وفاء ناهل - النجاح الإخباري - غادر رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية قطاع غزة يوم أمس متوجها إلى العاصمة المصرية القاهرة على رأس وفد رفيع المستوى من قيادة الحركة في الداخل والخارج، حيث أن هذه الزيارة الأولى التي يجريها بعد توليه منصب رئيس المكتب السياسي للحركة.

وذكرت الحركة في بيان مقتضب لها أن الزيارة تستهدف لقاء المسؤولين المصريين، مبينة أن الوفد سيبحث العديد من القضايا المهمة وخاصة العلاقات الثنائية مع مصر وسبل تطويرها وتعزيز التفاهمات مع القاهرة التي تمت خلال زيارة وفود الحركة السابقة وآليات تخفيف الحصار عن غزة وغيرها من الموضوعات التي تهم الطرفين.

كما سيبحث الوفد مستجدات القضية الوطنية وسبل استعادة وحدة الشعب الفلسطيني وتحقيق المصالحة الوطنية، بحسب البيان.

مرتكزات أساسية للزيارة

المحلل السياسي جهاد حرب أكد في حديث لـ"النجاح الاخباري" أن هناك ثلاث تطلعات أساسية لزيارة وفد حماس لمصر، وأهمها ما يتعلق بامكانية إجراء ترتيبات لصفقة تبادل اسرى مع اسرائيل ومصر تلعب دوري وجوهري ومحوري في هذا الصعيد، أما الأمر الاخر فيتعلق بالمصالحة وترتيب العلاقة مع دحلان.

ويضيف حرب" برأيي لن تخرج الزيارة عن هذه القضايا الثلاثة اضافة للترتيبات الامنية والعلاقات المصرية مع حماس، وكذلك ما يتعلق بالحدود على طول معبر رفح هذه القضايا الاساسية التي ستكون محور النقاش المركزي والجوهري لهذه الزيارة، وبإعتقادي لن يحدث تغير جوهري بما يخص الترتيبات الامنية بين الطرفين المصري وحماس في القطاع إلا اذا كان هناك وحدة فلسطينية يمكن من خلالها إجراء هذه الترتيبات".

وفيما يتعلق بملف المصالحة، يقول حرب:" اعتقد في السنوات الاخيرة لم يحدث أي تغير بهذا الخصوص، كما وبتقديري هناك إلتزام مصري للمجتمع الدولي بعدم التعامل مع حكومة في قطاع غزة دون ان تكون الحكومة الفلسطينية الرسمية وهذا سيستمر الى ان يكون هناك حلول فلسطينية داخلية تساعد الاطراف العريبية على اتخاذ قرارات واجراءات تساند الحق الفلسطيني".

ويضيف"من الواضح ان حماس بدات تدرك انه لا يمكن اجراء تغيرات جوهرية على الاجراءات المصرية او غيرها حول قطاع غزة الا اذا كان هناك اتفاق داخلي فلسطيني ليتيح امكانية اتخاذ اجراءات دولية لمساعدة القطاع".

الوقت مبكر لإصدار الأحكام

المحلل السياسي ناجي شراب يؤكد" أنه من السابق لأوانه تقييم هذه الزيارة، لكن لا شك انها تاتي في سياق زمني مهم جدا ووقت حديث عن تسوية اقليمية والرؤية الامريكية للسلام وكذلك في نفس الوقت الذي يتم فيه الحديث عن حكم ذاتي للضفة الغربية في ظل الضغوطات التي تمارس على القضية الفلسطينية في حالة من الانقسام هذا ما يتعلق بالقضية الفلسطينية".

وفي حديثه لـ"النجاح الاخباري" يقول شراب :" فيما يتعلق بالجوانب الاخرى لهذه الزيارة والتي تتعلق بقطاع غزة ومستقبل حماس بغزة والذي يرتبط بصورة او باخرى بالعلاقات مع مصر، فإن اهميتها تاتي لأن على راسها رئيس المكتب الساسي لحركة حماس فمستوى التمثيل السياسي على اعلى مستوى لهذه الزيارة، كما وأن أعضاء المكتب السياسي لحماس من الداخل اوالخارج يجتمعون لأول مرة في القاهرة ليمارسوا مهامهم كمكتب سياسي وهذه نقطة تحول كبيرة في مستقبل العلاقات بين حماس ومصر".

ويقول شراب:" يمكن النظر الى العلاقة بين حماس ومصر باكثر من مستوى، وتحكم هذه العلاقة محددات معينة تتعلق بالامن المصري والوضع في سيناء إضافة الى علاقة حماس بالاخوان المسلمين، أما المستوى الثاني فهو يتعلق بعلاقة مصر بالقطاع بسبب خصوصية هذه العلاقة التاريخية والتزام مصر الامني القومي السكاني الاجتماعي تجاه القطاع، ومن الإلتزامات الانسانية تجاه غزة ملف معبر رفح والحصار وملف الاسرى".

كما وأن الإلتزام المصري بالقضية والشرعية الفلسطينية قد يكون مدخل لتفعيل الدور المصري بملف المصالحة، كما وان احد مرتكزات السياسة الخارجية المصرية انها لا تتعامل مع الجزء بل مع الكل لكن لا يمكن ان تتجاهل دور حماس بغزة وهذا لا يعني انه على حساب علاقة مصر بالسطلة الفلسطينية لان من ثوابت السياسة الخارجية المصرية  الالتزام بالشرعية الفلسطينية وهذا قد يقود لان يفعل دور مصر اكثر بعملية المصالحة".

يذكر أن حماس سعت في الأشهر الماضية إلى إصلاح العلاقات مع مصر التي تسيطر على المعبر الحدودي الوحيد لغزة والتي تشعر بقلق شديد للعلاقات بين حماس وجماعة الإخوان المسلمين التي أطاح بها الجيش المصري من السلطة بعد احتجاجات حاشدة ضدها.

وقال فوزي برهوم المتحدث باسم حركة حماس: إن المحادثات مع مصر ستركز على مسألة الحصار على غزة ورأب الصدع مع حركة فتح بزعامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وانتخب هنية رئيسا للمكتب السياسي لحماس في مايو أيار. وللحركة جناح عسكري في غزة منذ انتزعت السيطرة على القطاع من فتح في 2007.

وتراقب إسرائيل التي وقعت معاهدة سلام مع مصر عام 1979 المناقشات بين القاهرة وحماس عن كثب.