النجاح الإخباري - خاص -  على الرغم من اقتراب موعد زيارة الوفد الأمريكي إلى المنطقة الفلسطينية نهاية الشهر الحالي، والذي يضم مسؤول ملف السلام في الإدارة الأمريكية جاريد كوشنير والمبعوث الأمريكي للشرق الأوسط جيسون جرينبلات، إلا أنه لا يضم معه تفاؤل الجانب الفلسطيني المُنهَك.

يرى المختص بالعلاقات الفلسطينية الأمريكية وليد أبو عمشة أن أمريكا على مر التاريخ وهي تدير الصراعات لا تحلها، وبرز ذلك في كافة الاتفاقيات التي أشرفت عليها أمريكا، من اتفاق مدريد وقمة كامب ديفد واتفاق أوسلو وصولاً لمحاولاتها مؤخراً، فهي من وجهة نظر أبو عمشة لا توجِد أي ضمانات، على الرغم من اختراق إسرائيل لكافة الاتفاقيات، في كل مرة.

ويؤكد أبو عمشة عبر برنامج "سيناريوهات" الذي يبث على شاشة "فضائية النجاح" أن الطرف العربي بشكل عام لا يجيد الضغط فيما يمتلك من مصالح أو علاقات تجاه القضية الفلسطينية، مضيفاً أنه في الجهة المقابلة نجد تأثير اللوبي الصهيوني على القرار الأمريكي وضغطه تجاه تلبية مصالح إسرائيل في الشرق الأوسط.

ويقول أبو عمشة أن الوفد الأمريكي سيأتي إلى المنطقة ضمن شروط التنسيق الأمني، والمفاوضات بلا شروط، مقابل دعم الاقتصاد الفلسطيني ضمن مشروع السلام الاقتصادي، والحديث عن مسار اقتصادي تعويضا عن الحديث عن مسار سياسي، للحفاظ على أمن واستقرار الأراضي  الفلسطينية.

ويضيف أنه سيتم الحديث عن توجه الرئيس محمود عباس للأمم المتحدة والجمعية العامة، للضغط تجاه ألا يطالب مرة أخرة بدولة دائمة العضوية، وفي حال ذلك فإن أمريكا ستستخدم الفيتو.

ويصف أبو عمشة، كيف أن أمريكا تساعد إسرائيل باختراق المنطقة في العلاقات، من خلال تقديمها الذي حصل في قمة الرياض عندما دعى دونالد ترامب العرب إلى معاونة إسرائيل في مكافحة الإرهاب، والتصدي للعدو الأكبر في المنطقة إيران، وبذلك تصبح إسرائيل مقبولة في الإقليم.

ويؤكد مستشار الرئيس للشؤون الخارجية نبيل شعث أن الجانب الفلسطيني غير متفائل من زيارة الوفد الأمريكي المقررة إلى المنطقة.

فلا يوجد توقعات كبيرة بشأن ما سيخرج عن هذه الزيارة، شعث مكملاً لـِ "فضائية النجاح"، فالقوى الأمريكية قد تغيرت، ومواقفها تجاه العديد من الدول تبدلت، بالإضافة إلى خوضها العديد من الصراعات التي أثبتت أنها لم تعد القوة العظمى في العالم.

ويعتبر شعث أن مؤشرات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تشير إلى عدم جديته، فهو لم يبد اهتمامات خاصة أو إشارات لحل الدولتين وحق الفلسطينيين في القدس، أو حتى رفضه للاستيطان الإسرائيلي.

وأضاف أن اهتمام الرئيس الأمريكي مشتتة داخلياً، وومشتتة خارجياً فيما يخص قضايا إقليمية أخرى مثل إيران وفنزويلا وكوريا الشمالية.

وشدد شعث على "أنه إذا أراد ترامب وكان جاداً فليحرر أراضي الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية على حدود أراضي 67، وفتح باب للتفاوض حول كل القضايا التي أجلت إلى الحل النهائي، وفي مقدمتها حل مشكلة اللاجئين، عندئذ يمكن القول إن هذا هو هدف الحل". 

وأردف "أنه لم تعد كافة الأوراق في يد أمريكا، ولم تعد هي التي يقرر وحدها، فهناك مجموعة من المقررين أقرب إلينا من إمريكا، وما حصل في القدس من انتفاضة نصرة للأقصى، هو إشارة للنضال اللا عنفي الذي يعمل على الأرض بأدوات مبدعة ومبتكرة حتى يستطيع أن يحمي قدسه والأقصى وفلسطين، وعلينا تنظيم أنفسنا كي نكرر هذا في أماكن أخرى". 

ودعا شعث إلى ضرورة العمل بكل جهد لاستعادة الوحدة الفلسطينية، وشرعية منظمة التحرير، والسعي إلى إعادة بناء الاقتصاد الوطني.

وأكد شعث على أن فلسطين على علاقة متميزة مع روسيا والصين، وربما تبدو العلاقات في أروبا ليست متجانسة في تميز العلاقة مع الجانب الفلسطيني، فهناك بعض التدهور مقارنة في السابق من قبل البعض، ولكن الجديد أن الصين أصبحت قوة عالمية تمكنها من أن تجري تحالفها معنا في عملية سلام، وليس فقط كما حصل سابقاً بالدعم العسكري والمادي في فترة من الفترات، وكما دعمت في فترات أخرى في الأمم المتحدة والجمعية العامة التوجه الفلسطيني.

في ذات السياق أبدى الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي، عدم تفاؤله بالزيارة المرتقبة، وأنه لا يمكن توقع أي شيء جديد بخصوص الوفد الأمريكي الذي من المفترض أنه سيزور المنطقة خلال الأسبوعين القادمين، طالما أن الموقف الأمريكي لم يتغيّر في أهم القضايا.

وأكد البرغوثي لـِ "فضائية النجاح" ، أن الامر الأول متعلق بضرورة أن تمارس الولايات المتحدة الأمريكية الضغط لوقف الاستيطان، مشيراً إلى أنه دون وقف الاستيطان لا يمكن أن تبدأ مفاوضات ذات قيمة أو جدوى.

وشدد البرغوثي أنه على الولايات المتحدة إعلان تأييدها لحل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، فبدون ذلك من وجهة نظره، المفاوضات كلها ستكون في مهب الريح وغير واضحة النتائج.

وذكر البرغوثي أن على الإدارة الأمريكية التوقف عن مطالبة الجانب الفلسطيني بأمور تتبناها اسرائيل كالتحريض ووقف مخصصات الأسرى والشهداء وغيرها.

شاهد الحلقة كاملة: