مدى شلبك - النجاح الإخباري -   بينما تُصعِّد الشمس من شراستها يوماً بعد يوم خلال فصل الصيف، تحاربها البيوت والمنشآت بتبريد المكان عن طريق خفض درجة حرارة المكيفات لحد لا يتلاءم مع الدرجة الطبيعية لجسم الإنسان، ولفترات طويلة دون انقطاع، ما يؤدي إلى أضرار تصيب الجهاز التنفسي والعظام والمفاصل.

جفاف بالأغشية المخاطية

يتعرض الناس خلال فترة الصيف وعلى مدار اليوم للتكييف بشكل مبالغ فيه، ما يقود لمشاكل بالجهاز التنفسي، وبهذا الخصوص قال أخصائي الأنف والأذن والحنجرة د.رامز الخياط لـ"النجاح الإخباري": "يعلق الغبار المنزلي في فلاتر المكيفات الأمر الذي يزيد من حساسية الأنف، حيث يخرج الغبار المنزلي مع هواء المكيف طوال فترة عمله، ويؤثر على الأغشية المخاطية المبطنة للأنف والجيوب الأنفية والقصبات الهوائية".

وأضاف: "يسبّب التكييف ضيق في النفس كون الهواء الخارج منه شبه صناعي ويؤدي للجفاف".

وأشار الخيَّاط إلى أنَّ تباين درجات الحرارة بسبب تكييف بعض الأماكن وعدم تكييف جزء آخر منها، يُضعف المناعة وهذا ما يسبب لفحات الهواء، حيث يكون الجسم دافئًا أو متعرّقاً ويدخل فجأة لمكان بارد فتهبط مناعته سريعاً.

وأوضح أنَّ المكيفات تفرز مشاكل معقدة كصداع الرأس الذي يعتقد الكثيرون أنَّ سببه جيوب الأنف بينما يعود سببه لشد عضلي في الرقبة، بالإضافة إلى جفاف العين نتيجة تعرض الأغشية المخاطية لهواء المكيفات.

تنشيط أمراض خاملة

النوم طوال الليل بلا غطاء وبدرجة حرارة منخفضة تصل إلى (16) درجة سيلسيوس على سبيل المثال، تساهم في انكماش العضلات ما يؤدي إلى تضيّق مفاصل الرقبة أو الظهر أو الركبة..ألخ، هذا ما قاله أخصائي الجراحة العامة الطبيب تيسير الزيتاوي.

وأضاف: "التعرض لبرد طويل يؤدي إلى بطء حركة الدورة الدموية، الأمر الذي يحفِّز وينشّط الأمراض القديمة والخاملة كالروماتيزم والتمزقات العضلية ويزيدها، بالإضافة إلى إضعاف جهاز المناعة وتقليل فعاليته".

وأشار إلى خطورة المضاعفات التي من الممكن أن تنتج عن التكييف، فعلى سبيل المثال شدّ العضل يحدث في البداية ومع الوقت ومواصلة التعرض للتكييف المبالغ فيه يتفاقم ويؤدي إلى شدّ على المفاصل وهذا يقود إلى ديسك الظهر وبذلك تصبح المشكلة جراحية.

درجة حرارة معتدلة

أشار زيتاوي إلى ضرورة المحافظة على درجة حرارة الغرفة بما يتلائم مع درجة حرارة جسم الإنسان، أي ما بين (21 - 25) درجة سيلسيوس والتي تعد درجة حرارة معتدلة وطبيعية دون تحريك الهواء في الجو، علماً أنَّ الهواء يتحرك باستمرار عند تشغيل المكيف.

ولفت إلى ضرورة توقيت المكيف لكي يتوقف عن العمل خلال فترة النوم من تلقاء نفسه، وارتداء بجامة دافئة ومناسبة، بالإضافة إلى ضرورة الالتحاف جيداً.

ومن جانبه نوَّه الخياط إلى ضرورة تغيير درجة المكييف بين الحين والأخر وعدم إبقاء المكيف على درجة ثابتة، إلى جانب المواضبة على تنظيف الفلاتر والأنابيب من الغبار، محذِّراً من تعرض الجسم المتعرق إلى الهواء البارد بشكل مفاجئ.