تحرير المالكي - النجاح الإخباري - أكَّد وزير الخارجية الروسي "سيرغي لافروف"، خلال مداخلة له في منتدى "أرض المعاني" الشبابي بمقاطعة فلاديمير في روسيا، أنَّ عدم معالجة المشكلة الفلسطينية يقوّض الأمن في الشرق الأوسط ويزيد من استفحال العنف فيه، وأشار إلى أنَّ هناك أحاديث عن واقعية سيناريو آخر لحلّ النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، خارج إطار ما يعرف بحل الدولتين.

هل السناريو المحتمل قابل للتطبيق؟

يقول  المحلل السياسي أكرم عطالله: إنَّ رؤية التوجه لحل آخر غير حل الدولتين ينطلق من حقائق الأمور على الأرض، فإسرائيل فعلت كل شيء لإنهاء حل الدولتين.

وأشار لـ"النجاح الإخباري"، إلى أنَّ تصريح وزير الخارجية الروسي كان فيه نوع من التحذير لإسرائيل، وإنَّها لن تستمر بالشكل الحالي إذا لم تذهب لحل الدولتين، إضافة إلى أنّض هناك حلول اخرى ليست في صالحها.

وحول إمكانية تنفيذ التوجُّه على أرض الواقع أكَّد أنَّ من المستحيل تنفيذه إلا إذا تشكل رأي عام دولي ضاغط على إسرائيل، ويمكن حينها الذهاب نحو حل الدولة الواحدة.

وخلال حديثه لـ"النجاح الإخباري"، أوضح أنَّ الفلسطينيين ليس لديهم مانع لأي حل، سواء حل الدولتين أو الدولة الواحدة فهو في صالحهم، وإسرائيل هي التي ترفض.

وحول ظهور روسيا في الشأن الفلسطيني، قال عطالله إنَّ روسيا طرف موجود بالرباعية الدولية وبالتالي ليس جديد تدخلها، لكن ربما روسيا لديها اهتمامات أخرى تجعلها متباعدة في الإعلام عمّا يخصّ الشأن الفلسطيني.

سيناريو الدولة الواحدة الأفضل حسب محللين

المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية د.أسعد العويوي، أكَّد أنَّ اللجنة الرباعية تعي حقيقة الظروف الصعبة التي فرضها الاحتلال الإسرائيلي وخاصة في الضفة الغربية والتي تحول دون حل الدولتين.

وأشار لـ"النجاح الإخباري"، إلى أنَّ هناك أصوات أمريكية وأوروبية قبل صوت وزير الخارجية الروسي نوَّهت إلى أنَّ هناك بديل لحل الدولتين.

وقال العويوي: إنَّ عقليات القيادة الإسرائيلية ستفضي حسب اعتقاده، إلى دولة فصل عنصري على غرار جنوب إفريقيا، أو إلى خيارات الدولة الواحدة.

كما أشار إلى أنَّ الحلَّ الوحيد والأنسب للواقع الذي نعيش هو دولة واحدة لكل مواطنيها، منوّهًا إلى أنَّ إسرائيل لن تقبل به، ولكن من الممكن أن يُسوق دوليًّا وأن يلاقي دعمًا أوروبيًّا وأمريكيًّا، ودعا الفلسطينيين إلى النضال من أجل دولة واحدة وتحقيق حق العودة لكل الفلسطينيين.

هل فقد الأمل في حل الدولتين؟

وفي السياق ذاته، أشار لافروف إلى أنَّ هناك من يشكّك في تسوية المشكلة الفلسطينية على أساس حل الدولتين.

وبيّن أنَّ هناك احتمال وجود سيناريو آخر مقبول إسرائيليًّا وفلسطينيًّا على حد سواء غير حل الدولتين، موضّحًا أنَّه لا بد من إجلاس الطرفين على طاولة المفاوضات.

ومن جانبه، أوضح المحلل السياسي طلال عوكل لـ"النجاح الإخباري": أنَّه فقد الأمل بحل الدولتين قد بدأ، فإسرائيل على الأرض عمليًّا تجاوزت الخطوط الحمراء بما يتعلق بالحقوق الفلسطينينة وحل الدولتين، وما زالت تنفذ مخططات تمنع إمكانية إقامة دولة فلسطينية.

وأكَّد أنَّ المحاولات الجارية لانقاذ حل الدولتين غير مجدية، وتتبع لسياسة إسرائيلية مدعومة أمريكيا وغيرمستعدة لحل الدولتين.

وتابع: "العالم غير قادر أن يفرض على إسرائيل حل الدولتين، وبالتالي فإنَّ إسرائيل هي الطرف الذي يتحكم في مصير الحل الفلسطيني الإلسرائيلي"، مضيفا "بإمكاننا اعتبار البديل الاستراتيجي هو الحل  الإقليمي".