عاطف شقير - النجاح الإخباري -   يمضي بعض شباب اليوم جلَّ وقتهم في البحث عن فرصة عمل تتناسب مع أهوائهم، وهذه قلما يجدونها في السوق الفلسطيني الصغير، فينضمون إلى صفوف البطالة دون القبول بأعمال الزراعة والصناعة وغيرها. 

يقضي الشاب "ر.م" جلَّ وقته جالسًا في بيته ينتظر فرصة عمل تلوح في الأفق القريب، علَّه يخرج من شبح البطالة الذي استحوذ عليه طيلة خمسة عشر عامًا.

يقول الشاب "ر.م"  لـ" النجاح الإخباري": لقد ذهبت مرارًا  وتكرارًا للبحث عن فرصة عمل في المجال العام، لكنَّني لم أوفَّق في ذلك، وذهبت أبحث عن العمل في محلات ملابس لكن كما تعلم الأمر بحاجة إلى معرفة ليتمكن المرء من العمل.

وفي هذا الإطار، قال الدكتور خالد عيّاش المدرِّب الدوليّ في التربية الخاصة والتوحد لـ " النجاح الإخباري": "يعاني الشباب من البطالة نظرًا لرفضهم العمل وفق احتياج السوق وبحثهم لعمل يتماشى مع مزاجهم، يفضلون البحث عن عمل مريح متناسين أنَّ لديهم قدرات فكرية وجسمية هائلة تمكنهم من العمل في أي مجال متوفر.

ويضيف عياش: "لو رجعنا للخلف عشرات السنين لوجدنا أنَّ البطالة سببها عدم توفر فرص العمل فيتجه الشباب للعمل في الأرض بينما شباب اليوم يميلون للراحة وينتظرون أعمالًا تتماشى مع أهوائهم وبالتالي يخسرون العمل متناسين احتياجهم له ليكونوا قادرين على القيام بوجباتهم من زواج ومعيشة و إعالة أسرهم.

وأضاف الشاب " ر.م" وحسرة من الكلام تعلو صوته:  "الآن يبلغ عمري (35 عامًا)، ولا أجد أيَّ عمل أقيت نفسي فيه وأريد الارتباط بزوجة المستقبل، ولكن بنات اليوم يرفضن الارتباط بي، لأنَّني لا أعمل في وظيفة ثابتة، وقد تقدَّمت لوظيفة آذن في إحدى البلديات، ولكن على ما يبدو أنَّ البلدية ستلغي هذه الوظيفة.


ويتابع الشاب: " أموت في اليوم مئة مرة نظرًا لعدم وجود عمل ثابت لدي، و أهلي ينظرون إليَّ نظرة ازدراء نظرًا لجلوسي في البيت دون عمل.

وحول دعوته للعمل في مشاغل النجارة والحديد أضاف"ر.م": "إنَّ جسمي لا يقوى على الأعمال الشاقة، ولكن أريد وظيفة عامَّة أو خاص تضمن لي عيش مستور ".

وحول عدم عمل الشباب في أي مجال قال المدرب الدولي عياش:" أصبح الشباب رهينة الأفكار السلبية اللاعقلانية التي تخص رأيهم في العمل، حيث وللأسف وبسبب هذه النظرة في الرفض للعمل المتوفر، فإنَّ الشاب يصبح عالة سواء على أسرته بل على المجتمع ككل.

وأضاف عياش: "أنَّ نتائج عزوف الشباب عن العمل تزيد من الإجرام والمخدرات، وافتعال المشكلات الاجتماعية والعائلية وهذا ما لمسناه في الآونة الأخيرة، حيث زادت نسبة عثور الشرطة على مزارع للمخدرات أو زيادة ملحوظة في نسبة المتعاطين لها والمتاجرين بها، وبالتالي لو انشغل الشاب الفلسطيني بالعمل وكسب قوته بعرق جبينه لما بحث عن الامور السلبية واللاقانونية لتغطيه نفقاته اليومية.

وأضاف الشاب: "إنَّ نظرة المجتمع لي دونية نظرًا لبطالتي، بحثت عن الكثير من السبل للعمل دون جدوى، والآن عمري 35 عامًا ولن اتمكن من العثور على عمل ثابت يؤمن حياتي ومستقبلي".

وحول العمل في إسرائيل قال "ر.م" لا أستطيع دخول إسرائيل للعمل نظرًا لعدم حصولي على التصاريح اللازمة من إسرائيل  كوني غير متزوج.
واختتم "ر.م" البطالة تسبب الضيق في الحياة وضبابية في النظرة للمستقبل وأتمنى أن تحل هذه القضية التي تطال شريحة مهمة من الشباب الذي هو عماد الأمة وأن يتم الاخذ بعين الاعتبار هذه الاعداد الهائلة في طوابير البحث عن الرزق الحلال.