هبة أبو غضيب - النجاح الإخباري - يعتزم الأمين العام للأمم المتحدة، "أنطونيو جوتيريز"، زيارة الاراضي الفلسطينية واسرائيل نهاية الشهر الجاري للمرة الاولى منذ توليه منصبه.

ويجري جوتيريز خلال زيارته التي تبدأ في 28 من هذا الشهر وتستمر ثلاثة أيام، محادثات مع القادة الإسرائيليين قبل أن ينتقل إلى رام الله للقاء الرئيس محمود عباس، وإلى غزة حيث تدير الأمم المتحدة برنامج مساعدات.

المحلل السياسي د. عبد المجيد سويلم أشار لـ"النجاح الاخباري" إلى أن زيارة الامين العام المرتقبة هي زيارة استكشاف، مبررا ذلك بأن الامم المتحدة ليس لها دور محدد حتى اللحظة وتكاد أن تندرج تحت مسمى "دور ليلي"، قائلا: "الأمم المتحدة ليست في ريادة العملية بل رديف للموقف الأمريكي.

ومهما كان للزيارة من أبعاد معنوية، ولكن إذا وجهنا أنظارنا لللمضامين الحقيقية حول الصراع العربي الإسرائيلي، فيؤكد سويلم على أن الأمين العام في ذلك لا يستطيع أن يقدم الكثير والزيارة لا اجرائية ولا تحمل أي أبعاد مباشرة فعلية لعملية السلام.

أوروبا تغيب فلسطين عن أجندة اهتماماتها

بدوره أوضح المحلل السياسي أكرم عطا الله لـ"النجاح الاخباري" أن زيارة جوتيريز للمنطقة ما هي إلا نوع من تعبئة الفراغ لأنه يرى أن المنطقة تعيش حالة فراغ سياسي وأزمة انسانية متصاعدة، خاصة بعد أن غادر الرئيس الأمريكي السابق أوباما حيث لم تعد أوروبا تتطرق للقضية كسابقتها.

وكانت قد تداولت بعض وسائل الاعلام أن زيارة الأمين العام للمنطقة ستكون اغاثية في عدة قضايا، ولكن سويلم لم يوافق هذا الرأي، فالقضايا التي تحتاج فلسطين أن تجد الحل النهائي لها مثل اقامة الدولة وحقوق الفلسطينيين وانهاء الاحتلال وقاعدة قانونية والحق في تقرير مصير الشعب الفلسطيني، جميعها ليست بحاجة للأمين العام.

دور جوتيريز في عملية السلام

وفيما يتعلق بتأثير الامين العام للأمم المتحدة على عملية السلام أكد سويلم لـ"النجاح الاخباري" على أن جوتيريز لا يمكنه أن يحدث اختراق لعملية السلام بحيث لا يستطيع تجاوز دور الولايات المتحدة والمجتمع الدولي، قائلا : أكثر ما يستطيع فعله هو أن يبارك أو ينسق، أما أن تبادر الأمم المتحدة وتتخذ قرارا مستقلا فهذا غير وارد أبدا".

أزمة الأقصى تثير التخوف الدولي من سياسة اسرائيل

وأوضح سويلم أن التخوف الدولي من سياسة اسرائيل ما بعد أزمة الأقصى، هو ما دفع الأمين العام أن يزور المنطقة لتهدئة الأوضاع والطمأنة ولا تحمل أي أبعاد سياسية.

ووافق عطا الله الرأي مع سويلم حول هدف زيارة جوتيريز بأنها ما هي إلا تهدئة للأوضاع، ولكنه اختلف بالرأي من ناحية دوره في السلام حيث أكد عطا الله على أن الزيارة قد تكون أيضا للبحث والدعوة للمفاوضات والتسوية، وتحذير لكبار موظفي الأمم المتحدة بأن الأيام المقبلة قد تتحول لكارثة وتصعيد.

دلالات زيارة جوتيريز لمتحف الرئيس الراحل وقطاع غزة

ومن المقرر خلال زيارة جوتيريز للمنطقة أن يتجه لزيارة متحف الرئيس الراحل ياسر عرفات وقطاع غزة، فيؤكد سويلم على أن دلالات هذه الزيارة تحمل أبعادا سياسية باعتباره شخصية مرموقة على المستوى العالمي ومن الطبيعي أن يتعاطى مع قائد مثل الرئيس الراحل أبو عمار.

من جهته يقول عطا الله لـ"النجاح الاخباري" "إن زيارة الامين العام للمتحف وقطاع غزة لها بعد وطني وانساني وحق بإقامة  الدولة حتى يستقر الامر في المنطقة".

اسرائيل تدير ظهرها للأمم المتحدة ومع ذلك تروج للزيارة

وكان قد أوضح سفير اسرائيل  " داني دانون" ان الزيارة ستسمح للأمين العام للأمم المتحدة ببناء علاقة مع رئيس وزراء الاحتلال في تل ابيب بنيامين نتانياهو.

أشار سويلم إلى أن الأمم المتحدة تعتبر نتنياهو خارج إطار المألوف الدولي، وربما اسرائيل تحاول أن تبدو كبقية الدول لتظهر أن رئيس حكومتها يحظى باحترام الامم المتحدة، ونوع من المراهنة الاسرائيلية، نظرا إلى أن نتنياهو يدير ظهره باستمرار لقرارات الأمم المتحدة.

وأضاف أن اسرائيل لا تحب الأمم المتحدة ولا تعول عليها وتعتبرها مؤسسة معادية لها خصوصا بعد قرارات الجمعية العامة المنطوية تحت قرارات الامم المتحدة.

وما يتم تداوله حول بناء علاقات ما هو إلا حديث صحف اسرائيلية لا معنى له، كما أكد سويلم.

ويؤكد عطا الله على أن بعد مجيء الادارة الامريكية الجديدة، اسرائيل تعتقد أنها فرصة مناسبة للإنفتاح على العالم بشكل أكبر، وبناء علاقة مع الأمم المتحدة خاصة بعد محاولتها الحصول على مقعد في مجلس الأمن، واختفاء صوت اوروبا في معارضة اسرائيل قائلا: "الإنفتاح الاسرائيلي جزء من أولوية اسرائيل وممارسة للتواجد الاسرائيلي.