خلف خلف - النجاح الإخباري - عاش الناس مع المتضامنين على مداخل المسجد الأقصى المبارك لحظة بلحظة، وذلك بفضل التكنولوجيا الحديثة، والهواتف النقالة المزودة بكاميرات ذات جودة عالية، والأهم تقنية البث المباشر عبر مواقع التواصل الإجتماعي.

التطور السابق أتاح للفضائيات والمواقع الإخبارية الإلكترونية نقل الأحداث آنيًا، وهو لم يكن متوفرًا بهذه السلاسة والكثافة خلال السنوات والعقود الماضية. 

لقد تمَّ التخلي عن "غرف الأخبار" بمعناها التقليدي، فبات مثلاً النقل الحيّ لما يجري في القدس يحتاج فقط لضغطة زر تكون قادرة أغلب الأحيان على فضح جرائم الاحتلال واعتدائه على المتضامنين المتسلحين بالصلاة والدعاء.

ويؤكّد مراقبون أنَّ الإعلام المعتمد على التقنيات الحديثة والتكثيف البصري أحدث نقلة نوعيّة في طريقة التغطية وفعاليتها كذلك.

على مستوى فضائية "جامعة النجاح"، التي أعدَّت مئات المواد البصرية المواكبة للتطورات في الأقصى، فإنَّها تمكَّنت من الوصول إلى ملايين المتابعين. وعلى سبيل المثال لا الحصر، وصلت نسبة الوصول للفيديو المرفق أدناه إلى (2,213,878) شخص حتى إعداد هذا التقارير، فيما شاهده نحو مليون متابع عبر فايسبوك.

كما أنَّ فيديو أعدَّته فضائية النجاح ويطرح تساؤلاً (ما رأي صدام حسين بما يحدث في مسرى الرسول)، وصل إلى (346,784) متابع حتى الآن بينما شاهده أكثر من (155) الف شخص.

كما حقق فيديو بعنوان "كرمال الي راحو"، 530,033 وصول ونحو 130 الف مشاهدة.

لقد اعتمد الناشطون على هاشتاغات محدَّدة جعلت تنظيم الوصول إلى أكبر عدد من المتابعين مهمة سهلة، فكان بث الفيديوهات والصور والأخبار لحظة وقوعها منظمًا عبر هاشتاغات، ومنها #القدس_تنتصر، #لن_تمنع_الصلاة، و#البوابات_لأ، و #إغضب_للأقصى، ووسم #FreeQuds، #البوابات_الإلكترونية_لن_تمر، #جمعة_الأقصي.

وطبقًا لموقع (keyhole) المتخصص في إحصائيات الهاشتاغ، فإنَّ أكثر من (14 مليون) شاركوا في هاشتاغ #جمعة_الغضب .

ويرى الخبراء أنَّ هذا التفاعل الكبير عبر مواقع التواصل الاجتماعي عمل على توسيع قاعدة الحشود المتضامنة مع الأقصى، فكان في كل صلاة يزداد عدد المتضامنين الواصلين لبوابات الأقصى، وهو ما جعل الاحتلال يعيد حساباته على ما يبدو.

ويقول الناشط أحمد خالد لـ"النجاح الإخباري": إنَّ الصمود الأسطوري للمقدسيين المدعّم بالبثِّ الحيّ لتفاصيل ما يجري في باب حطة والأسباط وغيرها من نقاط التماس، كان من أكبر التحديات التي واجهها الاحتلال الذي وجد نفسه بالنهاية مجبرًا على إعادة الأموركافة في الأقصى إلى ما كانت عليه قبل (14 يوليو/تموز 2017)".

ولا يختلف اثنان على أنَّ الإعلام الحديث يعدُّ من أقوى الأسلحة في الصراع، فمن يكسب هذه المواجهة يربح المعركة في النهاية.

يقول الكاتب الفلسطيني سعيد أبو معلا: "وما جرى من تغطيات مباشرة جعلت من فعل الصلاة خبراً يستوجب ويستلزم مزيداً من التعمق والانتباه. كما أصبح فعل الصلاة على البوابات مكاناً مناسباً لتقديم التغطيات المعمقة منها والتقليدية وفق طبيعة الضيوف وأسئلة المراسلين والمقدمين، وهو ما جعل من جنود الاحتلال يستهدفون الكثير من الصحافيين والمرسلين. وقد نُقل فعل استهدافهم مباشرة أيضاً".

ويضيف أبو معلا في مقال له: "أكثر من قناة فلسطينية التقطت الفكرة وعمدت منذ بداية الأزمة إلى تقديم نقل مباشر لأماكن إقامة الصلوات، ونصبت كاميرات في زوايا مختلفة وقدَّمت تغطيات عكست القيادات الجديدة المتشكلة أمام الأبواب، وقدَّمت حالة التضامن والتعاطف والفعل الإنساني والاحتجاجي السلمي والسلوك البربري الذي يمارسه المحتل. وإضافة إلى نقل الصلوات وأدعية المؤمنين، قدمت بعض الشاشات اللقاءات مع المصادر والخبراء من جانب المصلين، وتفنَّنت بعض الشاشات في تقديم لقطات تظهر أنَّ المسألة ليست «دينية إسلامية»، من خلال التركيز على مصلين مسيحيين وشبَّان لا يصلون لكنَّهم يصطفون إلى جانب من يفترشون الأرض"

ويرى مراقبون وخبراء إعلاميون أنَّ الفضائيات الفلسطينية والعربية استفادت كثيرًا من التكنولوجيا الحديثة، فتناقل الكل  صورة ما يحدث في الأقصى لمشاهديها، لا يستلزم سوى اتصال هاتفي مع أحد النشطاء في المكان، ثمَّ الطلب منه الخروج ببث مباشر، وخاصة مع توفر الإنترنت عبر شرائح الجوال لدى معظم الشبان.