النجاح الإخباري - خاص - أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم، "يونسكو،" البلدة القديمة والحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل على لائحة التراث العالمي كإحدى المناطق المحمية.

يأتي ذلك بعد أن قدّم الوفد الفلسطيني في المنظمة مطلع هذا العام طلباً لإضافة الخليل في قائمة الـ "يونسكو" للتراث العالمي المهدد بالخطر.

وأجرت لجنة التراث العالمية التابعة لمنظمة الـ"يونسكو"، تصويتاً سريّاً على الطلب، اليوم الجمعة، دعمته 12 دولة، ورفضته ثلاث، بينما امتنعت ست دول عن التصويت. 

لماذا البلدة القديمة - الخليل ؟

ما يميز البلدة القديمة في الخليل شوارعها وأزقتها التي تعود إلى القرن الأول من الميلاد، وتأثر حجارتها في أكثر من محطة تاريخية، جعلتها منطقة  ذات طابع أثري وجمالي، ووجود الحرم الإبراهيمي وغيرها من المقامات، جعلتها محط أنظار كافة الديانات، ومكانأً للسياحة والاكتشاف.

 وتنفرد أبنيتها باستخدام الحجارة الجيريّة المحليّة التي تعود إلى العصر المملوكي في بناءها، بالإضافة إلى الحرم الإبراهيمي الشريف الذي يحظى باهتمام محوري في البلدة بقي حتى يومنا هذا.

ويعود تاريخ البلدة القديمة في الخليل إلى الحضارة الكنعانية، وتعتبر مسقط رأس الأنبياء إسماعيل وإسحق. وللحرم الإبراهيمي أهمية بالغة لليهود أيضاً، الذين يطلقون عليه اسم "كهف البطاركة." ويؤمن متبعوا الديانات السماوية أن الحرم الإبراهيمي هو المكان الذي دُفن فيه النبي إبراهيم  وزوجته سارة وابنه إسحق ويعقوب ابن إسحق. 

ويرجع تاريخ تشييد مبانيه الأثرية إلى القرن الأول الميلادي بهدف حماية أضرحة النبي إبراهيم وعائلته، وأصبحت خلال فترة ما بعد الفتوحات الإسلامية وجهة حجّ للديانات السماويّة الثلاث: اليهوديّة والمسيحيّة والإسلاميّة.

وتعود أهمية البلدة أيضاً إلى ما شهدته خلال فترة الحكم العثماني من توسّع نحو المناطق المحيطة، حيث أضافت العديد من العناصر المعماريّة مثل رفع مستوى سقوف البيوت لتوفير المزيد من الطوابق العلويّة، بالإضافة إلى الترتيب الشجري للغرف في البيوت.

حصار الاحتلال للبلدة

بعد وقوعها تحت الاحتلال الإسرائيلي عام 1967 م، أصبحت البلدة القديمة محط أطماع الاحتلال ومستوطنيه، حيث تم تقسيم الحرم الإبراهيمي الشريف بين اليهود والمسلمين، وكثيراً ما يمنع الأذان فيه ويمنع المسلمين من دخوله.

كذلك استولى المستوطنون وتحت حماية جيش الاحتلال على عشرات المساكن التي تم طرد أهلها منها، وتم إغلاق العديد من الشوارع فيها في وجه السكان الأصليين، وتم إغلاق مئات المحلات التجارية، بحيث تحولت البلدة القديمة إلى ثكنة عسكرية يُنكل فيها بالمواطنين الأصليين لصالح حوالي 500 مستوطن .

تنديد وتصعيد إسرائيلي بعد القرار

ويعتبر هذا القرار مدينة الخليل ضمن قائمة التراث الفلسطيني، الأمر الذي ندد به الجانب الإسرائيلي. واعتبار البلدة القديمة موقعاً مهدداً بالخطر يعني أن لجنة من الـ "يونسكو" ستقوم بتفحّص الموقع سنوياً. 

ووصف المتحدّث باسم وزارة الخارجية الإسرائليلي إيمانويل نحشون هذا القرار بـ "وصمة العار،" متهماً الـ "يونسكو" بالترويج لـ "التاريخ الزائف." وغرّد رئيس لجنة إسرائيل لدى الـ "يونسكو" نفتالي بنت على موقع "تويتر" بأن بلاده لن تجدد تعاونها مع المنظمة حتى "تعود إلى مهنيتها." 

لجنة التراث العالمي وجهت بقرارٍ مكمل صفعة أخرى لإسرائيل تبنّت فيها يؤكد "عدم وجود سيادة إسرائيلية على مدينة القدس" ضمن الدورة ذاتها، والتي انعقدت بمدينة كراكوفا في بولندا، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية.

وفي العام 2016، اعتبرت المنظمة المسجد الأقصى في مدينة القدس جزء من التراث الإسلامي، كذلك نجحت فلسطين في إدراج مدينة بيت لحم وبلدة بتير على قائمة التراث العالمي للـ "يونيسكو".