هبة أبو غضيب - النجاح الإخباري - هذه ليست المرَّة الأولى التي تعبر بها سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية لدى الأمم المتحدة "نيكى هيلي" عن حقدها الدفين وكراهيتها تجاه الفلسطينيين.

انحازت "هيلي لإسرائيل" في مسألة تزوير الحقائق وأرسلت رسالة تحريض لأمين عام الأمم المتحدة "أنطونيو جوتيريش"، والمديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، "إيرينا بوكوفا"، تطالب بالإنضمام إلى الموقف الأمريكى الرافض لتسجيل الحرم الإبراهيمى ومدينة الخليل ضمن لائحة التراث العالمي.

وكانت هيلي قد منعت سابقًا  تعيين الدكتور "سلام فياض"، مبعوثًا للأمم المتحدة فى ليبيا، وأكَّدت مؤخرًا أنَّها ستمنع تعيين أيُّ فلسطيني فى الأمم المتحدة ومؤسساتها، مؤكِّدة موقفها العنصرى والمناهض للفلسطينيين، وعدائها الواضح لفلسطين.

الحرم الابراهيمي يُنتهك على مرأى العالم

وفي حديث لبرنامج "يحدث في فلسطين" عبر فضائية النجاح، أكَّد مدير الحرم الإبراهيمي "حفظي أبو سنينة" على أنَّ الحرم الإبراهيمي يتعرض باستمرار لانتهاكات أهمها إغلاق الحرم وتقسيمه مكانيًّا وزمانيًا، بين الفلسطينيين والمستوطنين، وفصل المكانين داخل الحرم بأبواب مضادة للرصاص.

وأشار مدير الحرم إلى أنَّه بالإضافة إلى تقسيم الحرم بهذه الطريقة، فإنَّ اسرائيل تستبيح الحرم الإبراهيمي (10) أيام بالسنة أمام المستوطنين بشكل كامل، يمنع فيها الفلسطينيين من دخول الحرم أو رفع الأذان، بناء على اتفاقية "شمغار" الإسرائيلية والموقع عليها من طرف الإسرائيليين فقط.

وإلى جانب البوابات الحديدية، يشير "أبو سنينة" إلى أنَّ الاحتلال بنى غرفًا تفتيشية للفلسطينيين، بحيث لا يسمح لأيّ فلسطيني الدخول للحرم أو البلدة القديمة في الخليل إلا بعد تفتيشه ومن خلال هذه الغرف المتواجدة على مدار (24) ساعة.

وأضاف أبو سنينة أنَّ ما يتم على الحرم الإبراهيمي والبلدة القديمة في الخليل، ينطبق على المسجد الأقصى والمدينة المقدسة، وتحاول إسرائيل أن تحيط المسجد بالطريقة ذاتها.

المنظمات الدوليَّة لن تستجيب للضغط الأمريكي

بدوره أفاد الخبير في القانون الدوليّ في برنامج "يحدث في فلسطين" "د.محمد شلالدة" بأنَّ محاولة تأثير الضغط الأمريكي على استقلالية المنظمة الأممية، من خلال الضغط على الدول الأعضاء فى لجنة التراث العالمي، لدفعهم للتصويت ضد الطلب الفلسطيني بضم الخليل إلى لائحة التراث العالمي غير مجدِ.

وبرر الخبير القانوني ذلك بأنَّ المنظمات تتكون من إيرادات الدول والقرارات التي تتخذ داخل أروقة المنظمات تخضع للتصويت وغالبية أعضائها من دول العالم الثالث فلن تؤثر التدخلات الأمريكية على القرارات المتخذة.

وأضاف أنَّ معظم القرارات التي اتخذت سابقًا في اليونسكو كانت لصالح القضية مثل جعلنا دولة كاملة العضوية في اليونسكو والتي أتاحت لنا تسجيل الممتلكات الدينية والثقافية كافة في سجل التراث العالمي بأنَّها تابعة لفلسطين، والقرارات التي أكَّدت على أنَّ حائط البراق تابع للفلسطينيين، وقضايا الاستيطان والتي تعتبر من ضمن الملفات الساخنة لدى المنظمة.

وأضاف شلالدة أنَّ إسرائيل حاولت تسجيل الحرم الإبراهيمي وقبة راحيل إلى سجل التراث العالمي كأنَّها ممتلكات إسرائيلية، ولكنَّ المنظمة لم ترضخ لذلك، وقالت إنَّها ممتلكات فلسطينية وهذا ما يعطيها أحقيّة الحماية كممتلك ثقافي وفقًا لاتفاقية لاهاي (1954).

علينا الاستثمار بقرارات اليونسكو

وتساءل "شلالدة": الضغوط الأمريكية لن تؤثر، ولكن ما هي الآليات التي ستتم لصالح الحرم الإبراهيمي وما طبيعتها وهل ستأخذ طابع التوصية؟ وتابع: "هذه الإشكالية في تطبيق مبادئ وقواعد القانون الدوليّ".

ولفت إلى أنَّه علينا الاستثمار بقرارات اليونسكو لرفع الظلم، موضحًا: "إسرائيل صادقت على جنيف الرابع ولاهاي واتفاقيات التراث، وكوننا دولة كاملة العضوية نستطيع أن نلزمها قانونيًّا من خلال هذه الاتفاقيات واللجوء إلى محكمة الجنايات الدولية بحيث لا ننتظر حتى تصوت اليونسكو على القرار ونضعه على الرف بل علينا أن نحميه".

مشيرًا إلى أنَّ الاستثمار بهذه القرارات يقع على عاتق الدولة الفلسطينية وجامعة الدول العربية كي تحمل إسرائيل ومن يقرر انتهاك هذه الممتلكات المسؤولية كاملة.

ويذكر أنَّ اليونسكو صوَّت لصالح قرار اليوم، يعتبر مدينة القدس محتلة ويدين حفرياتها في المسجد الأقصى المبارك.