عاطف شقير - النجاح الإخباري -  

   تدخل دولة قطر في حالة ترقُّب شديدة من الدول المقاطعة لها" السعودية والإمارات والبحرين ومصر" إلى ما ستؤول إليه الأمور، وحسب مراقبين فإنَّ دول المقاطعة ستعمِّق من حصارها الاقتصادي والسياسي لدولة قطر في الأيام المقبلة.

مصلحة إسرائيلية

   وحول هل حصار قطر مصلحة إسرائيلية، قال الدكتور والمحلل السياسي أحمد رفيق عوض لـ" النجاح الإخباري": إنَّ حصار قطر يخدم إسرائيل في الدرجة الأولى وهو مصلحة إسرائيلية، لأنَّه يعقد المصالحة  أو العلاقة الفلسطينية –الفلسطينية، ويجعل أطراف فلسطينية معينة تحت طائلة الإرهاب وتجفيف مصادر الدعم المالي لأطراف معينة على الساحة الفلسطينية، وهذا يضر طرف فلسطيني معين بدعوى الإرهاب وتجفيف مصادر التمويل له."

و أضاف عوض "هذا ما يدفع إسرائيل للتدخل كطرف منقذ للإقليم كله بدعوى حل الأزمة الخليجية، وحصار قطر عمل تحالفات عربية جديدة مع إسرائيل بغية تسهيل التطبيع معها، وهذا يصب في مصلحة إسرائيل من جميع النواحي السياسية والمالية والاقتصادية والسياسية".

بدوره، قال نائب رئيس تحرير جريدة الأهرام "أشرف أبو الهول" لـ" النجاح الإخباري"،  أعتقد أنَّ هذه الخطوة جاءت متأخرة، فدولة قطر أخطأت بحق الكثير من الدول العربية وخاصة فلسطين، فقد أخطأت دولة قطر بتمويل حكم حماس في غزة وبذلك عززت الانقسام وأفشلت المصالحة الفلسطينية بين فتح وحماس".

واختتم أبو الهول بالقول: "إنَّ تغيير نظام الحكم وارد، ولكن المراهنة أن يسترد النظام وعيه ويعيد رسم سياسته وفق مصلحة العرب ومجلس التعاون الخليجي".

لنا موقف

  وحول اصطفاف الجانب الفلسطيني مع أحد الأطراف، قال الدكتور  والمحلل السياسي  "أحمد رفيق عوض" لـ" النجاح الإخباري":  "نحن الفلسطينيون في الأزمة العراقية التزمنا بحلف مع صدام حسين، و هذا ما ترك مآلاته السلبية على القضية الفلسطينية، ودفعنا ثمنه من جميع النواحي، ولا يجب علينا الاصطفاف مع طرف دون أخر، فموقفنا مع وحدة الخليج وحل الأزمة من خلال الحوار، ونحن مع الحوار والتفاهم بين أعضاء مجلس التعاون وحل الأزمة من خلال البيت الخليجي".

الفلسطينيون في تحالفهم يخسرون، ففي عام (1992) خسرنا في تحالفنا مع العراق، فيجب أن نكون دعاة وحدة للأشقاء العرب في مختلف بقاع الوطن العربي.

مزيد من الضغوط

  وحول إمكانية التصعيد العسكري على قطر، قال الدكتور "أحمد رفيق عوض": "أعتقد أنَّه سيكون هناك تصعيد في أزمة الخليج في المرحلة القادمة، ولن تقبل السعودية أن تكون قطر قائدة التوجه العربي في المنطقة، وستتصدى لهذا التوجه من خلال الضغوط السياسية والاقتصادية والإعلامية على دولة قطر".

و أضاف أنَّ السعودية تنافس إيران وتركيا على المنطقة ولن تسمح لقطر بأن تنافسها على السيادة في المنطقة وهناك تصعيد سياسي اقتصادي قادم على دولة قطر.

وتابع عوض "لا يوجد تصعيد عسكري في المرحلة المقبلة، لأنَّ أمريكا حليف الخليج لن تسمح بذلك، والقوَّة التركية في قطر تمنع التدخل العسكري في قطر، وأمريكا تبتز الجميع من أجل تسويق السلاح الأمريكي، فقطر اشترت أنظمة أسلحة متطورة  وأسلحة عسكرية بمبلغ ما يزيد عن (12) مليار دولار، وكذلك فعلت السعودية حيث اشترت بمبلغ ما يزيد عن (450) مليار دولار من الأسلحة الأميركية".

وأميركا لن تسمح بحرب في منطقة الخليج، لأنَّها تحارب معسكر الإرهاب المتمثل بتنظيم الدولة الإسلامية" داعش" وكذلك المحور الإيراني في المنطقة.

 ولكن سيعمق الحصار الاقتصادي والسياسي على قطر، وأمريكا لن تسمح بحرب على قطر ولكنَّها ستصمت عن هذا النزاع السياسي لشراء مزيد من الأسلحة الأميركية.

 من جانبه، قال نائب رئيس تحرير جريدة الأهرام "أشرف أبو الهول" لـ" النجاح الإخباري" لا أعتقد أنَّ هناك تدخل عسكري عربي لتغيير نظام الحكم في قطر، فهذا مستبعد لوجود أكبر قاعدة أميركية عسكرية في قطر "العديد" وأضاف ليس من ذنب القطريين تحمل أعباء هذه الحرب".

 بدوره، قال "سلطان الحطاب" المحلل السياسي الأردني:  هذه رسالة " المقاطعة لقطر" لم تصلها من قبل عام (2013) وهذه المقاطعة أكبر زخمًا وعددًا، وهناك حصار وضربة للاقتصاد القطري وقطر ممكن أن تستسلم لحظر الطيران، ولكن القطريين لم يظهروا استسلاما لهذه المواقف، هل يراهنون على قدرتهم الذاتية أم على أميركا التي كان موقفها لا يخدم المصلحة القطرية.

جهود دولية

  بحث الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" في اتصال هاتفي مع أمير دولة قطر الشيخ "تميم بن حمد آل ثاني" تطورات أزمة الخليج، وذكَّر ماكرون بتمسكه بخيار التهدئة والدور المحوري للوساطة الكويتية، مؤكّدًا استعداد بلاده لمدّ يد العون في هذا الشأن.

وقال المتحدث باسم رئاسة الوزراء البريطانية: إنَّ رئيسة الوزراء "تيريزا ماي" تحدَّثت في اتصال هاتفي مع ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان"، وأكَّدت ضرورة اتخاذ كل الأطراف خطوات عاجلة لتخفيف حدَّة الوضع واستعادة وحدة مجلس التعاون الخليجي.

وفي السياق نفسه، رحَّب وزير الخارجية البريطاني "بوريس جونسون" بإعلان دولة قطر الرّد على المخاوف التي أثارتها السعودية والإمارات والبحرين ومصر، ورأى أنَّ ذلك يشكل خطوة مهمة في بناء الثقة بين الطرفين.

أما الناطق باسم الرئاسة التركية "إبراهيم قالين" فأكَّد  على أنَّ الاتصالات الأخيرة بشأن الأزمة في الخليج، أدَّت إلى ظهور تفاهم عام حول حل الأزمة عن طريق المفاوضات، مشيرًا إلى أنَّ "الأيام القليلة المقبلة ستكون حاسمة".

وأضاف "قالين" في مؤتمر صحفي الإثنين بإسطنبول أنَّ الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" وجّه دعوة للرئيس الأميركي "دونالد ترامب" في محادثة هاتفية الأحد بأن تلعب الولايات المتحدة الأميركية دوراً أكثر إيجابية في الأزمة الخليجية.

 وفي غضون ذلك، شدَّد المستشار السياسي في مجلس الاتحاد الروسي على أنَّ لغة الإنذارات وتهديد الدوحة غير مناسبة، وقال أندريه بوكلانوف -الذي شغل منصب سفير روسيا في السعودية سابقًا- :إنَّه يعوّل على حكمة القيادة السعودية في تسوية الأزمة مع قطر. وأضاف أنَّ موسكو مستعدة للعب دور الوساطة بين قطر وشقيقاتها في حال طلب منها ذلك.