نهاد الطويل - النجاح الإخباري - خاص: رأى محللون أنَّ احتدام الأزمة في البيت الخليجي يسجِّل ضررًا وعجزًا جديدًا للقضية الفلسطينية، ويعرض المشروع الوطني برمته للخطر، في ظل حالة الإصطفاف من هذا الطرف أو ذاك.

وأكَّد الباحث والمحلل السياسي، "وسام عفيفة"، أنَّ الصراع المستمر على الساحة الخليجية يشكل أزمة جديدة في قلب المشهد الفلسطيني، وأنَّ ما كان قبل الأزمة بالنسبة للفلسطينيين لن يكون كما بعدها.

وعبَّر عفيفة في تعليق لـ"النجاح الإخباري" عن خشيته من تحول الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي إلى صراع الأشقاء على محاور عربية وإسلامية، ما سيؤثر في المحصلة على الفلسطينيين واستمرار نضالهم وحسم معركتهم نحو التحرير من إسرائيل.

وحذَّر من مغبة الإنشغال في بناء حالة الاستقطاب مع هذا الطرف أو ذلك من خلال ما  يمارس من ضغوط من الأطراف كافَّة.

"بدلًا من أن يضع الكل العربي والإسلامي جهده لدعم الملف الفلسطيني، تتحول تلك الجهود إلى توظيف القضية لتغذية الأزمة الخليجية - القطرية، وهذا أخطر ما في الأمر" تابع عفيفة.

ودعا الكاتب عفيفة الفصائل الفلسطينية إلى الاستفادة من دروس الماضي  لجهة التعاطي مع فتيل الأزمة المشتعل على المحاور العربية والإقليمية.

"ذروة الإهمال"

بدوره، أوضح الباحث السياسي المختص في قضايا الشرق الأوسط، حسن عبدو، أنَّ ما يجري في منطقة الخليج أدخل المشروع التحرري الفلسطيني مجددًا في ذروة الإهمال الإقليمي والعربي، في وقت لم يعد لها المكانة ذاتها التي كانت سابقًا.

وردًا على سؤال يتعلق بإفرازات الأزمة على تحركات السلام التي تقود الإدارة الأمريكية شدد عبدو في اتصال مع لـ"النجاح الإخباري" على أنَّ ما يجري له تأثير مباشر على القضية الفلسطينية، وأولى تداعيات تجاوز إسرائيل للقيادة الفلسطينية والحديث إلى الإقليم بحثًا عن ما بات يعرف بـ"السلام الإقليمي" على حساب القضية الوطنية.

ويستدل الكاتب من التصريحات الإسرائيلية المعلنة، متوقعًا أن تكون أحد مخرجات الأزمة قبول إسرائيل "كعضو في المنطقة" عبر بوابة التطبيع المعلن وغير المعلن، وصولاً إلى إنهاء القضية الفلسطينية وفرض حل إقليمي بضمانات اقتصادية وأمنية في الضفة الغربية وقطاع غزة.

ورفض عبدو التقليل من حجم الخسائر الناجمة عن الزلزال المستمر في البيت الخليجي.

كما حذَّر من وجود محاور جديدة من شأنها أن ترهق وتضعف القضية الفلسطينية.

ورأى عبدو أنَّ تعقيدات الوضع وتشابك المصالح تثير مخاوف مشروعة في الشارع الفلسطيني من أن يتم رمي القضية في حضن أحد تلك المحاور، وهو ما يعني فقدان القضية الوطنية الفلسطينية للموقف العربي والإسلامي الموحد.

مرتجى: للصمت أسبابه

من جانبه، قدَّم مدير مركز الإعلام في جامعة النجاح الوطنية "غازي مرتجى"، التفسيرات المختلفة لسبب صمت القيادة الفلسطينية الرسمية في ظل أزمة الخليج القائمة، فلم يخرج أي بيان رسمي في ذلك، ولو أنّ رئيس جهاز المخابرات الفلسطيني (الذي ينطق بلسان الرئيس)، قد صرّح خلال إفطار رمضاني في نابلس بأنَّهم مع الحلف السعودي الإماراتي رغم بعض "الغضاضة" مع الإمارات.رغم أنَّ بيان مركزية فتح "الرسمي" وقف على الحياد مُستبشرًا بحكمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز.

ويعتقد "مرتجى" في مقال نشر على "النجاح الإخباري"، أنَّ القنوات الديبلوماسية (الخلفية) قد تكون أوصلت الرسالة الصحيحة لسبب عدم اتخاذ القرار الحاسم بما يخص الأزمة الخليجية على الرغم من بعض الغضاضة الرسمية تجاه قطر حليف خصم القيادة السياسي (حماس)، إلّا أنَّ الشعور بقهر الماضي ومحاولة الاستفادة من أخطائه دفعت لاتخاذ موقف الحياد، فالعلاقات مع دولة الكويت التي لم تتحسّن سوى بعد عقدين، وجاءت آثار موقف اتُخذ على حين (ثورة) على آلاف العائلات الفلسطينية التي تمَّ تهجيرها من هناك. فالتخوّف الرسمي من إمكانية الإضرار بمئات العائلات الفلسطينية في قطر في محله وإمكانية أن يطالهم العقاب وارد. وفي التاريخ القريب فموقف حماس من سوريا، وما خلّفه ذلك من آهات على الفلسطينيين هناك يجب أن لا يتكرر.

في غضون ذلك، تزامن الحديث اليومي عن الأزمة في الخليج، حديث جديد قديم يتعلق بإعلان قطاع غزة إقليم متمرد، وهو تعقيد كانت القيادة والحكومة قد حذرتا منه.

مبادرة الربع ساعة الأخيرة ..

إذ قالت صحيفة السياسة الكويتية، إنَّ هناك مبادرة جديدة لحل الأزمة بين السعودية والإمارات والبحرين ومصر من جهة، ودولة قطر من جهة أخرى، مكونة من خمسة بنود.

وجاء في بنود المبادرة، كما كشفتها الصحيفة الكويتية، تقليص برامج "التحريض وإثارة النعرات" في قناة الجزيرة والتعهد بعدم مهاجمة مصر ودول الخليج مرة أخرى.

وقالت الصحيفة الكويتية، نقلاً عن مصادر دبلوماسية مطَّلعة، إنَّ الاجتماع، الذي عقد بين وزير الخارجية الأمريكي "ريكس تيلرسون"، في واشنطن ووزير الخارجية القطري الشيخ "محمد بن عبد الرحمن آل ثاني" ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشيخ "محمد العبدالله" ناقش النقاط النهائية لاتفاق سوف يتم إنجازه بين الأطراف الخليجية، تضمن واشنطن تطبيقه وتشرف الكويت على تنفيذه ومتابعته.

وقالت المصادر، إنَّ أبرز نقاط الاتفاق المزمع، الذي يرجح أن يتم توقيعه الأسبوع المقبل في الكويت، إذا وافقت السعودية والإمارت والبحرين ومصر عليه، خمسة بنود أساسية هي:

أولًا: مغادرة الداعية الإخواني يوسف القرضاوي وحركة "حماس"الدوحة.

ثانيًا: عودة القوات التركية التي وصلت الدوحة بعد الأزمة إلى بلادها.

ثالثًا: مراقبة التحويلات المالية القطرية للجهات المقاتلة.

رابعًا: تقديم قطر كل المستندات الخاصة بالمنظمات المتواجدة على أراضيها للجهات الأمنية الأمريكية.

خامسًا: تقليص برامج التحريض وإثارة النعرات في قناة الجزيرة والتعهد بعدم مهاجمة دول الخليج ومصر.

وتنتهي اليوم الأحد مهلة الـ (10) أيام التي أمهلتها الدول المقاطعة لقطر لتنفيذ المطالب الـ (13) والتي تستهدف إنهاء دعم الدوحة "للإرهاب" والفكر المتطرف، وقطع علاقاتها بجماعاتٍ ودول هددت مراراً أمن دول المنطقة.وفقًا لاتهامات الدول المحاصرة.