نسرين موسى - النجاح الإخباري - توقف خالد أبو عواد مربي الدجاج، من خانيونس، عن تربية الدجاج، بعد أن تعرض لخسارة ما أنفقه على تربيتها من أعلاف وأدوية.

ويقول أبو عواد لـ"النجاح الاخباري": "بعد أن نفق عدد كبير من الصيصان الصغيرة، قمت على الفور ببيع ما لدي من دجاج، بسعر منخفض وخسرت كثيراً، على مبدأ مكسب قليل أفضل من نفوقها جميعاَ".

ويبين أبو عواد أن السبب في موت الدجاج الذي يقوم بتربيته يعود إلى تقلبات الجو وانتشار بعض الأمراض مثل "الرشح"، و"الايكولاي"، "ونيو كاسل"، حسب الفحوصات.

وللوقوف على أسباب التدهور في أسعار الدجاج، تبين بعد التواصل مع بعض المزارعين والمربين، أن ثمن الكيلو جرام الواحد من الدجاج الحي بلغ الثمانية شواكل ونصف  فقط.

وفي السياق ذاته، أكد إياد غبون مالك إحدى شركات استيراد الأعلاف وبيع الصيصان والدواجن جنوب قطاع غزة، وأوضح أن العرض والطلب هو السبب الرئيسي في تدهور الأسعار.

وأضاف غبون أن كميات الصيصان الموجودة والدواجن المعروضة تغرق السوق، فيما يقابلها قدرة شرائية ضعيفة.

ويشدد غبون على أن غياب الرقابة الفعلية على كميات البيض المخصب التي تصل إلى القطاع عن طريق معبر كرم أبو سالم يساهم في مزيد من التدهور.

وفي معرض رده على سؤال عن سعر الأعلاف وهل تتوفر  في السوق؟ أردف غبون قائلا: "سعر العلف شبه ثابت لكن تواجهنا مشكلة وهي الضريبة التي تفرضها حكومة غزة عليه ,حيث يحصلون على 60 شيكل على كل طن بقرار منهم بعيدا عن القانون بمعنى "الفرض".

ويشير غبون  إلى أن حوالي عشرة آلاف عامل،  يعتاشون من مجال الدواجن، موزعين ما بين مزارع وصاحب محل وغير ذلك.

وتابع غبون : "أن الحروب أثرت على مزارع الدواجن حيث أن أكثر متضرر فيها كان المزارعين بسبب التجريف ولا احد يتكفل بهم".

وعن كيفية تخطي بائع الدجاج للأزمة يقول غبون : "لا يمكث الدجاج أكثر من خمسين يوماً، فحينما يمكث مدة شهر يقوم صاحبه ببيعه رغماً عنه ويتعرض للخسارة."

ويطالب غبون في ختام حديثه وزارة الزراعة بغزة بتحديد كميات البيض المخصب الذي يدخل إلى قطاع غزة، وتحديد الأسعار، إضافةالى رفع الضريبة عن الأعلاف لأن هذا يخفف عن المزارع كثيراً".

لكن صاحب مطبخ الرمال في غزة علي أبو غنيمة يبيع كيلو الدجاج أعلى من سعر السوق بشيكل أو اثنين، ويرجع ذلك إلى وجود ضريبة على محله لا يدفعها البائع في السوق كما أن أجرة المحل مرتفعة نظراً لوجودها في منطقة حيوية إضافة إلى تنظيف الدجاج كلياً وتقطيعه قبل بيعه، كما انه لا يقبل في محله أي دجاج مضروباً، ناهيك عن النظافة العالية حسب شهادة المشترين.

أزمة الكهرباء سبباً في الازمة

يقول المزارع ثائر الشاعر:"أقوم بشراء السولار بسبب استمرار انقطاع الكهرباء بحيث لا تأتي إلا أربع ساعات يومياً وهذا يكلفني كثيراً في حين أن سعر بيع الدجاج ثابتاً ولا أستطيع زيادته للحصول على سعر السولار وهذا سيجعلني أتوقف عن تربيته إلى أن تنتهي أزمة الكهرباء.".

مصائب قوم عند قوم فوائد

ويرى مواطنون أن انخفاض أسعار الدجاج جاء في صالحهم، لأنه أصبح بمقدورهم شرائه، بعدما كانوا  يكتفون بشراء الدجاج المجمد، وفِي أفضل الأحوال يشترون أجنحة الدجاج فحسب.

وتقول المواطنة أم سلمان من مخيم الشاطئ لـ"النجاح الاخباري" :"لا أعلم سبب انخفاض سعر الدجاج، لكنه أصبح في متناول أيدينا، بتنا نستطيع شرائه نهاية كل أسبوع".

وتقدر وزارة الزراعة بغزة الاستهلاك بنحو ثلاثة ملايين دجاجة في رمضان من قبل أهالي القطاع، ولكنه تراجع الطلب بشكل كبير من قبل الأهالي، بسبب تراكم الأزمات وقلة وصول الكهرباء بشكل خاص، وأصبح المواطن يشتري احتياجاته اليومية فقط.

وبحسب وزارة الزراعة  تقام 1433 مزرعة على مساحة 422 دونما، منها حوالي 1000 مزرعة منزلية في قطاع غزة، ويعتاش من خلالها أكثر من 2500 عائلة.