عزيزة ظاهر - النجاح الإخباري - وصفه الرحالة ابن بطوطة عندما زار مدينة نابلس عام 1355 ميلادي قائلا: "إنه نهاية من الإتقان والحسن، وفي وسطه بركة ماء عذب".

طمأنينة وراحة كبيرة تسري في روحك عندما تطأ قدماك درجاته، فبرغم صيحات الباعة وضجيج السوق والمارين، تناديك صيحات مئذنة المسجد الصلاحي وحجارته لتروي لك قصصا وتاريخا تعبق به، بوابته الرئيسية تزدان بالكورنيش الذي يزخرف أعمدته الرخامية، مكونة من خمسة أقواس الواحد ضمن الآخر، والقوس الخارجي منقوش بنقوش رومانية، فالمبنى بيزنطي وإسلامي وسقفه مملوكي، والقبة عثمانية وزخارفه فاطمية ومملوكية، وأما تيجان أعمدته بيزنطية ورومانية.

مئذنته ثمانية:

يقول زهير الدبعي المدير الأسبق للأوقاف والشؤون الدينية في نابلس "للنجاح الإخباري": "هو أكبر مساجد نابلس وأشهرها، يقع في شرقي البلدة القديمة وتبلغ مساحته 1400 متراً مربعاً، ومجموع أعمدته 55 عمودا، أصله كنيسة بيزنطية تعرضت للهدم والبناء عدة مرات، وفي زمن القائد صلاح الدين الأيوبي حول المكان إلى مسجد وبنى القبة والمحاريب، مئذنته تأخذ شكلا ثمانيا وتقع وسط الواجهة الشمالية فوق المدخل، يطلق عليه أيضا اسم المسجد الكبير كونه أكبر مساجد نابلس.

نقش سليماني:

خلال جولة في أرجاء المسجد برفقة المؤرخ النابلسي عبدالله كلبونة، أشار بيده إلى نقش فوق الجهة الجنوبية، يعود لزمن سليمان باشا سنة 1736 ميلادي نصه كالتالي: "إذا ما جئت نابلسا فبادر وعرج نحو جامعها الكبير، تجده عامرا يدعو بالخير لمولانا الوزير سليمان باشا أمير الحج، حباه الله بالأجر الكثير".

وذكر كلبونة أن المسجد رمم عدة مرات، وكل حاكم أشرف على أعمال الترميم ترك فيه ما يدل على زمنه، فالرومان رمموا المبنى عندما كان كنيسة وتركوا أسماءهم مكتوبة بحروف لاتينية نقشت على الأعمدة، والمماليك رمموا السقف وتركوا نقوش كوفية تدل عليهم، أما الإيوان والبرك والمئذنة والغرف السفلى بنيت في عهد الإصلاحات التركية، ورمم مرة أخرى عام 1935 بعد أن تهدم منه جزء كبير في زلزال عام 1927 ميلادي، ورمم وأصلح مرة أخرى عام 1996 بعد أن نخرت جدرانه الرطوبة وحولته وكرا للزواحف والأفاعي.

اعتداءات إسرائيلية:

تعرض المسجد الصلاحي لاعتداءات إسرائيلية إبان اجتياح نيسان عام 2002، حيث حطم جنود الاحتلال عامود رخام في مدخله الشرقي وباب المئذنة والباب الشمالي، وعاثوا في مكتبته فسادا وخرابا، في عام 2003 حطموا جميع أبواب المسجد وادخلوا كلابهم إلى رحاب المسجد ودنسوه وفي اجتياح عام 2004 فجروا المحلات التجارية الملاصقة للمسجد، ما أدى إلى حدوث تصدعات وتشققات بجدرانه.