هبة أبو غضيب - النجاح الإخباري - القى قطع دول خليجية وعربية لعلاقاتها مع قطر بظلاله على الكثير من القضايا والملفات في المنطقة، وهو ما يفتح الباب لطرح اسئلة من العيار الثقيل، على غرار: هل ستتضرر فلسطين من قرار قطع العلاقات العربية مع قطر؟، وهل لترامب علاقة بما حدث في المنطقة؟ وماذا سيحدث لقطر بعد إن كانت مركزا لصنع القرار؟، اسئلة كثيرة يحاول "النجاح الإخباري" تقديم إجابات لها.

"الضرر سيطالنا"

المحلل السياسي طلال عوكل يوضح لـ"النجاح الاخباري" أن فلسطين متضررة على الشقين سواء على مستوى السلطة الوطنية الفلسطينية أو حركة حماس والتي تعتبر ذات علاقة جيدة مع قطر.

وبرر عوكل ذلك بأنه في النهاية سيفرض على قطر تبعات لها علاقة بتفاهمات جرى التوقيع عليها بالرياض وبدول مجلس التعاون الخليجي بحضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وأضاف عوكل خلال حديثه الهاتفي، أن الولايات المتحدة تصر على أن حركة حماس "حركة إرهابية"، وتباع عوكل "هذا لا يصب في مصلحة الفلسطينيين".

وأشار إلى أن فلسطين ستتضرر أيضا من ناحية المكانة والدعم، قائلا: "كل ما نشب الخلاف بين العرب كل ما تراجعت القضية الفلسطينية".

وأضاف عوكل لـ"النجاح الاخباري" أنه "في حال تعرضت قطر لحالة ضغط وكان عليها اتخاذ موقف، فمن المتوقع أن توقف الدعم والمشاريع والمساعدات التي تقدمها لقطاع غزة، وستغض النظر عن الدوافع وراء تقديمها".

وفيما يتعلق بعلاقة ترامب في قطع العلاقات العربية، أشار عوكل إلى أن أمريكا هي "المايسترو" الرئيسي الذي يدير ما حدث بالمنطقة وهي من توزع الأدوار وتشكل ضغطا على الدول.

كيف ستتصرف حركة حماس بعد قطع العلاقات العربية مع قطر؟

بدوره اختلف المحلل السياسي أحمد رفيق عوض بالرأي مع عوكل حول تضرر حركة حماس من قطع العلاقات العربية مع قطر، وقال لـ"النجاح الاخباري"ن "حماس لن تتأثر مما حصل، حتى وان كانت قطر تشكل لها بوابة للتواصل مع الغرب وتقربها من الدوائر الغربية".

وبرر ذلك بأن حماس لن تتوقف عند علاقتها مع قطر، وأن ما حدث سيفتح المجال للترحيب بالحركة من أطراف أخرى، قائلا: "ستزيد خيارات حماس في المناورة".

وأضاف أن قطر ستحاول في المرحلة القادمة تخفيف علاقاتها مع الحركات المتهمة بالإرهاب مثل الإخوان المسلمين وحماس، وتابع أن اعتزال المحلل السياسي عزمي بشار أمس للسياسة كانت دلالة قوية ونظرية تدل على أنه لا دور لقطر في المنطقة في الأيام القادمة، وأنها كانت تمثل مرحلة وانتهت برموزها.

ماذا سيحدث لقطر بعد أن كانت مركزا لصنع القرار؟

وأشار إلى أن قطر كانت "كبش الفداء" وهي الآن تدفع ثمن مرحلة سابقة كانت فيها مركز صنع القرار عندما تفككت بعض الدول الوازنة في المنطقة، وبالتالي ما حدث من أجل مجيء مرحلة جديدة أهم ما سيحدث فيها تغيير مراكز القوى.

كما لفت عوض لـ"النجاح الاخباري" إلى أن ستتشكل لوائح جديدة للدول من ناحية الأصدقاء والجبهات والأعداء.

وتابع أن الخلاف الان سيكون على من سيحمل القرار؟ ومن سيقودها؟ قائلا: "ما حدث لقطر عقاب شديد ولن تصل إلى إقصاء للعائلة المالكة، ولن تذهب الدول الخليجية إلى عقاب قطر لآخر شوط".

ويشار إلى أن السعودية والإمارات والبحرين ومصر، أعلنت فجر اليوم الإثنين، قطع علاقاتها الدبلوماسية بقطر، وانضمت لها دول أخرى خلال اليوم وأخذت قرارات متفرقة بشأن منع سفر مواطنيها إلى قطر، وإغلاق المجال البحري والجوي أمام الطائرات والبواخر القطرية.

ولهذه القرارات أسباب عدة مرتبطة بمواقف وتصرفات الدوحة، من دعمها لجماعات متطرفة عدَّة (من الإخوان إلى الحوثيين، مروراً بالقاعدة وداعش)، وتأييدها لإيران في مواجهة دول الخليج، بالإضافة لعملها على زعزعة أمن هذه الدول وتحريض بعض المواطنين على حكوماتهم، كما في البحرين.