تحرير المالكي - النجاح الإخباري - شهدت الأيام الماضية نزولاً حاداً في  سعر الدولار الأمريكي ما انعكس  على الكثير من المعاملات في الحياة اليومية لكثير من المواطنين خصوصًا مع انخفاض الدينار وتأثره بشكل كبير في الدولار، فما الأسباب وراء هذا الانخفاض وهل تذبذب الدولار سيستمر ليواصل انخفاضه؟

يقول الخبير الاقتصادي الدكتور طارق الحاج لـ"النجاح الإخباري": إنَّ هناك استمرار في تذبذب نزول قيمة صرف الدولار وليس في قيمة الدولار، مشيرًا الى أنَّ قيمة الدولار كعملة صعبة عالمية ستبقى هي رقم واحد من ضمن العملات في العالم، لأنَّ الاقتصاد الأمريكي ما زال اقتصاداً قوياً.

أسباب هبوط الدولار 
وحول أسباب هبوط سعر صرف الدولار، أوضح الحاج أنَّ هبوط الدولار يعود لسببين، الأول  لصالح التجارة الخارجية الأمريكية، كونه يعزز الصادرات الأمريكية ويعزز إمكانية وجودها ومنافستها لسلع الدول الأخرى.
أما السبب الثاني، أشار إلى أنَّ هناك محاولة لإفقار الدول الحليفة والمعادية (المناهضة) للولايات المتحدة الأمريكية، خاصة حلفاؤها من الدول العربية النفطية  ومناهضيها وهي إيران وروسيا بالإضافة إلى دول أمريكا الجنوبية وبعض الدول الإفريقية مثل نيجيريا، مؤكِّدًا أنَّ أمريكا تريد إفقار هذه الدول من خلال خفض قيمة سعر صرف الدولار، لأن هذه الدول تعتمد في ايراداتها بشكل (90 %) على بيع النفط.


وأضاف: "فمثلًا وضعت خطة أن يكون سعر النفط (100) دولار والأن سعر النفط (50) دولار، وبالتالي سعر الصرف كان عاليًا والآن منخفضًا جدًا، فإنَّ هذه الدول لن تستطيع   تحقيق خططها التنموية بالمطلق، وهذا هو السبب الرئيس في إبقاء سعر صرف الدولار منخفض".
وأشار إلى أنَّ إسرائيل تنسق الوضع مع الولايات المتحدة الأمريكية، ولهذا السبب تلاحظ أنَّ البنك المركزي الإسرائيلي لم يتدخل من خلال سياسته النقدية حت اللحظة فيما يتعلق بالكتلة النقدية المضخوخة بالسوق.

سبب اختفاء الدولار من السوق الفلسطينية 
وقال الحاج: إنَّ هناك اتجاهين الأول، البنوك الوافدة التي تتحكم في الكتلة النقدية من الدولار والدينار وبالتالي تحكمها فهذه الكتلة النقدية تريد جرَّاء ذاك أن تسوق نفسها وأن تبقي على زبائنها، وهي لا تضخ ولا تجلب الدينار من الاردن كي تضخه في السوق الفلسطيني بل تحتفظ بما لديها من دنانير.
أما الاتجاه الثاني أشار إلى أنَّ هناك سياسات نقدية لها مجموعة من الاهداف، وأهم هدف لها في فلسطين هو ضبط عمل الصيارفة الذين يحولون الأموال أو يجلبون الأموال من وإلى فلسطين.


وختامًا، أكَّد لـ"النجاح الإخباري" أنَّه إذا كان الدولار والدينار قليل في السوق الفلسطيني فهذا غير صحيح، لأنَّ المدخرات الفلسطينية بالدينار والدولار بالمليارات، وللشركات المدرجة والتي عددها (49) شركة في بورصة فلسطين، أسهم قيمتها في الدولار والدينار.