ساري جرادات - النجاح الإخباري - "كيف آكل وابني جوعان!؟"، بصوت هزيل أنهكه التعب ليس من المشي تحت أشعة الشمس اللاهبة من حارة أبو سنينة التي تقطن فيها والدة الأسير المضرب عن الطعام منذ 17 نيسان الماضي حتى الوصول لخيمة التضامن مع أبنائها الأسرى المضربين عن الطعام على دوار ابن رشد وسط مدينة الخليل، كما تقول زلفة.

العاشرة صباحاً بتوقيت اليوم الثالث والعشرين لإضراب ابنها الأسير، كأنه العام الثالث والعشرين يمر عليها، تضم إلى صدرها صورة فلذة كبدها، وتلف على رقبتها كوفيته التي امتشقها في مقاومة الاحتلال، وتسير متسلحة بالدعاء وطرق أبواب السماء، وهي تبحث عن إجابة لحال ولدها المغيب منذ ثماني أعوام في سجون الاحتلال.

تضيف والدة الأسير حمدون "قلبي أسير معه، لولا أطفالي ودراستهم فلا أغادر هذه الخيمة النقطة الأقرب لولدي، أشعر هنا أنني قريب منه، أقف لجانبه وأشد من أزره، وأشاهد صبره وصموده في رحلته بين السماء والأرض وهو يفي الأحرار بجوعه وفلسطين بحقها علينا في مقاومة مغتصبيها.

لا تتعب هذه الفلسطينية الخمسينية من عد الساعات التي تمضي دون أي أخبار عن ولدها، وغير آبهة، لموتها، ويتكوم حلمها في العيش لأن تعانق ولدها منتصراً على السجان الذي يباعد بينهما، ويتعب كل من يحضر لخيمة التضامن إلا هي تبقى تستمد صبرها في ترقب لحظة النصر الأكيدة على الاحتلال الفاشي.

وتكاد لا تغمض عيناها في انتظار خبر قادم عن حالة ابنها، وتتسائل بصمت؟ هل هو راض عني؟ هل يسمع دعائي؟ وتناديه في شتى أرجاء المكان بكل الأسماء واللغات، وكل المحطات والطرق مغلقة أمام الأخبار القادمة من غرف الموت تلك، ولا تستجدي مؤسسات العالم في التدخل لقناعتها أنها كلها متحالفة على قضية ولدها ورفاقه في معركة الكرامة.

وأكدت زلفة ل"النجاح الإخباري" أنها تحلم بيوم الإفراج عنه، منتصرا على السجان، وستعمل جاهدة على تعويضه، وتعوض نفسها عن السنوات التي حرمت منه، بقولها: "بس يطلع رح أعمله فرح يهز العالم، زي ما انهزت حياتي على بعده عني، وخوفي، خاصة انه اعتقل وهو مصاب، ويشار أن الاحتلال اعتقل حمدون في شهر آب عام 2008م وحكم عليه بالسجن 12 سنة.