زهية أبو عيشة - النجاح الإخباري - نجحت "أم معاذ" التي تسكن في البريج في قطاع غزة في زراعة الفطر على سطح منزلها، وتمكنت من تحسين وضعها الاقتصادي السيء، وتغطية مصاريف المنزل من خلال بيعها للفطر في الأسواق.

وتعتبر الزراعة الحضرية من المشاريع الخلاقة في غزة، وحلًا لمشكلة التمدد العمراني في ظلِّ ممارسات الاحتلال على المزارعين وتهديد أراضيهم بالهلاك، وتعد طريقة جديدة للحفاظ على المنتوج والدخل في الوقت التي ترتفع فيه نسبة البطالة نتيجة الحصار والتضييق.

وقالت مدربة التصنيع الغذائي هديل الطوس لـ"النجاح الاخباري"، التي تحتاج لكميات كبيرة من المزروعات والتي لا يغطيها المشروع: "زرعت الفراولة والبندورة على عجلات السيارات وأعمل على ري المزروعات بشبكة مائية دائمة تضخ الماء بنسب معينة لكل محصول.

وتابعت الطوس: "أصبحت قادرة على تغطية كل الطلبات الواردة لي في عملي دون الاضطرار للشراء من السوق".

وأشار سالم المهندس الزراعي في مركز معًا التنموي لـ"النجاح الاخباري"، إلى أنَّ فكرة الزراعة تقوم على أساس استغلال المساحة وتوفير اكتفاء ذاتي للأسر المنتفعة بشكل مباشر من الإنتاجية.

وأوضح سالم لـ "النجاح الإخباري"، أنَّ المحصول من الزراعة الحضرية يعتبر انتاجًا آمنًا خاليًا من المبيدات وذلك بسبب عدم استخدام أي نوع من المبيدات، وهو ما تقوم عليه فكرة الزراعة الحضرية "الحصول على محصول عضوي خال تمامًا من المبيدات".

وأضاف سالم: أنَّ الزراعة الحضرية تعتبر مصدرًا ثانويًا يساهم بشكل أو بآخر في الدخل، ولكن لا يمكن اعتمادها بشكل أساسي كمصدر دخل ثابت، فالمحاصيل التي يتمُّ قطفها في موسمها لا يتم إضافة مبيدات عليها لتنمو قبل أوانها فيزيد محصولها وانتاجها وهي اكتفاء للأسرة مع دخل بسيط.

وكان قد أطلق مركز معًا للعمل التنموي حملة توعوية حول أساسيات الزراعة الحضرية عن طريق ورشات  عمل تطبيقية ترشدهم للبدء بمشاريعهم الخاصة وتتابعهم بعد الورشات، وتمول مشاريعهم وترعاهم للحدِّ من مشكلة البطالة التي تفاقمت بالآونة الأخيرة.

ونوَّه سالم إلى أنَّه يجب استغلال المساحات على أسطح المنازل كونها اكتفاء ذاتي للأسرة، والعمل على تعميم هذه التجربة على قطاع الزراعة المائية لما في ذلك من فوائد وايجابيات تعود على صاحبها من الناحية المادية.

لافتًا إلى ضرورة النظر للزراعة الحضرية من الناحية الجمالية.