ساري جرادات - النجاح الإخباري - واحدة من أبرز رياديات العمل الإنساني والتغيير في المجتمعات العالمية، دخلت موسوعة غينيس للأرقام القياسية بصورة مغايرة لكل ما اعتاد عليه العقل العربي، وسخرت كل إمكانياتها وقدراتها لتزف للإنسانية براءة اختراع علَّها تحدُّ من حجم الألم والمعاناة الواقعة على الإنسانية.

من هي السيدة دنديس:

وقالت الدكتورة منال دنديس لـ "النجاح الإخباري": "شعرت أنَّ كلَّ شيء بات مسخرًا لما أريد، وبدأت أستغل طاقاتي لإطلاقها في الميادين والمحافل الدولية، وتزودت بالإرادة والتصميم والعزيمة، لتحتضنني الحياة التي نستطيع أن نعيشها كما نريد، خاصة إذا كانت قوميتك عربية فلسطينية".

وأضافت: "المرأة الفلسطينية التي قدمت فلذات أكبادها في سبيل أن يحيا شعبها بأمن وحرية، وجابت العالم تحمل رسالة شعبها هي ذاتها الطبيبة، والمهندسة، ومربية الأجيال، وهي ذاتها التي تقتحم المحافل الدولية في العلم والمعرفة معلنة انتصار المرأة التي يحاول العالم أجمع إبقاءها طريحة الفشل والتخلف".

الدكتورة "منال دنديس"، واحدة من سيدات الخليل التي استطاعت نقش اسمها في المحافل العالمية، ودخلت التاريخ رافعة اسم وطنها ومسقط رأسها، الذي أحبته ليمنحها الطاقة الإيجابية ومفاتيح الشهرة والتغيير والعالمية، وانطلقت بحصد الأرقام الأولى في العالم.

دخولها موسوعة غينيس:

حصلت الدكتورة "منال دنديس" على شهادة الدكتوراة في إدارة الموارد البشرية من جامعة أمريكية، ونالت دخول موسوعة غينيس للأرقام القياسية من خلال تقديمها لأطول خطاب في التاريخ، وأطول فيديو وثائقي في العالم، لتجلب لأسمها  بتوابعه  كافَّة مزيداً من الفخر والاعتزاز بنشاطها المؤثر على الساحة العالمية.

وكان الخطاب الأطول في التاريخ استغرق (21) ساعة و(48) دقيقة و(52) ثانية، وكان مستندًا على موسوعة علميَّة وحطم رقمًا قياسيًّا سابقًا لشركة أمريكية كان مدته (13) ساعة و (48) دقيقة، والرقم الآخر حصلت عليه بعد (170) ساعة، وجاء الخطاب بعنوان إنَّما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق، وتضمن الحديث فيه بقيم المحبة والايجابية والتنمية، وقامت بإنجازه بالتعاون مع شريكها الأستاذ كامل بدوي.

في ميدان العمل:

وتعمل الدكتورة "منال دنديس" مستشارة تدريب في إدارة الموارد البشرية في فلسطين والأردن وتونس ولبنان ومصر، بالإضافة إلى عملها كمستشارة لعمل الخطط التنموية، ولا تقف إلى هذا الحد بل تعد من أوائل السيدات التي تدير شركة بريطانية متخصصة في براءات الاختراع والتعليم الإلكتروني.

وأشارت الدكتورة دنديس لـ "النجاح الإخباري" إلى أنَّ الفكرة بدأت بعدما شاهدت الأرقام العربية المسجلة في موسوعة جينيس للأرقام القياسية، حيث لم تكن مثارًا للاهتمام العالمي، وبقيت محصورة في الغالب منها في الأكل والشرب، فقررت البدء في تغيير الصورة النمطية المأخوذة عن الأمة العربية.

شراكة فكرية:

ولفتت الدكتورة "دنديس" إلى أنَّها تقاسمت أفكارها مع الأستاذ كامل بدوي السعودي الجنسية، وهو مؤسس الموسوعة العربية للثقافة، ويدير شركة لذات الأهداف في بريطانيا، الذي جمعتها به الأقدار لخلق التغيير ونشر الوعي والثقافة في صفوف المجتمع العربي، فحاولا نشر أفكارهما بهدف إحداث التغيير الايجابي في المجتمع.

مواجهة صعوبات:

ومن أكثر الصعوبات التي واجهتها تقول الدكتورة دنديس: "أنَّ الصعوبات غير مقتصرة على المرأة فقط، بل تطال الجنسين، ولا تنكر أنَّ الظروف والمعوقات في مدينتها تأخذ حصة أكبر من غيرها لخصوصية المدينة في المحافظة على العادات والتقاليد التي تحدُّ من قدرة المرأة، وتبقيها رهينة في المنزل في أحيان كثيرة".

دعم معنوي:

تعتز الدكتورة دنديس بالدعم الذي نالته من والديها، واعتبرت الثقة والتنشئة السليمة تؤهل الإنسان للنجاح، وأشارت إلى أنَّ كلَّ نجاح يمهد لنجاحات أخرى، ولا تخفي أنَّ مشاعر الفرح والدموع تنهمر من عينيها مع كل فوز وتتويج وانتصار، خاصة وأنَّ الدخول في موسوعة غينيس يتطلب جهدًا مكثفًأ من العمل العالي.

وجدير بالذكر أنَّ معايير موسوعة جينيس معقدة جداً، ويفوق عدد الطلبات المقدمة لها الستين ألف طلب سنوياً.