مها علي أبوطبيخ - النجاح الإخباري -  وتبقى المكتبة هي الحاضنة التي تضم المثقفين، وطلاب العلم، والقراءة، والمعرفة، والموسوعات العلمية القيمة والدوريات والتي بها تنهض الشعوب والدول، فإن غابت تتحطم ثقافة الدولة، ويقل شأنها بين الدول الأخرى، لذلك تولي الدول إهتمامها بإنشاء المكتبات العامة لتشجيع المواطنين على القراءة، أما في غزة فالأمر مختلف، نرى المكتبات العامة تشتكي قلة زوارها بالرغم من إرتفاع معدلات التعليم والمثقفين في قطاع غزة.

أكد حسن أبو عطايا مدير مكتبة بلدية غزة لـ"النجاح الاخباري" على أن المكتبة العامة تعمل على تشجيع القراءة والمطالعة من خلال تقديم خدمات مجانية وأنشطة توعوية وتثقيفية متنوعة، وتتيح إعارة الكتب، وتقدم دورات علمية متخصصة في مجال اللغات الأجنبية والترجمة.

وأضاف أبو عطايا أن المكتبة تحاول جاهدا ترسيخ مفهوم الثقافة والمعرفة في أوساط المجتمع الفلسطيني، وهي واحدة من أهم خمسة مراكز ثقافية في مدينة غزة وهي (مركز إسعاد الطفولة، وقرية الفنون والحرف، ومركز رشاد الشوا الثقافي، ومركز هوليست الثقافي).

وأوضح أبو عطايا أن مكتبة البلدية تضم أكثر من 20 ألف عنوان بلغات مختلفة منها العربية والإنجليزية والفرنسية والألمانية والتركية ولغات أخرى، بالإضافة إلى العديد من الخدمات والبرامج الثقافية والندوات والمحاضرات وتنظيم المعارض الفنية.

وأشار أبو عطايا إلى ضعف إقبال الزوار على المكتبة بالرغم من إمتلاكها لموسوعات كبيرة من الكتب والمراجع القيمة، والمقتنيات العلمية، وتقدم خدمات تسهل الموصول إلى المراجع المطلوبة.

ويرجع أبو عطايا حالة العزوف عن القراءة في المكتبات وزيارتها إلى إنتشار المكتبات الإلكترونية والحوسبة التي باتت تشكل بديلاً للكثيرين من الناس.

وقال أبو عطايا: "أن الإقبال اليومي على مكتبة البلدية إنخفض من ألف زائر شهريا إلى 500 تقريباً، وأرجع السبب على أن القارئ يبحث عن السلعة ولا يقدر الخدمة المقدمة من قبل المكتبات".

ومن جانبه أكد ماجد لولو مدير دائرة المكتبات بوزارة التربية والتعلم أن الوزارة تعمل بشكل مستمر على تعزيز وتفعيل دور المكتبات العامة في قطاع غزة، من خلال التنسيق مع دائرة المكتبات في البلديات لإستمراريه تفاعلها.

وبين أن الوزارة تستمر في حث المدرسين على تشجيع طلبة المدار والجامعات على زيارة المراكز الثقافية في القطاع، والمشاركة في الفعاليات والأنشطة التي تنظمها المكتبات العامة.

إن ملامسة الكتاب الورقي لا يمكن أن يعوضه كتاب إلكتروني، فالمكتبة تمثل الحاضنة لكل المقتنيات الثقافية، ودخولها يشبه الصرح التعليمي الأكبر، الذي يفوق كل الجامعات، وبها تعلو كل الهامات، وتعبر عن جميع الثقافات.