فداء علي حلس - النجاح الإخباري - طقوس وعادات تختلف من مكان الى أخر، فلكل مجتمع عادات وتقاليد تتميز عن غيره,  وتعتبر العادات والتقاليد التي رسخها المجتمع في الفرد قابلة للتغيير والتبديل، مع تغير الزمان والمكان. ولكن حتى يومنا هذا نجد العادات عند أهل البادية لم تتغير، وما يزالون يتمسكون بتطبيق عاداتهم وتقاليدهم رغم تقدم المجتمعات وتطورها.

تختلف عادات أهل البادية عن عادات وتقاليد أهل المدينة، رغم أنهم يتشابهون معهم في بعضها، ولكن تبقى لهم عادات وتقاليد خاصة بهم تميزهم عن غيرهم، يتمسكون بها بشدة، ورغم تطور المجتمعات والأزمان الا أنهم لا يزالون يمارسون كل طقوسهم الموروثة

يشير وليد الخرطي، 32 عاما، الذي يقطن في منطقة المغراقة شرق قطاع غزة، إلى أن البدو يتمسكون بعاداتهم وتقاليدهم، وعلى رأسها الأخذ بالثأر، ورقص "الدحية" في المناسبات والاحتفالات. ويقول: "يتميز البدو بخصال الكرم والأمان والعناد والأصالة والحفاظ على الأثريات القديمة". ويتابع: "وعادات البدو المعروفة إكرام الضيف منذ جلوسه بتقديم القهوة له".

ومن طقوس البدو عند الزواج "بدوة" تزويج الفتاة من أقاربها، خاصة زواجها بابن عمها، حيث يقول الخرطي:" لو رفضت الفتاة بابن عمها  يمكن أن يمنعها ذلك من الزواج طيلة حياتها، أو إعلان خطبتها أمام الجميع على ابن عمها كي لا يتمكن أحد من أن يتقدم لخطبتها احتراما له. وأكد أن هذه العادة دارجة عند بعض القبائل".

وأضاف الخرطي :" قصة الزواج تتم وفق القاعدة الشرعية التي تتمثل في الإيجاب والقبول, أن وفدا سريا يقوم بطلب الفتاة من أهلها، فإذا تمت الموافقة، يتقدم جماعة العريس الكبيرة وجه عشائري محترم،وبعد شرب القهوة يقول لأهل الفتاة جيناكم طالبين يد فلانة ومن عندك إن شاء الله ما نكون خايبين". فيرد ولي الفتاة:"حياكم الله القمر قدامكم والظلمة جفاكم". وهذا كله يدل على القبول، ثم يتم تحديد المهر الذي غالبا ما يكون عبارة عن حلي ذهبية، ومجموعة من الإبل والأغنام، يتلو الحضور سورة الفاتحة على نية التوفيق، ويذبح أهل الخاطب الذبيحة, ويتابع حديثه:" أن موافقة العروس حالة خاصة إذا كانت بكرا، ولا يتم الأخذ برأيها، ولكن لو كانت مطلقة أو أرملة فلا بد من أخذ رأيها."

واشار الخرطي :"أن من اهم ما يميز البدو هو تمسكهم بالعادات والتقاليد وممارسة طقوس الاحتفالات القديمة والفنون الغنائية والموسيقية، مثل اليرغول والسمسمية ورقصة الدحية, وتابع :" أن من أهم طقوس الاحتفال بالزواج تقديم ولائم الطعام وذبح الخراف، حيث تبدأ الطقوس بزفة العريس، تليها المربوعة، ومن ثم الدبكة فالدحية، وأخيرا زفة العروس."

وأضاف الخرطي :" يعتبر الصيف من أكثر الفصول إقامة للزواج، على أن يبدأ الفرح ليلة الخميس، ويستمر سبعة أيام بلياليها. وعلى عكس ما هو متداول، لا يوجد اختلاط فى حفلات الزواج؛ فالنساء يحتفلن بعيدا عن الرجال وينتهى الاحتفال بليلة الدخلة، حيث يقوم الأقارب أعيرة النارية تؤذن بمغادرة العريس إلى عش الزوجية حيث تنتظره عروسه هناك، ويدعون له بالتوفيق."

 أكد محمد الخرطي:" بان اهم ما يتميز البدوي به هو عشقه للصيد؛ المقناص، وبولعه بالخيول التي غالبا ما يطلق عليها أسماء الأصيل والضيف والجواد، فالأصيل يجمع بين الأصالة والعراقة، والضيف يقصد به أن الضيف له حق الكرم، بينما الجواد فتعني الجود والكرم، وجميعها صفات يتميز بها أهل البادية".

ويوضح محمد الخرطي أن أهل البادية يشتهرون بقرض الشعر، الذي يعتبر من التراث الأصيل عندهم، حيث يهجون به العشائر المعادية، ويرفعون به من شأن عشيرتهم، ويقللون من شأن أعدائهم به، وغالبا ما تحتوي قصائدهم على قصصهم من واقع حياتهم، ويفخرون بأصلهم، ويحترمون أهل البدو والحضر