عزيزة ظاهر - النجاح الإخباري - على سفح تلة صغيرة وعلى الشارع الرئيس في بلدة برقين الواقعة جنوب غرب جنين، تتربع كنيسة "مارجرجس" أو "جورجيوس" والمعروفة  بكنيسة برقين، رهبة المكان الهادئ وصوت الحجارة رغم صمتها تلفت انتباه من هم في رحابها، أما رائحة البخور المنبعثة من داخلها، فتدل زائريها على أنَّهم وصلوا إليها.

عند دخول الزائر إلى الكنيسة تقع عينه على مغارة في جوف الكنيسة، والتي شهدت معجزة السيد المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام في شفاء العشرة البرص.

في حين تقسم مباني الكنيسة إلى قسمين، القسم الأول بني منذ ألفي سنة والجزء الثاني شُيِّد قبل (1500) سنة في عصر الملك قسطنطين وأمه هيلانة، واللذين اعتنقا المسيحية وأمرا ببناء مزيد من الكنائس.

من أقدم الكنائس:

يقول "معين جبور" القائم بأعمال الكنيسة: "إنَّ أهمية كنيسة برقين تنبع من كونها رابع أقدم كنيسة في العالم بعد كنائس القيامة والمهد والبشارة، وخامس مكان مقدس في العالم بالنسبة للمسيحيين، وواحدة من أبرز المعالم الأثرية في محافظة جنين، والتي تمتاز بكثرة المواقع الأثرية فيها.

أجزاء الكنيسة:

وحسب جبور تقوم الكنيسة على مساحة تقدر (800) متر مربع، وتقسم إلى ثلاثة أجزاء رئيسة، إضافة إلى حديقة وبناء حديث العهد لتعليم الأطفال وغرفة لإقامة الخوري.

وتعتبر المغارة المنحوتة في الصخر بمساحة عشرين مترًا، الجزء الأهم في الكنيسة وقد مكث فيها المرضى العشرة الذين أصيبوا بالبرص لحجرهم صحيًّا، ويعلو المغارة نافذة مدورة الشكل استخدمت لمدهم بالطعام.

والجزء الثاني هو قاعة الكنيسة المبنية منذ (1500) سنة تقريبًا، ويوجد فيها كرسي المطران المنحوت من حجارة على شكل رأسين لأسدين وبجواره الهيكل، وفي أعلى القاعة اثنا عشرة نافذة ترمز إلى عدد تلامذة السيد المسيح، والمغارة المفتوحة من الشرق هي الجزء الثالث، واستخدمت كمدرسة لتعليم الأطفال وتعلوها قنطرة.

تاريخ مدفون:

يشير جبور إلى أنَّه قبل (50) عامًا أجريت تنقيبات وحفريات في المغارة وعثر على رفات كهنة وأطفال، تبين بعد إخضاعها لفحص (DNA) أنها دفنت قبل (500) عام وأعيد دفنها في حديقة الكنيسة، كما عثر على بقايا كتاب إنجيل باللغة العربية وصليب خشبي وقناديل رومانية، وزجاجتي زيت مقدس مازالتا ممتلئتين بالزيت حتى اليوم، ووضعت جميعها في صندوق زجاجي على باب المغارة.

يُشار إلى أنَّ عدد المسيحيين الذين يسكنون بلدة برقين (70) مسيحيًّا يعيشون بأمن وسلام وطمأنينة مع سبعة آلاف من المسلمين، وقد طالب سكان بلدة برقين من كلتا الطائفتين بضرورة تسليط الضوء على بلدتهم سياحيًّا وتنمويًّا وإعلاميا، لجذب أكبر عدد ممكن من الزائرين، كونها تضم رابع أقدم كنيسة في العالم، مما يجعله كفيلة بالاهتمام.