نسرين موسى - النجاح الإخباري - لا ننام الليل من شدة الألم، ، نعيش على المسكنات (الترامادول)،ولا يوجد طريقة للسفر للنتلقى العلاج، هذا حال كل من "عبد الله وعماد ومنصور" وغيرهم المئات من مصابين حرب غزة الأخيرة، ثلاثتهم تحدثوا لـ"النجاح الإخباري"، عن معاناتهم بسبب الشظايا المستقرة في أجسادهم بعد إصابتهم بالصواريخ الإسرائيلية.

أُصيب "عبد الله اسماعيل أبو هربيد" بشظايا صاروخ خلال العدوان، وقال: "كنت مع ابن عمي حين استهدفنا الطيران، وقد استشهد هو، ونجوت أنا لكن استقرت بعض الشظايا في جسدي، وبترت شظية كبيرة قدمي".

ويعاني أبو هربيد من إصابة صعبة في القولون وقطعت أجزاء منه ما أدى إلى تحويل فتحة الشرج لديه، وبات يتبرز من فتحة جانبية في بطنه.

فيما بقيت ثمانية شظايا في يده اليسرى،  لا يستطيع معها تحريك يده ما أدى إلى ثبات الكوع، قائلًا: "لا أستطيع النوم سوى على المسكنات، من شدة الألم".

وناشد الجميع بالتدخل ومساعدته لاجراء العمليات اللازمة لعلاجه، خاصة بعد تعذر علاجه في غزة، وحاجته لمستشفيات متخصصة في الخارج، ويقول:" لا أريد طرف صناعي، كل ما أريده العملية".

حيث لا تجري مشافي غزة مثل هذه العملية التي يحتاجها "أبو هربيد"، ويضيف بأنَّه توجه إلى مصر، وقال الطبيب المعالج له "إنَّ حالته تحتاج لأطباء مختصين بهذه العمليات من أطباء الدول الأجنبية أو المقيمين في عمان".

ويختتم حديثه مع "النجاح الإخباري" بأنَّه يتحرك بصعوبة وحذر قائلًا: "لو سقطت أثناء حركتي ستتلف الأعصاب في جسدي وتتدهور حالتي".

ولا يختلف المصاب "عماد الفيري" من جباليا عن أبو هربيد، حيث قصفت قوّات الاحتلال بيته في الحرب الأخيرة ما أسفر عن إصابته بشظايابترت قدمه  وأصيبت يداه وانتشرت الشظايا في جسده.  

ويؤكد الفيري لـ"النجاح الإخباري"، على أنَّه سافر إلى مصر للعلاج، وتعافى بشكل جزئي لأن الشظايا لازالت منتشرة بجسده.

يصف الفيري حالته بالسيئة ولا يستطيع النوم سوى بالمسكنات، حتى بات جسده المنهك لا يستجيب لها.

وناشد الفيري من خلال "النجاح الإخباري"، وزارة الصحة والمسؤولين لمساعدته في السفر للعلاج خارج غزة.

وتعثر سفره سابقًا لحاجته إلى مرافق شخصي كونه سيسير على كرسي متحرك لو أجرى العملية، ومازالت مشكلته قائمة.

لكن المصاب "منصور القرم" والمبتورة قدمه يقول لـ"النجاح الإخباري"، "انتشرت الشظايا في جسدي ورأسي"، وبعد سلسلة عمليات تم استخراج بعضها من رأسه، لكن ما زال في قدمه الكثير من الشظايا، ويرفض إجراء عمليات أخرى ،كما يعاني كل فترة من ارتفاع درجة حرارته.

ويقول رئيس قسم الاستقبال والطوارئ بمجمع الشفاء الدكتور "أيمن السحباني" : "يجب متابعة المصابين بالشظايا من قبل العيادات الخارجية كالجراحة ".

وعن مركز الشظايا يقول السحباني: "بعضها خارجية أو على السطح وتخرج بعد فترة، لكن يوجد منها شظايا عميقة بجانب القلب أو النخاع الشوكي وهناك خطورة في حال أجريت عملية جراحية له لإزالتها".

وعن الأعراض التي تسببها يقول: "تعد الشظايا مصدر للالتهابات وإزعاج للمصاب".

ولا يجزم السحباني حدوث حالات وفاة بسبب الشظايا لكنها تشكل خطورة كبيرة على حياته، ولا يمكن حصر عدد المصابين بالشظايا.

ويوضح الدكتور "عوض عيشان" أخصائي بعلاج الأورام والعلاج الإشعاعي فيما يتعلق بإحتمالية الإصابة بالسرطان نتيجة الشظايا، قائلًا: "هذا متوقف على المادة الموجودة في الشظية، والتي قد تكون سامة لدرجة كبيرة لاحتوائها على معدن الدايم، والتنغستون، والمصابون بها أكثر عرضة لمشاكل صحية مستقبلية".

وتعتبر مادة التنغستن المحشوة في قنابل الدايم، مادة سامّة ولا يقتصر خطرها على الإصابة بالسرطان فقط، فهي تهتك الأنسجة وتهاجم الجهاز الدوري، والكلى والكبد، وتحدث خلل في الحامض النووي، ما يؤدي إلى إحداث طفرات سلبية في الخلايا، وتكوين خلايا سرطانية.

يذكر أنَّ عدد جرحى حرب غزة الأخيرة بلغ  عام (2014)، (10,564) إصابة، ونسبة الإعاقات تبلغ (5,4%)، وشكلت محافظتي خان يونس وغزة أعلى نسب في إصابات الإعاقة (25,4%) و (24,3%).

وشكلت الإعاقة البصرية والحركية أعلى نسب حيث جاءتا (10,6%) و (71,4%) على التوالي.