عاطف شقير - النجاح الإخباري - بالرغم من برامج تاهيل الاسرى المحررين بعد الافراج عنهم، الا ان هذه البرامج لا تلبي الطموح الأكبر عند الاسرى المحررين،  اذ ان تاهيل الاسرى واجب وطني يجب تقديمه على اغلب الواجبات، لان الطواقم الاسرائيلية التي عملت على تدمير نفسية الاسير ومستقبله بحاجة الى طواقم فلسطينية تعيد تاهيله وبناء مستقبله اسوة باقرانه.

 يقول الاسير عدي رضوان من محافظة سلفيت - والذي امضى ثلاث سنوات في السجون الاسرائيلية: الاسير الذي امضى سنوات عديدة في داخل السجون مهما توقع عن الحياة خارج السجن تكون عكس توقعاته او على الاقل ليس كما اراد وخصوصا في زمن السرعة، وهو يتوقع التغير لكن ليس كما خطط له في داخل السجن.

شؤون الاسرى حاضرة

  تاسس برنامج تاهيل الاسرى في العام 1995 وكان تحت مظلة الشؤون الاجتماعية، وتم تمويل المراحل الثلاث الاولى منه من الاتحاد الاوروبي والحكومة السويسرية واقتصر تمويل المراحل الثلاث الاخيرة على الحكومة السويسرية فقط.

وفي العام 1999م شكل البرنامج نواة واساس وزارة شؤون الاسرى العامة لبرنامج تاهيل الاسرى جناح الوزارة الذي يعنى بالاسرى المحررين وتقديم الخدمات لهم فيما الجناح الثاني تمثل في الادراة العامة لشؤون الاسرى التي تعنى بشؤون الاسرى المعتقلين في السجون الاسرائيلية.

وعكفت الوزارة على تقديم الانشطة والخدمات العديدة التي تحقق اهدافها في دمج الاسرى المحررين في النشاطات الاجتماعية والاقتصادية للمجتمع، وجعلهم عناصر منتجة وفاعلة في عملية التنمية الاجتماعية الشاملة من خلال اكسابهم المهارات اللازمة التي تمكنهم من الحصول على فرصة عمل تؤمن لهم حياة كريمة.

وكذلك تخفيض نسب البطالة في صفوف الاسرى المحررين. وذلك عن طريق مساعدة الاسرى المحررين في التعليم الجامعي بنسبة 50% ، وكذلك التدريب المهني لحصول الاسير على مهنة يعتاش منها، وكذلك القرض للشروع بعمل مشروع يدر الدخل على الاسير.

وقد بلغ عدد المنتفعين من البرنامج 36 الف اسير محرر في مختلف الخدمات الاساسية التي احدثت تغيرا جوهريا في حياة الاسرى المحررين وافراد اسرهم.

وفي هذا الاطار، قال الاسير المحرر عدي عياش: ان الاسير قبل خروجه من السجن بأشهر تسيطر عليه حياة السجن، فيتفاجأ الاسير بواقع الحياة ويجد عكس ما خطط له فيبقى رهين احلامه فيشق طريقه بصعوبة بالغة وخصوصا الاشهر الأولى من تاريخ افراجه، لذلك تلاطمه امواج الحياة مرة هنا ومرة هناك.

و اضاف ان مسألة تأهيل الاسير مسالة وطنية يجب على الجميع القيام بها، فأنا طلبت دورة ديكور وجبص لاتمكن من مجابهة تحديات الحياة والعيش بكرامة.

و يضيف الاسير تقدمت الى قرض من البنك الاسلامي من خلال نادي الاسير من بداية شهر 3 ، لاتمكن من ادارة مشروعي الخاص بنفسي وتوفير الدخل اللازم لي لممارسة حياتي الطبيعية على احسن وجه.

صمود امام التعذيب

   وفي هذا الاطار قال الدكتور خالد عياش اخصائي التربية الخاصة: تعرض عشرات الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني لشتى أنواع التعذيب النفسي والجسدي، ولكن بسبب قناعة هؤلاء الأسرى المعذبين بعدالة قضيتهم، لا تظهر عليهم آثار التعذيب النفسية والاجتماعية، بقدر حجم وكم التعذيب الذي يتعرضون له ومن زاوية التحدي للاحتلال وممارساته وجرائمه، يظهر هؤلاء الأسرى درجة عالية من التماسك ليشكلوا نموذجاً في الصمود أمام شعبهم في مقارعة الاحتلال.

 

واضاف عياش ما بعد الأسر والافراج اتضح أن المحررين يتمتعون بإستراتيجية إعادة التقييم والتى تحتل المرتبة الأولى في الاستخدام في مواجهة الآثار النفسية، يليها التخطيط لحل المشاكل، ثم التحكم بالنفس، يليها الانتماء، تأتي في المرتبة الخامسة إستراتيجية تحمل المسؤولية، يليها التفكير بالتمني والتجنب، وجاءت إستراتيجية الارتباك والهروب في المرتبة السابعة والأخيرة في الاستخدام من قبل الأسرى المحررين، كما تبين أن الأسرى يستخدمون العديد من استراتيجيات التكيف لمواجهة الآثار النفسية الناشئة عن الأسر.

فيبدأ بإعداد الخطط للحياة خارج السجن قبل الافراج عنه بأشهر عديدة، سأعمل كذا وأقوم بكذا.