نهاد الطويل - النجاح الإخباري - أكَّد مدير مركز الإعلام بجامعة النجاح الوطنية غازي مرتجى أنَّ إضراب الأسرى المفتوح عن الطعام والذي انطلق اليوم في  سجون الاحتلال كافّة بقيادة عضو اللجنة المركزية لحركة فتح الأسير "مروان البرغوثي"، سيعيد ملف نحو (6500) أسيرٍ فلسطيني إلى الواجهة الوطنية والعالمية.

ورأى مرتجى أنَّ قضية الأسرى هي قضية وطنية من الطراز الأول وحّدت الشارع بكل ألوانه السياسية والفصائلية، لافتًا في الوقت ذاته إلى أنَّ أوَّل مبادرة لإنهاء الإنقسام الداخلي انطلقت من قلب سجون الاحتلال وهو ما يؤكد دومًا على  أنَّ الشعب الفلسطيني كله موحد في مقابل  القضايا الهامشية كافّة التي يجب أن لا تلهي الشارع عن قضيتنا المركزية.

ودعا مرتجى في الوقت ذاته إلى ضرورة تعبئة الرأي العام الفلسطيني والعالمي تجاه قضية الأسرى عبر مواصلة الفعاليات الاحتجاجية على الأرض والتضامن المعنوي معهم لا سيما ونحن مقبلون على شهر رمضان الفضيل.

وأضاف مرتجى: " إضراب الأسرى سيحقق انتصارًا كبيرًا قبل أن نصل إلى النتائج المتوقعة".

وتوقع مرتجى أن تستمر "معركة الأمعاء الخاوية" لمدة اسبوع أو أسبوعين على الأقل قبل أن ترضخ إدارة سجون الاحتلال لمطالب الأسرى المشروعة.

وتطرق مرتجى في سياق متصل إلى الفيلم الوثائقي الذي أنتجته فضائية النجاح، والذي يستعرض قصصًا انسانيةً من قلب الحركة الأسيرة بما تمثله من انتصار إنساني جديد يسجل للحركة الأسيرة.

وطالب مرتجى بضرورة أن يتصدر خبر الأسرى في سجون الاحتلال المشهد الإعلامي الحزبي والمستقل وكل ما عدا ذلك اعتبره مرتجى قضايا ثانوية.

سيناريوهات غزة

وردًا على سؤال يتعلق بالتطورات السياسية على الساحة الوطنية لجهة إنهاء الانقسام،اعتبر مرتجى أنّ الرابع من نيسان كان بمثابة الحد الفاصل لتخيير حماس بين التسليم لحكومة الوفاق الفلسطيني في القطاع أو تسلم حكم غزة وتحمل تبعات ذلك،وذلك بعد خطوة الخصومات التي طالت موظفي السلطة في القطاع.

مرتجى الذي بدا متفائلًا، أكَّد في ذات الوقت على أنَّ ثلاث سيناريوهات متوقعة في ملف إنهاء الإنقسام بين حركتي فتح وحماس، الأول: أن توافق حماس على ما يطرحه الرئيس أبو مازن على قاعدة التشاركية في الحكم وليس الانفراد عبر ما ستحمله اللجنة السداسية في جعبتها خلال الأسبوع المقبل.

وأضاف مرتجى: "حماس ستطالب مجددًا بتثبيت (50) الف موظف لها عبر إعادة النظر بالاتفاقيات السابقة بدءًا من اتفاق القاهرة وانتهاءً بمبادرة رئيس الوزراء الدكتور رامي الحمد الله، حول المعابر والتي تطالب حماس بتسليم المعابر للحكومة مقابل اعتماد موظفيها.

وأما السيناريو الثاني وفقًا لمرتجي فإنَّه في حلٍّ أعاد طرح المبادرات السابقة بخصوص موظفي حماس فقد تمدُّ هذه المبادرات حبلًا لحماس للنزول عن الشجرة مقابل دمج الموظفين،وربما لن يكون هذا ممكنا في الوقت الحالي.

وأخيرًا يتوقع مرتجى أن تنفجر حماس بوجه إسرائيل،رغم رفض الشارع للدخول في حروب جديدة.

وتابع:" إذا ذهبت حماس باتجاه خيار الحرب ستعتبر نفسها أنها ذهبت خطوتين للأمام ولكن ما بعد الحرب سيكون مختلفًا فالشارع الغزي المنهك أصلًا لم يعد قادرًا على تحمل مثل هذه الخيارات".

واستدرك مرتجى في الوقت ذاته قائلًا:" حماس وفصائل المقاومة لن تعطي اسرائيل فرصة شنِّ عدوان جديد على القطاع".

ويأمل مرتجى في أن تبدي الأطراف وعيًا وطنيًّا لخدمة المواطن والتوافق على هدف يقضي بأنَّ الوقوف في وجه الاحتلال الإسرائيلي هو الهدف الأول والاخير.

حرق الوقت ..

وحذر مرتجى  من مواصلة حركة حماس في مواصلة تبني نظرية "حرق الوقت"

من خلال ترقب تدخل "قطري تركي" في الوقت الذي تصمِّم فيه القيادة الفلسطينية باستعادة الوحدة الوطنية وهذا ما يفسر الاجراءات التي اتخذها الرئيس.

وأضاف :" المرحلة المقبلة دقيقة جدًا سياسيًّا وداخليًا".

واستبعد مرتجى أن تتوجه اللجنة السداسية إلى القطاع خلال الأسبوع الجاري بسبب التصريحات التوتيريّة والاحتجاجات التي تقودها حماس ورافقها حرق صور للرئيس عباس" وذلك في تناقض واضح لتصريحات الحركة المرحبة بوفد فتح للقطاع.

وردًا على سؤال يتعلق بالعوامل المؤاتية لإنهاء الأزمة بين الفصيلين الأكبر على الساحة الوطنية أكَّد مرتجى: "حماس وفتح على الشجرة تحتاجان إلى النزول وجميع العوامل مؤاتية".

واستبعد مرتجى في الوقت ذاته أن يتحمل أو أن يقبل أيُّ فصيل وطني وزر فصل قطاع غزة عن الوطن الفلسطيني.

زيارة الرئيس لواشنطن

وحول ملف زيارة الرئيس "محمود عباس" لواشنطن أكَّد مرتجى أنَّ القمة ستسبقها زيارة وفد فلسطيني رفيع المستوى في (الخامس والعشرين من الشهر الجاري) من أجل التحضير لزيارة الرئيس والالتقاء بنظيره الرئيس "ترامب" مطلع الشهر المقبل.

ووصف مرتجى الزيارة بالمفصلية، محذرًا في الوقت ذاته من تشويش إسرائيلي،متعمد في هذا الإطار في وقت يبدي فيه نتنياهو عدم ارتياحه مما ستؤول إليه.

طبخة إقيليمة..

في السياق، قال مرتجى إنَّ ما وصفه بـ"الطبخة الإقليمية" قد تكون غير مقبولة بصورتها الأولى، نوقشت بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس الأمريكي "ترامب" من جهة والعاهل الأردني "عبدالله الثاني" من جهة أخرى إلى جانب بحثها خلال العربية الأخيرة في البحر الميت، وتابع مرتجى : "أمامنا عام كامل عاصف بالأحداث السياسية، فالرئيس الأمريكي جاء ليحل، باعتباره "رئيس الصفقات".

 

الإنتخابات ..

وردًا على سؤال يتعلق بالانتخابات المحلية التي ستجرى بالضفة الغربية، أكَّد مرتجى أنَّها تأتي في إطار الحرص الفلسطيني على استمرارية الديمقراطية وأنَّ تجديد الهيئات المحلية جزء من اهتمامات الحكومة وأنَّ المستفيد الأول هو المواطن.

ووصف مرتجى الانتخابات التي تجري على قدم وساق في جامعة النجاح الوطنية لاختيار مجلس اتحاد الطلبة بالمحدد المهم وجزء من الاستراتيجية الوطنية لاجراء انتخابات شاملة.

وتابع:" الانتخابات في جامعة النجاح رسالة مهمة أكثر من كونها رسالة أطر طلابية ونقابية وهذا ما نلمسه من أحاديث حركتي حماس وفتح وحتى اليسار فيما ستحاول الاطراف كافّة الاستفادة مما ستؤول إليه نتائج هذه الانتخابات".