طارق أبو إسحاق - النجاح الإخباري - تشكل قضية إنجاب الذكور "حامل اسم العائلة" هاجساً يراود الكثير من السيدات، وخاصة اللواتي لم يحالفهن الحظ ولم تشأ لهن الأقدار بإنجاب أطفال ذكور، وتدفعهن الرغبة أو ما يسميه البعض "عقدة النقص " للبحث عن الطرق والوسائل التي قد تساعدهن في إنجاب الذكر.

 طرق لم تخضع لدراسات ولم يثبت علمياً نجاحها أو فشلها، عللن جدوى طرقهن بسيدة نجحت معها تلك التجربة بالمصادفة وحالفها الحظ بإنجاب ذكر، طرق قديمة وجداول ومواعيد خاصة للعلاقة الزوجية مع حميات غذائية وأحياناً خلطات وأعشاب، جربتها سيدات يائسات، بينهن من نالت مرادها وأخريات أصبن بالإحباط.

وبين "المقدر" والمكتوب، توجهت النجاح الإخباري للأهل التخصص والدين في هذا المجال وتجارب سيدات مع الطرق التقليدية وتلك الحديثة لتحديد جنس المولود في هذا التقرير.

استغلال رغبات المواطنين

وحذرت الدكتورة  سامية ابو صلاح  الاستشارية في النساء والولادة  في مستشفى مبارك ، من خطورة استخدام الأدوية وإبر التنشيط  لانتخاب جنس المولد التي انتشرت بين عدد من الأطباء ، التي قد تسبب للنساء تهيج في المبايض أو تشكل أكياس كبيرة حول المبيض تؤدي للانفجار والاستسقاء حول الرئتين أو تسبب فشل كلوي وضيق تنفس والدخول للعناية المركزة كما حصل مع بعض الحالات .

وتضيف أن هناك إقبالاً واسعاً من كل الشرائح والمستويات على تقنيات تحديد جنس المولود محلياً. والجدير ذكره أن الكثير منهم يعتقد بأن الطبيب المختص، وخصوصاً إذا كان ماهراً في عمله، قادر على أن يمنح الزوجين مولوداً ذكراً أو أنثى بشكل فوري. وهذا يجلب الكثير من الإحباط والمشاكل، لكون هذه المسألة المعقدة ورغم تقدم العلم هي بيد الله عز وجل.

 ولفتت د. ابو صلاح إلى أن كثيرا من النساء، ذكرن لها أنهن استخدمن بعض من الأدوية والمستحضرات والإبر الصينية، التي يدعي أصحابها أنها سبب في إنجاب المرأة مولوداً ذكراً مبينة أن هذه الطرق غير علمية ودقيقة. وأن عدد من الأطباء وظفوا العلم لتحقيق رغبات الناس للحصول علي مقابل مادي والشهرة .

وأكدت أن هذه الطرق استخدمها الغرب لانتخاب جنس المولود بغرض  تفادي من الأمراض الوراثية ،وعندنا تم استغلالها بشكل خاطي، وقد تكون سبباً في إضاعة الوقت والمال أمام أزواج اقتربوا من سن اليأس ،أو لأسباب أخرى تدعو للعجلة في اتخاذ قرارات ذات صلة بالوقت المؤثر في نجاح عمليات الإخصاب يراعى فيها ألا تكون الحالة مجرد ترف أو تفضيل جنس على آخر.

طرق انتخاب الجنين

وأوضحت د أبو صلاح أنه أصبح من الممكن علمياً اختيار جنس الجنين، وفق شروط مخبريه، مبينة أن هذا النوع من العمليات غير مؤكدة نتائجها .

 وقالت إن هناك عددا من الطرق في عمليات اختيار الجنين، تتمثل الطريقة الأولى في التلقيح الصناعي، وتقوم على فصل الحيوانات المنوية المذكرة قبل إتمام عملية الإخصاب التي تحمل الكروموسوم الذكري عن الحيوانات المنوية التي تحمل الكروموسوم الأنثوي في المختبر، ثم يحقن السائل المنوي الذي يعتقد بأنه يحمل الحيوانات المنوية المذكرة في رحم المرأة. وأضافت أن نسبة الحمل بهذه الطريقة قليلة عموماً، وفي حال حدوث الحمل فإن احتمالية أن يكون المولود ذكراً ليست كبيرة، معللة السبب في ذلك إلى أن فصل الحيوانات المؤنثة عن المذكرة بهذه الطريقة ليست دقيقة.

وتابعت قولها د. أبو صلاح أن الطريقة الأخرى لعملية اختيار جنس الجنين وهي الطريقة العلمية الوحيدة المضمون نتائجها عن طريق برنامج طفل الأنابيب (الحقن المجهري)، حيث يتم إعطاء المنشطات للمرأة ومراقبة التبويض، ثم سحب البويضات من الأم، وحقن هذه البويضات بالحيوانات المنوية الموجودة في السائل المنوي للزوج. وتضيف أنه عندما تتلقح هذه البويضات وتصبح أجنة، يتم فحص كروموسومات الأجنة المذكرة أو المؤنثة(في حال رغبة الزوجين في أي منهما)، ويتم ترجيع الأجنة المذكرة أو المؤنثة في رحم المرأة، مؤكدة أنه في حال حدوث الحمل، يكون المولود ذكراً بنسبة تصل إلى 90-95في المائة وهذه الطريقة  دينيا وفقيها غير مستوفية الدراسة  لأنه يحقن  أكثر من بويضة وينتج اكثر جنين ويأخذ الذكري فقط  ويزرع .

طرق تقليدية

وذكرت د.  أبو صلاح هناك طرق أخري  تساعد على ترجيح جنس المولود  منها الطرق الطبيعية المتداولة، والتي تعتمد أولاً على نوع الغذاء واتباع حمية غذائية قبل حدوث الحمل من خلال الإكثار من تناول أطعمة معينة وتجنب أخرى وتحتاج هذه العملية مدة طولية من شهرين الى ثلاثة أشهر ،فالأطعمة الغنية بالبوتاسيوم والصوديوم مثل اللحوم والموالح تساعد على زيادة احتمال انجاب ذكر، بينما الأطعمة الغنية بالكالسيوم والمغنزيوم مثل الأسماك والألبان تزيد احتمال إنجاب أنثى. ومن الطرق الطبيعية المتداولة، المغاطس المهبلية أو الغسول بمادة بيكربونات الصوديوم قبل العلاقة الزوجية، والتي تساعد على تحويل بيئة المهبل من حمضية إلى قلوية لزيادة احتمال إنجاب الذكور. ونوهت إلى أن كل هذه الطرق ليست موثّقة علمياً ولم تُجر بحوث عليها لإثبات نجاحها أو فشلها، وهي بشكل عام قد تزيد من احتمال إنجاب الجنس المرغوب فيه بنسبة تراوح بين 60-70  في المئة لا أكثر.

وصفات علمية

وأكد محمد سعيد 36 عام أب لخمسة بنات على أنه بعد انجاب زوجته لخمسة بنات، وعدم رغبته في الزواج بأخرى، قرر وشريكة حياته الذهاب إلى أحد الأطباء المتخصصين، واطلعوا على شرح مفصل لأمور في منتهى الدقة من الطبيب المعالج، الذي قدم لهم بعض النصائح التي يلزم تطبيقها قبل وبعد الجماع وبعض الحميات الغذائية ، وكذلك علي نوع من الإبر التي تضمن انتخاب جنس المولود ذكر ،ويشير سعيد انهم نفذوا ماطلب منه بكل دقة ، ولكن إرادة الله كانت فوق كل علم ورزقني بالبنت السادسة .

وصفات شعبية

السيدة سعاد 35 عام جربت في حملها الأخير أكثر من طريقة شعبية متداولة، رغبة منها في إنجاب أخ لبناتها الأربع، حيث قامت بالتخطيط للحمل مع محاولة اتباع بعض الطرق التقليدية في ما يخص موعد الجماع، إضافة الى تناولها عشبة (شرابة الراعي) قبل ثلاثة أشهر من حملها متّبعة الطريقة التي وصفها لها العطار، مع استخدام غسول (بيكربونات الصوديوم) قبل موعد الجماع. هذا عدا تجنبها بعض أنواع الأطعمة مثل الألبان وغيرها... كل تلك الترتيبات قامت بها معاً مستبعدة الطرق الطبية المكلفة مادياً، وبعد التوكل على الله كانت تنتظر بفارغ الصبر بداية شهرها الرابع لتستطيع معرفة جنس الجنين الذي تحمله. وبعد حماسة وتأهب أصيبت أم ريماس بإحباط شديد لمعرفتها أنها تحمل بابنتها الخامسة، وعدم جدوى كل الطرق التي اتبعتها.

رأي الشرع

واكد مفتي غزة الشيخ حسن اللحام لمراسل "النجاح"  لا حرج في تحديد جنس المولود إن روعيت في ذلك الضوابط الشرعية، وان لا ينافي الرضا بالقضاء، ولا ينافي قول الله تعالى: يَهَبُ لِمَنْ يَشَاء إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاء الذُّكُورَأَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَن يَشَاء عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ .

وبين إن كل ما يوجد من ذلك سواء كان بالطريقة المعتادة، أو بالطريقة المخبرية إنما هو بإرادة الله وقدره.

وتابع:"لا حرج على المسلم في أن يطلب شيئا من زينة الحياة الدنيا ما دام من سبيل مشروع، وإنما يتوجه ذم طلب الدنيا في بعض الآيات في حق من يطلبها بطريق غير مشروع أو يغله ذلك عن الآخرة."