أحمد الشنباري - النجاح الإخباري - جالس بلا عمل ، خريجٌ اصطف الى طوابير حملة الشهادات ، وشاب يفكر بالهجرة هارباً من واقع غزة المرير ووضعها في ظل سنواتها العجاف هو أكثر ما تسمعه بين جلسات الشباب الباحث عن عمله المفقود .

التجارة الالكترونية عبر المواقع الاعلانية جعلت من الشباب ريبورتات ثابتة على كرسي الحاسوب يقضي ثلثي يومه آملاً في زيادة مبلغ تجارته.

فانتشار ظاهرة اللجوء الى المواقع الاعلانية عبر الدفع المسبق من المال في شركات تضمن استثمارها ، او عبر مواقع لا تحمل مسؤولية الخسارة اصبحت جزءا من العاب الشباب الغزي.

الشاب سامر يقول " اقضي اكثر من عشرون ساعة على جهاز الحاسوب من اجل ان يزيد مبلغي الذي وضعته في المواقع الإعلانية

مضيفاً " تعبت كثيراً وأصبحت مغيب عن اصدقائي وأهلي لكن قلة فرص العمل هي من فرضت علي ذلك ".

اما الشاب فادي 33 عاماً المعيل لأسرته يقول " اصبحت هذه المواقع مصدراً مهماً لرزقي ، فمنذ ثلاث وإنا اعمل في التجارة الالكترونية ورغم التعب المتواصل الى انني مرتاح الى حد ما ".

ويردف الشاب " كثراً ما اوجه مشكلات اسرية بسبب ساعاتي الطويلة التي اقضيها على الانترنت لكن لا مفر فواقع العيش هو ما يجعلني افعل ذلك ".

وتعتبر تجارة الانترنت كغيرها من انواع التجارة فالربح كالخسارة وارد فيها لا سميا حين الاشتراك في مواقع غير رسمية ووهمية فالشاب عبدالله اصابه الاحباط نادماً على ما فعل

قائلا " نصحني احد الاصدقاء بأن اذخر مبلغا قليلا من المال لاستخدمه في تجارة الانترنت والمواقع وبعد فترة من العمل توقف الموقع ولم يعد يعمل او يتصفح عليه حد ذهب مالي وعلمت بأنه مزيف ".

ولم تسلم الفتاة ايضا من دخول المواقع فالطالبة الجامعية نور تعمل لساعات مساعدةً اخاها في وقت فراغها وتقول لمراسنا " علمني اخي كيفية الدخول والعمل عبر الموقع الذي يستثمر فيه لكني انا غير مقتنعة بمثل هكذا تجارة وعمل فلا متعة ولا لذة فيها على الاطلاق ".

الخبير في الشأن الاقتصادي أ. نهاد نشوان وفي لقاء مع مراسل النجاح الاخباري معقبا حول موضوع التجارة الالكترونية يقول " بدأت تنتشر بغزة ثقافة التجارة الالكترونية والتربح عن طريق الانترنت نتيجة لانتشار البطالة في صفوف الجميع والكثير من وجهات النظر تبين ان التجارة عبر المواقع ليس امنه ولن تحقق الثراء الفوري كما يراها البعض ظروف الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ عام 2006 والتهميش والانقسام والبطالة التي زادت عن 60% شكلت دافعاً رئيسياً للشباب التوجه نحو مواقع تقاسم الأرباح.

مضيفاً " تهافت الكثير وبمبالغ لا يستهان بها للاستثمار في مجال مواقع تقاسم الأرباح والفوركس والعملات الإلكترونية الموجودة عبر شبكات الانترنت والتي يلجأ إليها المستثمرون في القطاع أملاً في الحصول على أكبر نسب ممكنة من الأرباح.

وحول الخسائر المالية يقول نشوان " أقدر أن إجمالي الخسائر المالية الناتجة عن الاستثمار الإلكتروني في شتى المجالات تجاوز 30 إلى 40 مليون دولار وهو ما يتطلب تدخلاً حكومياً يتمثل في إيجاد دائرة متخصصة تعمل على تتبع الاستثمار الخارجي وتوجيهه بشكل يحقق نتائج إيجابية.

كل ذلك نتيجة هامش الربح العالي الذي تقدمه هذه المواقع ويعتبر كبيراً للغاية حيث تصل نسبته إلى 240% سنوياً بمعدل شهري 20%، ما يجعل نسبة المخاطرة عالية للغاية في الوقت الذي لا توجد نماذج حقيقية لمستثمرين غزيين تمكنوا من استرداد رأس المال والحصول على أرباح جيدة عبر الاستثمار الإلكتروني.

ويعتمد أكثر من 80% من سكان القطاع على المساعدات الإغاثة التي تقدمها المؤسسات الأممية العاملة في ألمدينة في الوقت الذي لا يتعدى متوسط دخل الفرد الواحد أكثر من دولارين يومياً بحسب إحصائيات اللجنة الشعبية لكسر الحصار.

وطالب الخبير نشوان اعادة النظر من الدوائر الرسمية مثل وزارة الاتصالات وكذلك وزارة الإقتصاد حماية وتوجيه المواطن من المخاطر العالية اتجاه التجارة الالكترونية