دعاء دمنهوري - النجاح الإخباري - أنتشرت ظاهرة "السلفي" بصورة غير طبيعية عبر صفحات التواصل الاجتماعي بين أوساط كبيرة من فئات المجتمع، حتى انها أصبحت مهنة لدى بعض الهواه، ووصل الامر إلى أخذ صور متهوره من أعلى مناطق في العالم بعد أن كانت نمطا تصويريا عاديا بالنسبة اليهم .

حيث يدفع الكثيرون من حياتهم ثمناً للتهور في التقاط صور سيلفي، لاعتقادهم أنها ستكون صوره مميزة ، مما يحول صورة السيلفي إلى أحد مسببات الوفاة في بعض الأحيان بسبب التهور في التقاط الصورة 

وأنتشر مصطلح السلفي انتشاراً واسعاً جداً عالمياً بعد صورة السيلفي الشهيرة التي إلتقطتها ألين دي جينيريس في حفل توزيع جوائز الأوسكار السادس والثمانين مع أشهر نجوم هوليوود .

وتعود تاريخ أول صورة سيلفي ملتقطة الى عام ١٨٣٩ م للمصور الأمريكي روبرت كورنيليوس الذي التقط صورة بكامرته لنفسه أما أول صورة سلفي جماعية حملت على الإنترنت فتعود لعام ٢٠٠١ م لمجموعة من الطلاب الأستراليين وانتشرتصوير السيلفي كظاهرة و هوس في عام ٢٠١٣،  ليزداد هذا الهوس خلال السنوات الاخيرة.

السيلفي علاج قبل ان يكون مرض:

قالت لانا إعمر أخصائية علم النفس أن التصوير السيلفي علاج قبل ان يكون مرضا، حيث أكدت لـ "النجاح الاخباري" التصوير السلفي يوجد له عدة جوانب أيجابية يبدأ بأبسطها الاحتفاظ بأجمل الاوقات واكثرها تميز للاشخاص، وذلك بالتقاط اجمل الصور العفوية والاحتفاظ بتلك المواقف في الذاكرة، وأضافت أيضا لها فوائد أخرى، مثل أستخدام التصوير السلفي مع بعض الاشخاص في العلاج النفسي خاصة ممن لديهم اضطراب تشوه الجسم وتشوه في ادراك شكل اجسادهم ومما يعكس سلباً على نفسيته، ولذالك نجعلة يلتقط بعض الصور العفوية والتركيز في وصف وشرح اللحظات الجميلة التي التقطها والتركيز على الصفات الجميلة به وبذلك تعمل على زيادة ثقته بنفسه وتحسين ادراكه لشكله بشكل موضوعي ايجابي واقعي

وتابعت لانا حديثها قائلة : "يستخدم أيضا التصوير مع المكتئبين من يدعون الفشل ويعيشون الحزن بديمومة وتضخيم كبير، ولا يكون لديه نظرة شمولية عقلانية تفاؤلية لنفسة وللاخرين، فنجعلهم يأخذون بعض الصور السيلفي لهم في الطبيعة، وفي مناسبات سعيدة مع الاشخاص الذين يحبونهم ومناقشتهم بها بكل عفوية بعيد عن التصنع والتكلف والابتذال الذي يقوم به الكثيرون فتوقعهم في مصيدة السيلفي الخطرة .

ومن الجانب الطبي أضافت الأخصائية لانا انه يدخل في تقييم الأمراض الجلديّة في التواصل مع اطباء جلد في أي مكان في العالم، حيث أظهرت أبحاث أنّ تقييم أطباء الجلد لبعض الأمراض لا يختلف أبداً، سواء قاموا بالفحص شخصيّاً أو من خلال سيلفي .

وأشارت لانا الى دور السلفي في تقيم الأمراض البصرية خلال حادثة شهيرة حصلت عبر المواقع التواصل الاجتماعي بأن طفلة تعاني من مرض وراثي خبيث في العين بعد أن وضعت أمّها صورة لها على الفيسبوك. وظهر ضوء في عيون الطفلة ، الذي ظنته الأم في البدء انعكاساً لفلاش الكاميرا، كان الإشارة التي دفعتها إلى فحص عيون طفلتها .

ولفتت لانا أن قياس معدل الكوليسترول في الدم من خلال تعليق جهاز يحمل اسم "سمارت كارد" على كاميرا السيلفي يتيح لمستخدم الهاتف الذكي التحقق من نسبة الكوليسترول في الدم خلال دقائق فقط . ويستفاد من السلفي في بطاقة سفر مع صورة تقوم شركة تيكيتلي Ticketly بوضع صورة سيلفي على كل بطاقة سفر يتمّ شراؤها لتكون بمثابة بطاقة تعريف .

إدمان السيلفي:-

قالت الاخصائية لانا أعمر بالرغم من أيجابيات التصوير السلفي الا أن له اثار سلبية بسبب سوء الاستخدام العديد من الاشخاص لهذه التقنية الجميلة جعلت منها شيئاً سلبي يدق ناقوص الخطر ، معتبرة أن تمسك الناس بتصوير صور سيلفي ادى الى وجود اثار جانبية على المستوى النفسي و الاجتماعي والصحي ، خاصة ان تلك الصور العادية والسيلفي يتم نشرها على على مواقع الشبكات الاجتماعية., مضيفه بالرغم من ذلك أنهم ينتظرون تعليقات من الأصدقاء وغيرهم من الأشخاص المهمين لهم.

وهذا قد يؤدي إلى سلسلة من ردود الفعل التي تؤدي إلى اضطراب إدمان التي يمكن أن نسميه بسهولة اضطراب إدمان تصوير السيلفي.

وأشارت لانا اثناء حديثها: يوجد عدة دراسات نفسية تم التوصل لطرح اقتراح اعتبار التصوير أكثر من 3-5 صور شخصية سيلفي في اليوم كمرض حتى لو لم تنشر على مواقع الشبكات الاجتماعية , وفي حالة انتشار الصور على مواقع التواصل الاجتماعي يتم تشخيص ذلك بمرض نفسي في حيث تم نشر 3 صور في اليوم أو أقل.

وأضافت يستند ذلك على أساس مقدار الوقت، حيث أن من5لــ30 دقيقة بين تنزيل كل صورة شخصية أو أكثر من 30 دقيقة يوميا يمكن أن تعتبر مرض ، ويمكن اعتبار الدخول لمواقع التواصل الاجتماعي خصيصاً للصورة اكثر من 3مرات بأسم مرض نفسي خاصة أن استمر لعدة ايام يراقب التعليقات بتوتر وترقب شديد وتأثر عالٍ بالتعليقات.

وعن حالة ادمان صور السيلفي قالت الاخصائية لانا في حالة الادمان يرافقه عدة اضطرابات نفسية او حتى امراض نفسية وهي مسألة ليس بالأمر هين ولكن هي معقدة جداً وتحتاج لتشخيص دقيق قبل اصدار أي حكم على الاشخاص .

وختمت لانا حديثها لـ النجاح الاخباري ان لكل تقنية ايجابيات كبيرة لا نغفل عنها ولا ننكرها ولكن النفس البشرية تميل احياناً لاساءة استخدامها مما يعطي نتائج سلبية وخيمة على النفس والجسد والمجتمع ككل ، خاصة ببعض الجهات التي تستخدمه لتسجيل معلومات مصورة بفتح الكاميرا بصورة تلقائية دون علم صاحبها فتدخل عالمه الخاص وتكسر سرية وخصوصية الاشخاص وتنقل عنه معلومات صورية خفية ، او السعي لنشر نرجسيته ومثاليته لدرجات لا يستطيع السيطرة عليها.

وأشارت يجب أن يركز المجتمع العلمي البحثي على هذا  الموضوع والخوض به بعمق اكبر قبل ان يكون على رأس الامراض النفسية والجسدية ويشكل عبء على العالم بأكمله .