تحرير المالكي - النجاح الإخباري - الحاجة أم سمير البالغة من العمر (85 )عامًا و التي  تعلمت الرسمَ وأبحرت به  ليس شهرةً ولا إبداعاً إنما بصمةُ حياة بعد أن خطت الحياةُ في وجهها لوحة الزمن بخطوطهِ المعروفة.

تعلمت الرسم على أعتاب عقدها التاسع

إلى الجنوب من مدينة جنين تقع قرية عرابة المعروفة بطبيعتها الجميلة، موطن الفنانة الثمانينية "سميحة لحلوح" المعروفة في القرية بفنها الجميل قياسًا بعمرها.

في بيتها تنثر "اللحلوح" أوراق الرسم بعفوية وتمسك قلم رصاص لترسم كل ما تقع عليه عينها، تقول الحاجة أم سمير لــ "النجاح الإخباري"، بدأت فكرة الرسم لدي قبل خمس سنوات حين بدأت أشعر بوقت فراغ كبير يملأ حياتي وقد كبرت على مهنتي التي أعتاش منها وهي الخياطة، وأضافت " كانت إحدى حفيداتي تحمل ورقًا وقلمًا وجلست بقربي فأخذت القلم والأوراق وبدأت أرسم الزهور والشجر المجاورة لبيتي حتى شاهدت بنتي رسوماتي التي نالت إعجابها وإنبهر بها الكثير من أبناء العائلة، ومن هنا بدأت أتعلم وأسعى إلى تطوير هذه المهارة".

الفن جزء مهم من حياتها

تضيف الفنانة لحلوح منذ ذلك الوقت أخذت أبتاع  الألوان والأوراق الخاصة بالرسم وأقدم الرسومات لكل من يرغب حتى أصبح الناس يأتون إلى البيت ليروا رسوماتي، حتى صار الرسم جزءًا مهمًا في حياتي.

ترسم "أم سمير" بعفوية وبساطة ،فكان بيتها مرسمها الوحيد وبيئتها التي استمدت منها أفكار رسومها، وأضحت تنقل الأشياء بسرعة كبيرة  حتى تعلمت رسم الأشخاص.

 الحاجة "لحلوح"  دائمة الابتسامة تضحك كلما تقص على أحد منامها الذي زارها فيه الرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات طالبًا منها رسمه، تقول " حلمت بالراحل ياسر عرفات وطلب مني أن أرسمه، فحققت له رغبته ووعدني بأخذي إلى فرنسا وإيطاليا، وكانوا أبنائي يخبروني  أن هذه بلاد الفن".

فنها في معارض الجامعات والمدارس

رغم أحلامها البسيطة المتمثلة بإنشاء معرض لرسوماتها يجوب أنحاء الوطن برمته إلا أن الأمل لا ينقطع من هذه الأحلام.

كفاية اللحلوح ابنة الفنانة سميحة ومساندتها الأولى، قالت: "إن المدارس في قرية عرابة ومدينة جنين تستضيف رسوم والدتي في معارضها السنوية، وكثير من طلبة المدارس يزورونها من أجل رسم متطلبات لموادهم المدرسية"، وتضيف "أصبحت والدتي معروفة أيضا في الجامعات ورسومها منتشرة في بعض المعارض التي تقيمها جامعات الضفة، رغم الإمكانيات البسيطة وعدم توفر دعم أو مساندة من مؤسسات أو غيرها إلا أن والدتي تهدف إلى رسم الابتسامة على وجوه الناس والأطفال وهذا هدفها الأساس دائماً".

هل هي استثناء ؟

الرسامة الفلسطينية آية جحا تقول: إن الحاجة أم سمير تختزل مَلكة دفينة في داخلها ورغم بساطة رسومها إلا أنّ جماليتها تكمن في الموهبة المتأخرة التي تمتلكها، والرسم موهبة تحتاج إلى صقل وتدريب ومعرفة كبيرة  خاصة في توزيع الظلال، ورغم ذلك فإن الحاجة اللحلوح لديها حس فني جميل في هذا العمر.