منال الزعبي - النجاح الإخباري - نشهد هذه الأيام إقبالًا متزايدًا على قراءة الكتب والروايات لا سيما فئة الشباب، وهي ظاهرة مبشرة بالخير إذ تدل على السعي الحثيث نحو الثقافة وإثراء الفكر، لكنها مع بشائرها تشكل خطراً، لما للحروب الفكرية من تأثير على فكر القارئ ومعتقداته، وهنا تبرز قضية أيهما أذكى الكاتب أم القارئ؟

تقع هذه العلاقة ضمن الأمور الجدلية ، كالبيضة والدجاجة، النقطة الأهم في هذه المسألة هي الهدف من الكتابة فلا جدوى من كتابة تفتقر الى المحتوى وتخلو من رسالة تصل الى القراء وتؤدي مفادها.

على الكاتب أن يكون ذكياً في طرحه، وأن يطرق نقاطاً حساسة يحتاجها القارئ ويقصد اليها في بحثه عن المعرفة، وأن تضيف له المادة المقروءة شيئاً جديداً، فلا يشعر بالملل ولا يعود بعدها بخفي حنين.

وجاء رد البروفيسور في جامعة النجاح الوطنية الدكتور يحيى جبر:" قد يكون هذا او ذاك ولا سبيل لمعرفة من هو اذكى، لا وجه للمقارنة بينهما"

بينما علّق المحاضر الجامعي لدى جامعة القدس المفتوحة الدكتور عمر عتيق:" القارئ إن كان منهجيا فالأسلوبيون سموه بـ القارئ العمدة ( يعني مثل عمدة الصعيد في مصر) والتفكيكيون سموا القارئ الوارث الشرعي للنص".

أما المحاضر في كلية العلوم التربوية الدكتور مصطفى سميح الأعرج فرد قائلاً:" الأصل أن يكون الكاتب ذكياً يتلمس حاجة الناس وينتقي الأسلوب واللفظ والصورة التي تساعده على إيصال أفكاره إلى القارئ، فيصل بما يريد إلى أين يريد،

كما أن بعض القراء يكونون اذكى من الكاتب فيتبينون مواضع سقطاته ويكتشفون مقصده وهدفه وما يحاول تمريره عليهم، فيفهمون ما يريد و أبعد مما يريد، ومن هنا أرى أن العلاقة جدلية بين ذكاء القارئ والكاتب "

وعند طرح السؤال على مجموعة من المثقفين والقراء الجيدين جاءت إجابات تدعم القارئ تقول:" القارئ برأيي أذكى، فالكتابة ملكة تعني الذكاء اللغوي وهو أحد أنواع الذكاء المتفرعة، بينما القارئ يتذوق ويحلل ويمحص، في حين تأتي بعض الكتابات غير واضحة وتحتاج فلسفة معينة لفك شيفرات عقلية الكاتب، ولا يخفى وجود كتّاب تصدروا القمة بدافع الذكاء الا أن القضية تبقى نسبية وعلى القارئ أن يحسن الإختيار"

ورأى آخرون أن الكتاب هو الحكم وغالباً يكون الكاتب أذكى إذا استطاع أن يجعل القارئ متمسكاً بما كتب.

يبقى الطرفان متكاملان برأيي، فالكاتب والقارئ كالفلاح والأرض" فبذور طيبة وأرض خصبة تثمر بلا شك حصاداً وفيراً، ولا خير في بذور جيّدة في الأرض البور".