ساري جرادات - النجاح الإخباري - الخليل: أخذ العديد من الشباب على عاتقهم خلق فرص عمل وتشغيل ذاتية لهم، عبر خلع ثوب الوقوف في طوابير البطالة أو انتظار فرصة العمل، وباتت تلك المشاريع تدر دخلاً جيداً لأصحابها، وعادت بالفائدة على مجتمعاتهم وأسرهم، وطور العديد منهم مهاراته من خلال التدريبات أو استخدام الانترنت في البحث والتعلم.

لم يتوان سبعة شباب من دورا جنوبي مدينة الخليل في تكبد عناء البحث المرير عن فرص عمل تقيهم برد الشتاء وحر الصيف، فراودتهم فكرة فتح محل صغير لتصنيع وتشكيل مجسمات وأشكال من الشمع، وتغلبوا على الصعوبات التي واجهتهم في بداية مشوارهم، ومن ثم تمرسوا جيداً بفن التكوين والتصنيع بعد أن اكتوت أيديهم بالحروق.

وخلال أشهر قليلة بدأت بصمات الشباب في التأطير والتكوين تأخذ مداها، ونجحوا في استخدام موقع التواصل الاجتماعي للتسويق لفكرتهم ومنتجاتهم، رغم أن العديد من فئات المجتمع تعتقد أن كل بداية صعبة للشروع بشق مشروع خاص و دخول سوق العمل وخلق المشاريع التشغيلية الذاتية.

وقال مسؤول مشروع الشمع شادي دراويش ل "النجاح الإخباري": النجاح يتمثل في الإرادة والإصرار والعزيمة على تحقيق الهدف المنشود في رؤية مشروعنا يكبر ويتمدد ويتوسع، وأن يصبح لدينا طلبيات وزبائن، رغم الظروف المعيشية الصعبة التي عانى منها الفريق في البداية، لكن الحمد لله تمكنا من جعل مهنتنا محط اهتمام.

وأضاف دراويش لمراسلنا "نتوقع أن يكون مستقبل مشروعنا أفضل خلال السنوات القادمة، بسبب زيادة الإقبال على شراء منتجاتنا، بعد إدخالنا العديد من الإضافات عليها، لتلفت عناية المواطنين وتلبي احتياجاتهم، ونصمم صوراً شخصية وعامة ورموز وطنية والقرى والمدن الفلسطينية المهجرة، وتواريخ أعياد الميلاد وأسماء الأطفال وغيرها.

وأطلق أفراد مشروع الشمع "فور ستارز" على أعمالهم الفنية، وشاركوا في معارض من تنظيم وزارة الزراعة والمجالس المحلية في محافظة الخليل بالإضافة لتنظيم معارض لهم في جامعات محافظة الخليل، الأمر الذي منحهم صبغة إضافية في تسويق ونشر منتجاتهم بين صفوف الطلبة، وإعطاء الشباب دفعة للمبادرة والابتكار.

وأشار درويش إلى ارتفاع أسعار المواد الخام وعدم توفرها بشكل دائم، والتكلفة الباهظة لصناعة قوالب جديدة، والشروط المفروضة والرسوم الجمركية على استيراد المواد من الخارج مما يزيد من تكلفة إنتاجها وبيعها، حيث تتراوح سعر القطعة الواحدة من 4 إلى 200 شيكل، ودلك حسب نوعها وحجمها.

وقالت منال المسالمة ل "النجاح الإخباري": يتم تذويب المواد الخام على غاز خاص وبدرجة حرارة معينة، ومن ثم يضاف المثبت على الشموع والعطور والأصباغ، وبعد ذلك يصب في القوالب ويترك من ساعة إلى ثماني ساعات حسب نوع القالب، والمرحلة الأخيرة هي التشطيب والطباعة والتغليف.

 

ولفت القائمون على المشروع إلى غياب الدعم الحكومي والمؤسسات الخاصة بقطاع الشباب، على الرغم من أن المشروع يحتاج إلى إمكانيات إضافية لمواكبة حركة السوق المحلي، ويطمح شباب "فور ستارز" للوصول للأسواق الأجنبية والتصدير إلى دول العالم.