رام الله - النجاح الإخباري - أُعلن مساء اليوم الجمعة عن انطلاق فعاليات مهرجان فلسطين الوطني للمسرح في نسختها الثانية، والذي تنظمه وزارة الثقافة بالتعاون مع الهيئة العربية للمسرح في الشارقة، على مسرح قصر رام الله الثقافي في مدينة رام الله.

وأعلن وزير الثقافة عاطف أبو سيف أن "الثقافة الوطنية الفلسطينية تنجز بفعل الإرادة الصلبة لمجموعة المثقفين الذين يتحدّون كل المعيقات التي تواجههم، ويزرعون في حقول الأجيال إبداعاتهم، ولعلّ هذا اليوم هو نتاج هذا الفعل الكبير".

وأوضح أن "احتضان فلسطين للتظاهرة الثانية لمهرجان المسرح الوطني بمكوناته الوطنية والقومية، وبمشاركة تتخطى حدود الوطن المحاضر بالنكسة والنكبة، لهو التأكيد على أن فلسطين القضية حاضرة في عهدة ووعي المثقف الوطني الفلسطيني، الذي كرس فنه وثقافته في خدمة قضيتنا الوطنية في سبيل العودة والحرية والاستقلال، من خلال رسالته المسرحية الإبداعية".

وتابع، "لم يحدث أن تجد مدينة لها تاريخها وعراقتها دون أن يكون من معلمها آثار مسرح قديم يحمل في مساماته آثار أصوات من وقفوا ليجسدوا فعل الحياة الفنية التاريخية العريقة والأصيلة، ومن هنا كان لزامًا على وزارة الثقافة أن تعطي مساحة كافية وإضافية لمعنى وجود المسرح الفلسطيني، الذي يعتبر خندقًا ثقافيًا وفنيًا وإبداعيًا، يهدف برسالته الوطنية إلى ترسيخ الوعي بين جماهير شعبنا وتأكيد هويته من خلال الرسالة الوعي بين الجماهير شعبنا، وتأكيد هويته من خلال الرسالة الفنية الإبداعية السامية التي تتلخص في مواجهة ومنازلة الاحتلال، من خلال تكريس رسالة المسرح الوطني الفلسطيني في مهمته الكفاحية والنضالية".

وقال: "في فلسطين ازدهرت المسارح قبل الغزاة، وكانت قاعات السينما والمسرح تعج بالآلاف قبل سنين طوال من وصولهم المشؤوم، فكانت مسارح القدس ويافا وحيفا منارة من يريد أن يجد مزيدًا من الشهرة من أقطار العالم العربي المحيط. كانت فلسطين ولم تزل قبلة الحياة ومحط الأنظار".

وفي كلمة للأمين العام للهيئة العربية للمسرح إسماعيل عبد الله قال: "حماة المسرح وجنده عشاقه ومريديه، نعود والعود أحمد لنرسخ فعلًا مسرحيا أفقه التجديد والتجدد ونرسم لوحات تعبر عن قيم الحق والحرية والجمال، ونحتفل بدورة جديدة من مهرجان فلسطين الوطني للمسرح، من الشارقة إلى رام الله والقدس وغزة وكل فلسطين نعلن لكم مشاطرتنا وتقاسمنا معكم لحظات الفرح والبهجة التي تعم قصر رام الله الثقافي في هذه الأثناء، حيث اجتمعت حول الخلق والإبداعي، وتوحدت جهودهم لتحقيق النجاح وتكسير كل الحواجز التي تعيق تطوره وتقدمه، اليوم تعيش رام الله دورتها الثانية لمخرجان فلسطين كما عاشت وسوف تعيش دولًا ومدنًا عربية أخرى مهرجاناتها المسرحية الوطنية، وهكذا تكون فلسطين واسطة العقد التي تزين مهرجانات المسرح بمبادرة من الشيخ سلطان القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الرئيس الأعلى للهيئة العربية للمسرح".

بدوره، قال رئيس اللجنة العليا لمهرجان فلسطين الوطني للمسرح رائد فارس، "نشعل هذا الضوء في الدورة الثانية لمهرجان فلسطين الوطني للمسرح ونحن نتطلع إلى الغد، نتطلع إلى هذه الإنتاجات الفنية والمشاركات التي عمرت وأثثت المسارح في فلسطين بالفن وبالقضايا السياسية والاجتماعية التي يطرحها وتشغل الناس".

وتابع أن أهمية هذا المهرجان تأتي "بسبب حجم المشاركات وعمقها والشراكات التي تعقدها الوزارة مع الفرق والأفراد المشتغلين في هذا الحقل الثقافي الهام، وبسبب التوقيت الذي ينعقد فيه بعد مهرجان أيام فلسطين السينمائية ومهرجانات الفنون والتراث التي أغنت المشهد الثقافي والفني في فلسطين رغم قساوة اللحظة وأضافت عليه الكثير من الحيوية".

وأضاف أن المهرجان يتميز بعروض الفرق الممثلة لكل فلسطين التاريخية على امتداد الخارطة الثقافية، والتي "تشكل عشر فرق مسرحية فسيفساء فلسطين مسرحًا يكرس الفعل الجمالي الفني حقيقية وتضع بذلك فلسطين بصمتها بكل ما لها من حمولة في الوعي والثقافة كونها أهم الحواضر العربية التي تجعل من فلسطين اسمًا بصيغة الفعل ومفردًا بصيغة الجمع".

وكرم المهرجان ثلاثة مسرحيين فلسطينيين كان لهم الأثر البالغ في تطور الحركة المسرحية الفلسطينية، وهم المخرج خليل طافش، والممثلة سامية قزموز بكري، والمخرج خالد الطريفي.

وأدى الفنان الفلسطيني سعيد سلامة عرضين إيمائيين، واختتمت الحفل فرقة أصايل للفنون الشعبية بعرض للدبكة الشعبية.

ويشارك في المهرجان فنانون وفرق مسرحية فلسطينية من كافة أنحاء فلسطين، وسيتم خلاله عرض عشر مسرحيات لفرق فنية من القدس والجليل وصفد والناصرة وغزة وجنين وطمرة والرملة ورام الله والخليل، وسينظم مجموعة من الورش الفنية واللقاءات التي يشارك في التدريب فيها فنانون ومدربون من الخارج، تستهدف الفنانين والمبدعين الشباب. وتستمر فعالياته حتى 31 من الشهر الجاري، بتقديم عرضين يومياً، وستكون العروض مجانية، وستقام في قصر رام الله الثقافي وفي مسرح المدينة البلد.