رام الله - النجاح الإخباري - اختتمت اليوم الجمعة، فعاليات ملتقى فلسطين الثاني للرواية العربية، بعقد ندوة ختامية، وتكريم المشاركين وتلاوة البيان الختامي للملتقى، في مدينة رام الله.

وعبر المشاركون في الملتقى في البيان الختامي الذي تلاه الروائي السوداني طارق الطيب، عن دعمهم الكامل للقضية الفلسطينية والموقف الموحد لشعبنا الرافض للسياسات الأمريكية والإسرائيلية العنصرية، وتأكيدهم على عروبة القدس العاصمة الأبدية لدولة فلسطين، والجولان أراض عربية سورية محتلة، وتقديرهم لقوة الحياة في روح شعبنا الفلسطيني وقواه الحية.

وناشدوا الكتاب والإعلاميين العرب لرفع أصواتهم للتصدي للمؤامرات التي تحاك ضد شعبنا.

وأكد الروائيون أن الثقافة الفلسطينية هي جزء لا يتجزأ من الثقافة العربية، وأنها تستمد خصوصيتها وإبداعاتها من خصوصية القضية الفلسطينية وتراثها الفكري والثقافي وخصوصية تراثها الحضاري والإنساني، وخصوصية مقدساتها الإسلامية والمسيحية.

وأدانوا الحصار الثقافي الذي تفرضه دولة الاحتلال على الثقافة الفلسطينية بمحاولات عزلها عن محيطها العربي والإنساني، والمس بالهوية الفلسطينية، وإحداث فجوة المعرفة بمنع تصاريح وصول المثقفين والمبدعين العرب إلى فلسطين، ومنع دخول الكتب والمراجع التي تصدر في البلدان العربية.

وعبروا عن تقديرهم للثقافة الفلسطينية التي تنمو وتتألق في جو الصمود والتحدي، وإعجابهم بالرواية الفلسطينية التي تتصدر مكانة مميزة في المشهد الثقافي العربي.

وحيا المشاركون قرار الحكومة باعتبار يوم استشهاد الروائي الكبير غسان كنفاني يوماً وطنيا للرواية في فلسطين.

وأكدوا دعمهم لجهود وزارة الثقافة والمؤسسات الأهلية ودور النشر الفلسطينية في مواصلة نشر وتعميم أدب الأطفال والفتيان، وتخصيص بند ثابت في الملتقيات المقبلة لمتابعة هذه الجهود ودعمها، وأهمية ترجمة الأدب العربي بشكل عام والأدب الفلسطيني بشكل خاص لنقل الرواية الفلسطينية إلى عمق الرأي العام العالمي، وضرورة تمسك الرواية بجمالياتها وفنياتها بالقدر الذي تسعى فيه إلى تقديم سياقها المحلي وشرطها الإنساني.

ووجهوا رسالة تقدير لأسرى الحرية في سجون الاحتلال، وللأدباء منهم الذين يبدعون في الكتابة وينشرون رواياتهم صرخة حرية من زنازينهم، ودعوا دور النشر العربية إلى نشرها، والجهات التي تعنى بالترجمة إلى نقلها لكل اللغات الحية.

واعتبر الكتاب العرب أن ملتقى فلسطين للرواية العربية واحد من أهم الملتقيات العربية باعتباره ملتقى يعنى بفلسطين ومحيطها العربي، وأن فلسطين وثقافتها المقاومة شأن يتصدر اهتمام المثقف العربي على امتداد الوطن العربي.

وكرم وزير الثقافة عاطف أبو سيف، والروائي يحيى يخلف المشاركين بتسليمهم شهادات تقدير ودروع.

وقال أبو سيف: "أشكر أهل المكان العرب الذين تحملوا صعاب الحضور، وتحملوا المعاناة معنا، ونتمنى أن تكون هذه التجربة قد أفادتكم في معرفة جزء مما يحدث في فلسطين على أرض الواقع، وسيكون تاريخ استشهاد غسان كنفاني يوما سنويا للرواية الفلسطينية، ولن تقتصر النشاطات في السنوات المقبلة على الملتقى الروائي، بل ستكون هناك فعاليات مختلفة".

وكانت الندوة الختامية عقدت صباح اليوم تحت عنوان: "هل باتت الرواية العربية ديوان العرب"، وأدارها الروائي أحمد رفيق عوض، وشارك فيها الروائي خليل النعيمي من سوريا، وطارق الطيب من السودان، وحسين ياسين من فلسطين، ومروان علي من سوريا. وكان من المفروض أن يشارك فيها الروائي السوداني أمير تاج السر، والروائية المصرية إيمان يحيى، والروائي الكويتي طالب الرفاعي، والروائي الفلسطيني غريب عسقلاني، لكن سلطات الاحتلال لم تصدر تصاريح الدخول اللازمة لهم.

وقال عوض، "على مدى 100 عام كان السرد هو ديوان العرب، ما بين المدارس المختلفة والأنظمة والهزائم والعلمنة، فهل استطاعت الرواية العربية الرد على الاستعمار بكل أشكاله؟ وهل وقع السارد العربي في غواية الأداء أم في غواية المضمون؟ الرواية جسد فاتن مغوي وجميل، وفيها إغراء لإعادة التشكيل".

وفي مداخلته قال النعيمي إن "الحديث عن الرواية في العالم العربي خطير جدا لحساسية الموضوع، وهذه الخصوصية للرواية العربية جعلت منها موضوعا للتحريض، ولأنها فن مقتبس بدأت تتلمس طريقها عبر معالجتها الكثير من القضايا البعيدة عن القضية الشخصية، وتخلصت من حمولة السياسي والأخلاقي والاجتماعي، وأصبح يعبر عن كل ذلك من خلال النظرة الشخصية، من خلال طريقة السرد وموضوع الرواية، واللغة، بمعناها المعرفي، وهي عندي العامل الأهم في الرواية".

وقال الشاعر مروان علي إن "الإقبال على الرواية بسبب الفضاء الذي تبيحه مقارنة بضيق مساحة القصيدة، ورغم ذلك فالشعر العربي حافظ على حضوره حتى الآن، لكن دور النشر تفضل نشر الروايات على نشر الشعر، وهذا أدى إلى انتشار الرواية بشكل أوسع".

أما الروائي حسين ياسين فقال، "تم تفتيت الجماعة الفلسطينية بعد النكبة، فأصبح للفلسطيني علاقة خاصة بالزمن، واستيعاب خاص للعابر، وارتباطنا بالوطن جعلنا نفرق بين الوطن كحق موروث والوطن كاستحقاق، وشكل الدفاع الفلسطيني عن الهوية والوجود زعزعة لمرتكزات العدو الأيديولوجية والسياسية، وحين تكون الهوية فلسطينية، تكون الرواية فلسطينية بالضرورة".

واختتم المداخلات الروائي طارق الطيب الذي قال: "لو افترضنا أن الرواية استطاعت إزاحة الشعر جانبا في العقدين الأخيرين، فلعل هذا له أسباب منها انتشار الشعر النثري، والشعر العامي على حساب الفصيح، وبالتالي يقل توزيع الشعر مقابل الرواية".

وتابع: "نجد أن الصراع بين العامية والفصحى في الرواية نادر جدا، واقتناء الرواية أكثر بكثير من اقتناء دواوين الشعر، ولا يمكن إغفال جوائز الرواية ودورها في انتشارها".