منال الزعبي - النجاح الإخباري - تميّز اليابانيون عن بقيّة الشعوب ذكاءً وصحةً وأدبًا جمًا، يطبقون الاحترام وكأنَّه دستور مقدَّس اتخذوه منهجًا وطريقًا، حتى بتنا نقول "كوكب اليابان"، فكيف وصلوا إلى تلك الصورة المشرقة في العالم؟ وماذا نقشوا في عقول صغارهم حتى لانت لهم صخور العلم والحياة؟ كيف تمتعوا بصحة قويّة ورياضات بدنية؟

معلومة

اليابان بلد في شرق آسيا وتعني مصدر الشمس أو مَشرق الشمس، ، تقع بين المحيط الهادي وبحر اليابان.

تبلغ مساحتها (378000) كم، وتعادل سدس مساحة المملكة العربية السعودية، وثلث مساحة مصر، أهم ملامح اليابان هو أسلوبها التعليمي الذي يصنع الإنسان الياباني المتميز.

يدخل الأطفال اليابانيون الصف الأول الابتدائي في شهر أبريل - بعد بلوغهم السادسة من العمر - ويتراوح عدد الطلاب من 30 إلى 40 في فصل المدارس الابتدائية النموذجي.

الدراسة تبدأ في الربيع

 

بخلاف أغلب بلدان العالم التي تبدأ فيها الدراسة في سبتمبر، يبدأ الفصل الدراسي في اليابان في الأول من أبريل من كل عام، موعد تفتح زهور الكرز، والهدف أن يقبل الطلاب على المدارس في طقس رائع يشرح صدورهم للدراسة، وينقسم العام الدراسي في اليابان إلى 3 فصول ويحصل الطلاب على علطة صيفية لمدة 6 أسابيع، وعطلة شتوية لمدة أسبوعين.

 

النظافة مهمة الطلاب

 

توكل مهمة تنظيف الفصول الدراسية والمراحيض والمطاعم المدرسية إلى الطلبة أنفسهم، والهدف من ذلك إشعارهم بأهمية التعاون والعمل ضمن فريق، واحترام العمل، علاوة على تعليمهم قيمة النظافة.

الغذاء الصحي

 

تقدم المدارس اليابانية بكل المراحل قائمة طعام موحدة تعتمد على وجبات غذائية متوازنة وصحية تم تطويرها من قبل خبراء متخصصين في مجال التغذية، ويتناول الطلاب وجباتهم في الفصل الدراسي بمشاركة المعلم لتعزيز بناء علاقات إيجابية بين الطلاب والمعلمين.

 

لا رسوب

 

يصرف الطالب الياباني 8 ساعات في الدراسة النظامية خلال اليوم، لكن الطلاب الذين يريدون الالتحاق بالمدارس الثانوية يحضرون ورش عمل إضافية بعد انتهاء الدوام اليومي لتحقيق مزيد من الاستذكار، ولذلك يندر أن تجد طالبا راسبا في المدارس اليابانية.

الاهتمام بالخط والشعر

 

تهتم المدارس اليابانية بنقل التراث الثقافي إلى الأجيال الجديدة، وتعد الكتابة اليابانية (الشودو) من أبرز سمات الثقافة هناك، لذا تقام الفصول لتعليم الأطفال رسم الحروف اليابانية باستخدام عصا من الخيزران تغمس في حبر خاص ويكتب به على ورق الأرز، كما يتم تعليم الأطفال شعر (الهايكو) الياباني العريق.

 

الالتزام بالزي المدرسي الموحد

 

تطالب المدارس اليابانية طلابها بالالتزام بزي تقليدي موحد ويغلب الطابع العسكري على زي الذكور، وثياب البحارة للإناث، والفكرة من توحيد الزي إزالة الحواجز الاجتماعية وتعزيز الشعور بالمجتمع.

 

 

معدل حضور مذهل

يحرص الطلاب في اليابان على الذهاب إلى المدرسة كل يوم طوال أيام الدراسة دون غياب ولو ليوم واحد، كما يلتزموا بالموعد المحدد بدقة شديدة، وقد أفاد 91% من الطلاب أنهم لم يتجاهلوا شرح المعلم في الصف أبدا.

 

 

اختبار واحد يحدد المستقبل

في المرحلة الثانوية يمر الطالب الياباني باختبار مهم لتحديد الكلية التي سيكمل تعليمه بها، وهو دقيق وصارم للغاية إلى درجة أنهم يسمونه هناك “اختبار الجحيم”، فهو يحدد أهلية كل طالب في الدراسة بكليات معينة، ويواصل نحو 76% من إجمالي الطلاب دراستهم الجامعية بعد اجتياز ذلك الاختبار.

الأسباب التي جعلت النظام التعليمي في اليابان متميزاً ومتفوقاً على غيره من النظم:
1. النظام الصارم والمطبق على كافة مناحي العملية التعليمية.
2- الاهتمام بالأمور التي تعلم الطلبة الدقة مثل "فن طي الأوراق – الأوريغامي" مما يساهم في بناء جيل يحافظ على وقته ودقيق في مواعيده ولديه القدرة على العمل الجماعي.

3- وضع كل طالب في المكانة التي تتناسب مع قدراته وتطلعاته مع المتابعة الحثيثة من قبل المعلم المسؤول والاستمرار على هذا التواصل الوطيد من الصف الأول إلى الصف التاسع (التعليم الإلزامي)، وتستمر مسؤولية المعلم المسؤول حتى المرحلة الثانوية وحتى مرحلة الجامعة مع اختلاف قليل في المهام والمسؤوليات. 

4- بناء الثقة بالنفس والثقة بالقدرات الذاتية مما يعمل على بناء الرضا والسلام النفسي.
5- المواد التعليمية المناسبة والمحفزة والمبنية على أساس من التدرج الذي يتناسب وقدرات الطلبة في المراحل التعليمية المختلفة.

يكرّس اليابان الكثير من الأخلاقيات التي دعا لها الإسلام وعزّزها، فالصدق والاحترام والاجتهاد وحب العلم والنظام وقيمة الوقت والنظافة حيث أمور في صميم عقيدتنا ما يدعو إلى أحقيتنا بتطبيقها لنرقى بين الأمم.