النجاح الإخباري -  

اختتمت في تركيا اليوم، فعاليات "الأيام الثقافية الفلسطينية" التي تنظمها وزارة الثقافة الفلسطينية ونظيرتها التركية بالتعاون مع السفارة الفلسطينية لدى أنقرة.

فعاليات "أيام الثقافة الفلسطينية" التي كانت انطلقت من العاصمة أنقرة، واستمرت لعدة أيام، تواصلت فعالياتها اليوم وقبيل اقامة الحفل الختامي، في مدينة بورصة التركية بتقديم عروض فنية مبهرة وسط حضور لافت من المواطنين والمسؤولين الأتراك، الى جانب حشد من الجالية الفلسطينية والعربية ومهتمين ومناصرين للقضية الفلسطينية.

واقيمت العروض في دار المسرح البلدي لمدينة بورصة، وشملت فقرات ووصلات فنية هادفة قدمتها فرقة "نوى" للموسيقى، التي اشتركت ولأول مرة مع موسيقيين وفنانين أتراك في تقيم وصلات موسيقية فلسطينية – تركية مدمجة ومختلطة، لاقت استحسان الجمهور التي اكتظت به جنبات المسرح، ولوقيت بالتصفيق والإعجاب.

وقدمت فرقة "سراب" للفن الشعبي الفلسطيني، من جانبها، فقرات متنوعة من الدبكة الشعبية والرقص الفلكلوري، تخللتها هتافات وطنية وتصفيف من جمهور الجالية الفلسطينية والعربية.

الى ذلك، اقيمت في قاعات مسرح بورصة، عدة معارض للمطرزات الشعبية، ولصناعة الخزف والزجاج، وللخط العربي، الى جانب معرض للصور حول تاريخ مدينة القدس وحضارتها، فيما واصل خبير الخراط والاستيطان خليل التفكجي، ومدير دائرة الدراسات والبحوث في الأرشيف الوطني الفلسطيني ناصر الرفاعي، والكاتب والباحث جهاد صالح، تقديم ندواتهم الهافة في الجامعات التركية في المدينة "بورصة"، حول القدس والانتهاكات التي تتعرض لها من تهويد وهدم وجدران عازلة، واستيطان سرطاني يتفشى في المدينة المقدسة على حساب ممتلكات ومنازل اهالي المدينة الذين يتعرضون للتهجير القصري. كما شملت الندوات تاريخ الامبراطورية العثمانية في المدينة، وحركة الرواد والأعلام فيها.

وكان حفل افتتاح فعاليات "الأيام الثقافية الفلسطينية" في مدينة بورصة التركية، قد تخلله العديد من الكلمات، وحضره برلمانيون ومسؤولون أتراك، وممثلي السفارة الفلسطينية لدى أنقرة، ورائد الكوبري، وهدى حجو المسؤولان في وزارة الثقافة الفلسطينية والمشرفان على هذه الفعاليات، ومسؤول اتحاد الطلبة الفلسطينيين، وعدد من أفراد الجالية الفلسطينية.

وقال رئيس بلدية بورصة، علي نور أكتش، في كلمته بالمناسبة، إن هناك مدن كثيرة عندما يذكر اسمها تخفق لها القلوب، وأول هذه المدن هي القدس، وان فلسطين بلد خاص ولها مكانة كبيرة لدى الحكومة والشعب التركي.

وشدد أكتش، في كلمته على أن اعتراف الرئيس الأميركي ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل هو "خزعبلات" ولا يمكن لهذا الاعتراف ان ينفي هوية المدينة المقدسة واسلاميتها وهي خط أحمر.

واعتبر رئيس البلدية ان اقامة هذه الفعاليات الفلسطينية في تركيا في ظل هذه الظروف انما يكتسب اهمية خاصة، وسيزيد من تعزيز الروابط بين البلدين الشقيقين تركيا وفلسطين.

وقال مسؤول العلاقات الخارجية في وزارة الثقافة التركية، إن الاهتمام التركي بالثقافة الفلسطينية يسير جنبا الى جنب مع الاهتمام ذاته بالثقافة التركية، وأن اقامة فعاليات "الأيام الثقافية الفلسطينية" المتواصلة في تركيا خير دليل على التعاون الذي سيستمر بين الجانبين.

من جانبه، شدد القائم بأعمال السفارة الفلسطينية نبيل السراج، على ان الحياة الفلسطينية مستمرة وسيتواصل شعبنا الفلسطيني نضاله ولن يحدث قرار ترامب ووعده لدولة الاحتلال بالقدس عاصمة أي اثر على مواصلة الكفاح حتى نيل الحرية والاستقلال واقامة الدولة وعاصمتها القدس. مشيرا الى ان القدس ستبقى اسلامية عربية ولن يستطيع احد المساس بها.

ولفت السراج الى انه في فلسطين هناك اثر للأتراك في كل مكان، وان فعاليات "الايام الثقافية" التي تقام كل عام في المدن التركية انما هي مرتبطة بالماضي والحاضر ودليل على علاقات الأخوة بين البلدين.

وزير الداخلية التركي السابق ايفكن آله، قال إن تركيا هي فلسطين، وفلسطين هي تركيا، واعلن رفضه لقرار ترامب بخصوص القدس، لافتا الى ان تركيا ستواصل خطواتها الدبلوماسية في العالم لمواجهة هذا القرار، لأنه لن يعم السلام في العالم دون قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.

واتهم ايفكن، اميركا واسرائيل بممارسة الظلم ومعاداة الفلسطينيين، مشيرا الى اغتيال القائد ياسر عرفات، داعيا الى عدم اليأس ومواصلة النضال حتى التحرر والخلاص من الاحتلال.

وقال محافظ بورصة عز الدين كشور، في كلمته بالمناسبة، ان فعاليات ايام الثقافة الفلسطينية في تركيا تشكل مناسبة للاجتماع والتوحد التركي الفلسطيني ضد الغطرسة الاسرائيلية، وضد كل من يحيكون المؤامرات ضد فلسطين والقدس، مشددا على ان 80 مليون تركي يجمعون على حب فلسطين ويؤمنون بقضيتها العادلة.

وفي ختام الحفل جرى تبادل الهدايا التذكارية.