النجاح الإخباري - نعى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، القائد الوطني الفلسطيني عبد المحسن القطان الذي أعلن عن فاته في العاصمة البريطانية لندن عن عمر يناهز86 عامًا .

وقال الرئيس إنه بوفاة القطان خسرت فلسطين رجلا مناضلا وهامة وطنية شامخة، وواحدا من أكبر الداعمين لفلسطين من خلال مؤسسات تنموية خاصة.

وتمنى سيادته من الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان.

وزارة الثقافة تنعى قامة وطنية

كما نعت وزارة الثقافة المناضل عبد المحسن القطان، الذي توفي اليوم الاثنين، وقالت إنه “صاحب الدور البارز في التاريخ السياسي والاقتصادي والثقافي الفلسطيني”. واعتبرت الوزارة، رحيل القطان خسارة كبيرة لفلسطين لما يمثله من قيم وطنية وثقافية، حيث كان رئيساً للمجلس الوطني الفلسطيني في نهاية ستينيات القرن الماضي، وأحد أبرز رجال الأعمال الوطنيين، علاوة على دوره البارز في دعم الثقافة والمثقفين والإبداع الفلسطيني، عبر المؤسسة التي حملت اسمه منذ العام 1994، وتعمل على تعزيز حضور الثقافة والفنون على كامل الجغرافيا الفلسطينية، وخارجها. ورأت الوزارة أن القطان شكل نموذجاً للعمل الفلسطيني المخلص على كافة المستويات، حيث تمثل سيرته الشخصية نموذجاً من نماذج الإرادة والنضال الوطني، هو المهجر من يافا في حرب العام 1948 (النكبة)، لافتة إلى أنه بنى نفسه بنفسه متنقلاً ما بين عمّان، والكويت، وبيروت، ولندن، وغيرها من عواصم العالم، حاملاً القضية الفلسطينية على كتفيه أينما حل، حيث لم يكتف بوضع الحلم الفلسطيني بالعودة والتحرر نصب عينه، بل عمد إلى تجسيد العمل من أجل هذا الحلم على أرض الواقع بنشاطه السياسي، والاقتصادي، والثقافي. وقالت: لم يتوقف دور القطان عند هذا الحد، بل إنه في آذار من العام 2011، أعلن عن قراره تخصيص ربع ثروته لإنشاء صندوق لضمان استدامة واستقلالية المؤسسة التي تحمل اسمه، واستمرارها في إحداث التغيير المجتمعي المطلوب، كما أعلن عن قراره دعم تأسيس معهد دراسات استراتيجية مستقل، يقدّم دراسات في زوايا متعددة ذات علاقة بالقضية الفلسطينية. وأضافت الوزارة، وبجهوده، باتت مؤسسة عبد المحسن القطان واحدة من أهم المؤسسات الثقافية العربية، علاوة على كون الراحل القطان، قدم الدعم لعدد من المؤسسات، من بينها مؤسسة التعاون، ومؤسسة الدراسات الفلسطينية، والجامعة الأميركية في بيروت، ومركز دراسات الوحدة العربية، وجامعتا بيرزيت والنجاح، وغيرها. وشددت الوزارة على أهمية التكريم الذي قام به الرئيس محمود عباس في العام 2008 للراحل المناضل عبد المحسن القطان، بمنحه وسام نجمة الشرف الفلسطينية تقديرا لدوره النضالي الكبير خلال رئاسته المجلس الوطني الفلسطيني، وعطائه المتميز في الدعم المالي لشعبنا ومؤسساته الوطنية، ولجهوده المخلصة لبناء المؤسسات الثقافية والتربوية والاجتماعية، وتفانيه في العمل من أجل تعزيز صمود شعبنا ونضاله لتحقيق أهدافه السامية في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. وختمت وزارة الثقافة بيانها، بالتأكيد على أنه لا بد من استلهام الكثير من النقاط المضيئة في مسيرة القطان، والبناء عليها في مواصلة المسيرة نحو التحرير والدولة المستقلة، وبث روح الصمود التي تصنعها الثقافة، التي هي من أهم وسائل التصدي للاحتلال وسياساته الرامية إلى سلب ونهب الهوية والرواية الفلسطينيتين، بالتأكيد على حيوية الثقافة الوطنية القادرة على تثبيت نفسها كعنصر للصمود والمقاومة في مواجهة رواية الاستعمار الصهيوني على أرض فلسطين.

فلسطين تخسر

إلى ذلك نعت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي، بمزيد من الحزن والأسى، إلى شعبنا الفلسطيني في جميع أماكن تواجده، رجل الأعمال والوطني الكبير عبد المحسن قطان.

وقالت عشراوي، إن المناضل الراحل قطان، التصق بوطنه وقضايا شعبه، فكان الداعم الأبرز للعمل الاجتماعي والخيري والتنموي، وقدّم الكثير لمؤسسات المجتمع المدني، العاملة في الميادين التربوية ومراكز الأبحاث الاجتماعية والفكرية المتنوعة، إضافة إلى مئات المنح للعديد من الطلاب الفلسطينيين والعرب في دراساتهم الجامعية.

ولقد امتد نشاط الراحل الكبير إلى معظم المؤسسات التنموية، والاقتصادية، والاجتماعية، فكان أحد مؤسسي مؤسسة التعاون، ومحافظ فلسطين في الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي. وبالرغم من نجاحه المهني الكبير، انخرط الراحل في السياسة الفلسطينية والعربية، وكان من مؤسسي منظمة التحرير الفلسطينية، وعضو مجلسها الوطني.

وأضافت عشراوي أنه برحيل عبد المحسن قطان، يخسر الشعب الفلسطيني والعربي شخصية مرموقة ونافذة، قدّمت من موقعها الكثير الكثير لشعبها.  وبإعلان الراحل عن تخصيص ربع ثروته لضمان استدامة واستقلالية المؤسسة التي تحمل اسمه، يقدم عبد المحسن قطان، الصورة المشرقة للرأسمال الوطني الفلسطيني.

من هو عبد المحسن القطان؟

يذكر أن المرحوم عبد المحسن القطّان، ولد في مدينة يافا في العام 1929، وبدأ دراسته بالمدرسة الأيوبية فيها، ثم التحق بكلية النهضة في القدس، التي كان يرأسها المربي خليل السكاكيني، وفي العام 1951، تخرج من الجامعة الأمريكية في بيروت بدرجة البكالوريوس في إدارة الأعمال.

وانخرط عبد المحسن القطان في السياسة الفلسطينية والعربية، فمثل شعبه في زيارات دولية عدة، حيث رافق أحمد الشقيري إلى الصين في العام 1964، انتخب متحدثاً باسم المجلس الوطني الفلسطيني خلال اجتماع المجلس في القاهرة، وانتخب رئيسا للمجلس الوطني عام 1968، دعم منظمة التحرير الفلسطينية الوليدة في أيام مهدها في الكويت في العام 1969، .

شارك القطّان في العمل الاجتماعي والخيري والتنموي على مستويات مختلفة منذ أوائل الثمانينيات، فكان أحد مؤسسي مؤسسة التعاون، ومحافظ فلسطين في الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، وعضو مجلس أمناء الجامعة الامريكية ببيروت، قدم القطان منحاً للعديد من الطلاب الفلسطينيين والعرب في دراساتهم الجامعية، ووفر الدعم والمساندة للعديد من المؤسسات مثل مركز دراسات الوحدة العربية، ومؤسسة أحمد بهاء الدين، ومؤسسة الدراسات الفلسطينية، وجامعة بيرزيت .. وغيرها.

وفي نهاية العام 1993، أطلق مؤسسة عبد المحسن القطان في لندن، التي أصبحت بحلول العام 1998 نشطة تماماً في فلسطين، من خلال مجموعة من البرامج والمشروعات في مجالي الثقافة والتربية، وفي أيار العام 1999، عاد إلى فلسطين وزار لأول مرة منذ العام 1948 مسقط رأسه يافا، ومُنح شهادة الدكتوراة الفخرية من جامعة بيرزيت.

في آذار 2011، أعلن القطان عن قراره تخصيص ربع ثروته لإنشاء صندوق لضمان استدامة واستقلالية المؤسسة التي تحمل اسمه، واستمرارها في إحداث التغيير المجتمعي المطلوب، كما أعلن عن دعم تأسيس معهد دراسات استراتيجية مستقل، يقدّم دراسات في زوايا متعددة ذات علاقة بالقضية الفلسطينية.

أصبحت مؤسسة عبد المحسن القطان اليوم إحدى أهم المؤسسات التعليمية والثقافية في العالم العربي، مجمل مصاريفها ممول ذاتياً من قبل صندوق عائلة القطَّان الخيري، والمؤسسة تمثل سابقة في الاستقلالية والشفافية والابتكار في مجالات عدة تدخلت فيها، وقد أنشأت المؤسسة كذلك شبكة واسعة من الشركاء أفراداً ومؤسسات في عدد كبير من الدول على المستويين الشعبي والرسمي.

وعلى مدى الأربعين سنة الفائتة، قدم عبد المحسن القطَّان كذلك دعماً لعدد من المؤسسات الأخرى، ومنها: مؤسسة التعاون، ومؤسسة الدراسات الفلسطينية، والجامعة الأمريكية في بيروت، ومركز دراسات الوحدة العربية، وجامعتي بيرزيت والنجاح، ومؤسسة أحمد بهاء الدين في مصر.

وفي عام 2008 قلده الرئيس محمود عباس وسام نجمة الشرف الفلسطينية تقديرا لدوره النضالي.