النجاح الإخباري - في رواية «العدد صفر» للإيطالي أمبرتو إيكو يروي الكاتب الراحل قصة الخضوع المذلّ للقلم الأدبي (أو الصحافي) للسياسة التي تقف خلف الفساد وتغذّيه من خلال شراء الصحف وأحياناً الصحافيين، أو حتى عبر إنشاء وسائل إعلام مشبوهة سلفاً. في خضم هذا العالم المربك يضعنا امبرتو ايكو في متاهة مدروسة ومخيفة تقودنا حتماً نحو تساؤل مرعب حول حقيقة الأخبار التي تُذاع عبر وسائل الإعلام.

يحكي إيكو في «العدد صفر» سيرة جريدة لن ترى النور أبداً، لأنّ ناشرها أراد منذ البداية أن تكون أداة ابتزاز مختبئة وراء الصبغة الاعلامية، وتحت لافتة «البحث عن الحقيقة». وعبر حكاية تلك الجريدة «المتخفيّة»، يعرض إيكو حكايات عن تاريخ إيطاليا الحديث في اجتماع بين رئيس التحرير والمحررين الذين لن يكون في وسعهم إصدار أي عدد من الجريدة التي يعملون فيها

يحاول إيكو في هذه الرواية أن يؤكّد فكرة مهمة تتلخّص في خطورة الأدباء «الذين فشلوا في تحقيق أحلامهم الأدبية»، وذلك من خلال الأستاذ كولونا، وهو كاتب فاشل –كما يقدمه إيكو في الصفحات الأولى من الكتاب- قطع عمر الخمسين من دون أن يكتب نصاً يحظى بشهرة أو إقبالاً جماهيرياً