منال الزعبي - النجاح الإخباري -  

طالبة الماجستير الشاعرة الفلسطينية  "آلاء نعيم القطراوي"، الحاصلة على العديد من المراكز الأولى في أكثر من مسابقة على مستوى فلسطين، ومن أبرزها جائزة فلسطين للإبداع الشبابي، والوسام الذهبي في أفضل مجموعة شعرية عام (2011)، ولها ديوان شعري بعنوان (حين يرتجف الهواء)، كما أن لها كتاباً جديداً الآن في معرض القاهرة الدولي للكتاب بعنوان (من المسافة صفر) ورسائل_تحت_الحرب.

كان طموحها المشاركة في برنامج أمير الشعراء والذي يذاع على قناة الـMBC  في أبو ظبي، يعد هذا البرنامج أحد أهم البرامج التلفزيونية في العالم العربي، التي تستلهم التراث العربي العريق، وتهدف لاستعادة روائع الشعر والأدب العربي، وإحياء الموروث الثقافي العربي، وتحفيز الحراك في مشهد الشعر العربي المعاصر.

وكانت فرحتها لا توصف بتلقيها خبر الموافقة من قبل إدارة البرنامج ،الا أن الإحتلال وقف حاجزاً  في طريقها ومنعها تجاوز "المعبر" الذي يُشكّل كابوساً يطارد أحلام الكثيرين في غزة، ما يجعل غزة سجن كبير ببوابةٍ محكمة الإغلاق تمارس دورها بدرجة عالية من الحقد، حصار اشتد وثاقه ومنفذ وحيد فاضت أرواح كثير من المرضى على أعتابه، فكانت المسافة إلى الجنة أقرب إليهم من تخطي المعبر.

تقول قطراوي: "من لم يرحم مريضاً ولم ينتفض جسده لعذابات طفل أو امرأة، كيف لإنسانيته المفقودة أن تحترم نماذج مشرّفة من الإبداع والتألق، وتُتمّ لها فرحة النصر".

وتضيف: "ما معنى أن يُسْرَقَ حلمك أمام الجميع، دونَ أن يقول أحدٌ للسارق؟! .. "تبّاً"، لستُ حزينة لأنني لم أتمكن من السفر للمشاركة في المسابقة، وقد تأهلت للمشاركة في الموسم السادس، حزينة لأنَّني لا أستطيع الإحساس بإنسانية الإنسان، في موطني شيءٌ يُسَمَّى المعبَرْ، وأنا أُسمّيهِ بقلبي الخنجَرْ، هل كان جُرْماً أن تطير حمامةٌ ولها جناحٌ قد يُحَلِّقُ أكثَرْ" كانت تلك حروفاً من وحي الألم نطقت بها آلاء وختمت عبر حسابها على الفيسبوك منشورها بهاشتاق "‫#‏أمير_الشعراء" "#‏تبّاً_للحصار".

بعد منعها من السفر حاولت أن تشارك عبر الإنترنت من خلال برنامج  سكايب  إلا أن الـ MBC  رفضت ،ما جعل "القطراوي"  تشعر بقهر شديد، عبّرت عنه بقولها: لأول مرّة أتشعر كيف أن الفلسطيني يفقد كل شيء في لحظة قصيرة جداً لا لشيء عدا أنه فلسطيني، وكيف يفقد الطالب منحته الدراسية خلف أبواب المعبر، وكيف يموت المريض متوجعاً على بابه، وكيف ينزف الشعراء مثخنين بقصائدهم خلف أسواره البغيضة.

وجهت ردها الى إدارة المسابقة قائلة: " كان عليكم أن تتعاطفوا مع شعراء غزة المتأهلين، وأن تمنحوهم هذه الفرصة ليقدموا أشعارهم وأصواتهم أمام لجنة التحكيم، فإنّ هنا ما يستحق أن يُسمَع، بعيداً عن الركام، وقريباً من وردةٍ نبتت تحت القنابل".

اصرار آلاء وعزيمتها أرضخت الصعاب وذللتها حتى أدركت حلمها ووصلت الى مبتغاها وشاركت في برنامج أمير الشعراء عسى أن تحمل هذا اللقب الذي تستحق.