وكالات - النجاح الإخباري - انطلقت مساء اليوم الأحد في مدينة شرم الشيخ المصرية، القمة العربية الأوروبية الأولى من نوعها، بعنوان: "الاستثمار في الاستقرار".

وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في افتتاح أعمال القمة: "لقد تجسدت التحديات المشتركة في بؤر الصراعات في المنطقة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، والتي تمثل قضية العرب المركزية الأولى، وإحدى الجذور الرئيسية لتلك الصراعات، بما تمثله من استمرار حرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة، بل واستمرار إهدار حقوق الإنسان الفلسطيني والتي يغفلها المجتمع الدولي.

وأضاف، "يؤجج هذا الوضع غياب الرغبة السياسية الحقيقية نحو التوصل إلى تسوية شاملة وعادلة، رغم أن مرجعيات هذه التسوية باتت معروفة وموثقة في قرارات للشرعية الدولية، عمرها من عمر الأمم المتحدة ويتم تأكيدها وتعزيزها سنويا وان طال انتظارنا لتنفيذها".

وقال السيسي: إن انعقاد القمة ومستوى الحضور يعكس الاهتمام والحس المتبادل العربي الاوروبي على تعزيز الحوار بينهما تدعيما لقنوات الاتصال القائمة، والوصول إلى رؤية مشتركة في التعامل مع الأخطار المتصاعدة التي تهدد منطقتنا.

وتابع: ارتبطت الدول العربية والدول الأوروبية بأواصر وعلاقة تاريخية استندت إلى القرب الجغرافي، والمصالح المتبادلة، والامتداد الثقافي، والقيم المشتركة والرغبة الصادقة التي ستظل تجمعنا سويا من أجل إحلال السلام والاستقرار.

اقرأ أيضاً: السيسي: القضية الفلسطينية تمثل قضية العرب المركزية الأولى

من جانبه، قال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك: إن اجتماعنا يشكل أهمية أكثر من أي وقت مضى ونحتاج إلى مزيد من الشراكة القوية في عالم اليوم، لحل المشاكل التي خلقت لدولنا لنحل هذه المشاكل ونكون أقرب لبعضنا.

وأضاف، رغم وجود اختلافات بين الدول المشاركة إلا أننا يمكن أن نتعاون سويا، من أجل مصلحة جميع الشعوب العربية والاوروبية، في ظل  الاهتمامات والتحديات المشتركة والمساعي لتحقيق السلام والاستقرار والرفاه لدولنا.

وتابع توسك: "يجب تعزيز التجارة بين مختلف الدول العربية والاوروبية، والتعاون في محاربة الارهاب والعمل، من أجل حماية شعوبنا عبر العمل سويا بجهد مركز وليكن الشباب والشابات هم وكلاء التغيير، عبر خلق فرص للتعليم والعمل".

بدوره، قال الرئيس الروماني كلاوس يوهانس: إن اجتماع اليوم يأتي في وقت يتسم العالم بالتحديات الكبيرة، داعيا العالم للعمل من أجل التعاون المشترك بين الدول العربية والأوروبية.

وبين الرئيس الروماني أن التعاون بين الدول العربية والأوروبية يجب أن يركز على النهوض والسماح بالتجارة الحرة في السلع والخدمات والاستثمارات، مشددا على أن التعاون بين الاتحاد الاوروبي وجامعة الدول العربية أمر مهم لمحاربة الارهاب.

من جانبه قال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، إن القضية الفلسطينية هي القضية الأولى للدول العربية، و"في القمة الأخيرة للدول العربية التي عقدت في جدة وسميت قمة القدس أعدنا التأكيد على مواقفنا الثابتة تجاه استعادة كافة حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة وعلى رأسها إقامة الدولة المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وفقا لمبادرة السلام العربية والشرعية الدولية".

وأضاف، في كلمته بافتتاح القمة العربية الأوربية الأولى في شرم الشيخ، أن حل القضية الفلسطينية مهم للسلام والاستقرار ليس في المنطقة فحسب بل للسلام العالمي ولأوروبا على وجه الخصوص، مثمنا الجهود الأوروبية لإيجاد حل دائم وعادل لهذه القضية.

وأشاد خادم الحرمين الشريفين بالعلاقات بين العالم العربي والأوروبي بأبعادها المختلفة، متمنيا أن تسهم هذه القمة في تعزيز هذه العلاقات بمختلف المجالات.

ويترأس جلسات القمة من الطرف العربي رئيس الدولة المضيفة، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ومن الطرف الأوروبي رئيس المجلس الأوروبي، دونالد توسك، كما يحضر عن الاتحاد الأوروبي، رئيس المفوضية الأوروبية، جان كلود يونكر، والممثلة العليا للسياسة الخارجية، فيديركا موغيريني، ومفوض الأوروبي لسياسة دول الجوار والتوسع، يوهانس هان.

وتتناول القمة، العديد من الموضوعات السياسية والاقتصادية والمسائل المرتبطة بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية، ومن بينها القضية الفلسطينية وسبل التوصل إلى السلام الشامل والعادل، فضلا عن بحث ملفات منها: سوريا، وليبيا، واليمن، والجهود العربية والأوروبية والأممية المبذولة، إضافة لمناقشة سبل تعزيز التعاون الاقتصادي والثقافي بين الدول العربية والأوروبية، وبحث التحديات المشتركة بين الجانبين، مثل مكافحة الإرهاب، وملف الهجرة غير الشرعية، والاتجار بالبشر والسلاح.

اقرأ أيضاً: خادم الحرمين يؤكد دعم المملكة لإقامة دولة فلسطينية

وتتمحور جلسة اليوم حول تعزيز الشراكة الأوروبية العربية ومعالجة التحديات العالمية سويا، فيما تجري جلسة غد الاثنين تحت عنوان "معالجة التحديات الإقليمية معا".

وكان الاتحاد الأوروبي قد بادر إلى فكرة عقد القمة خلال لقاء سالزبورغ في أيلول/سبتمبر الماضي، وذلك في مسعى لكي تكون القمة "فرصة للقادة للتأكيد على الحاجة إلى استراتيجية أكبر للتعاون بين الاتحاد الأوروبي والعالم العربي، ولمناقشة كيفية تعزيز التعاون الاقتصادي بين الجانبين.

ويلقي الرئيس عباس كلمة أمام القمة العربية الأوروبية، كما سيعقد سيادته عدة لقاءات مع عدد من الرؤساء والمسؤولين على هامش أعمال القمة.