نابلس-وكالات - النجاح الإخباري - أكد المتحدث الرسمي باسم  حركة فتح د.عاطف أبو سيف أن حركته لا تريد أن تتفاوض مع حركة حماس على اتفاقيات جديدة بل أن تكمل من حيث توقفت المصالحة، وتنتظر حماس أن تُبلغ موافقتها على تنفيذ اتفاق عام 2017م، وتحترم توقيعها، وتلتقي معهم لبحث سُبل تنفيذ الاتفاق والخطوات اللاحقة لذلك.

وقال أبو سيف إن حكومة الوفاق الوطني لا تمثل حركة فتح وحدها، وحماس شاركت في تشكيلها، ولكنها تريد أن تتجاوز حكومة الوفاق، مشيراً إلى أن من يريد الوفاق لا يتجاوزه، خاصة أنه يوجد حكومة وفاق لماذا نُشكل حكومة جديدة؟، ولكن حماس تريد إدخال الشعب في دوامة جديدة.

وطالب في حوار مع موقع "الجديد الفلسطيني" عودة فتح للتمكين، وعودة حكومة الوفاق للعمل، حسب ما نصت عليه اتفاقية عام 2017م أن تعمل الحكومة في قطاع غزة كما تعمل في الضفة الغربية، وصولاً إلى الإشراف على الانتخابات التشريعية والرئاسية القادمة.

وأوضح أن حماس لا تريد انتخابات وإنهاء للانقسام، لأن من يريد إنهاء الانقسام لا يعود للنقاش على نفس القضايا، خاصة بعد تجاوز تشكيل الحكومة، منوهاً إلى أن حركة حماس ليست عضواً في منظمة التحرير، وهناك حوار مع جميع الفصائل من أجل إدخال حماس وحركة الجهاد الإسلامي منظمة التحرير.

وذكر أن هناك أُسس للانضمام لمنظمة التحرير وعلى حركة حماس أن تلتزم بها، ولكن حماس ترفض الانضمام للمنظمة منذ أن تأسست حتى الآن، بل تريد أن تكون بديلاً لها، وهذا مرفوض لدى فتح.

إفشال صفقة القرن

وقال إن الرئيس محمود عباس أكثر الناس شراسة في صده لصفقة القرن، وخاضت القيادة الفلسطينية حرباً ضروساً ضد الإدارة الأمريكية في المحافل الدولية و الدبلوماسية العامة والرسمية مع الدول والحلفاء من أجل إفشال الصفقة.

وتابع القول : "إسرائيل أعلنت تأجيل صفقة القرن ليس بسبب الانتخابات الإسرائيلية، بل بسبب الإصرار الفلسطيني الذي أبدته القيادة الفلسطينية في إفشال الصفقة، والمطلوب الآن فلسطينياً التحدي للتحديات التي تواجه القضية الفلسطينية من أجل مُجابهة الصفقة".

العدوان الإسرائيلي

وحول مشاركة فتح في التصدي للعدوان الأخير على قطاع غزة أكد أن حركته لا تتهاون في الدفاع عن الشعب الفلسطيني، وتجنيبه ويلات الدمار، ولا يكون ذلك بثمن سياسي بالتنازل عن مطالبنا السياسية، ولكن لا يجوز أن يحاول أي فصيل أن يستثمر المعركة لصالحه.

وأضاف أنه من الضروري استثمار ذلك في تطوير آليات لتجديد الوحدة الوطنية بالفعل، وليس من خلال الدعوات الغير مُجدية، ومن واجبنا الدفاع عن الشعب الفلسطيني وواجب القيادة الفلسطينية.

التهدئة شأن وطني

وقال: "إن التهدئة ليست شأناً حزبياً بل شأن وطني، ولكن حركة فتح تشعر أن حماس تريد أن تعقد صفقات مع دولة الاحتلال تبدو في طابعها التخفيف عن المواطنين في قطاع غزة، ولكنها مُقايضات إنسانية للحقوق السياسية وبمجملها تقود إلى كيننة الانقسام وكيننة القطاع وجعله كيان مُنفصل".

وأضاف نريد المحافظة على المشروع الوطني، ونُصر على أن التهدئة شأن وطني من الخطأ الذهاب إلى مفاوضات وبعدها إبلاغ الفصائل، ويجب الكل الوطني أن يحاور على قاعدة الوحدة الوطنية البوابة الأساسية للعبور نحو السعي للاستقلال الوطني، لذلك لا تهدئة مع الاحتلال قبل إنجاز تهدئة داخلية.

وأشار إلى أن الشرعية الفلسطينية لا تُكتسب بقرار، لأنها شرعية شعبية ومؤسساتية، وحركة حماس تسيطر على قطاع غزة وتقوده بالقوة، وفتح لا تنكر تضحيات حماس ودورهم في العمل الوطني، ولكن بمحصلة سياساتها هذه تضر بالقضية الوطنية من خلال التفرد بحكم قطاع غزة وعزله.

مسيرات العودة

وحول استمرار مسيرات العودة واستمرار مشاركة حركة فتح فيها أكد أبو سيف أن النضال من أجل حق العودة مستمر، وانطلقت فتح من أجل استعادة حق العودة لأنها قضية نكبة، والشعب الفلسطيني هُجر قسراً من بلاده، لذلك النضال من أجل حق العودة يجب أن يستمر.

وقال إن حركة حماس في الآونة الأخيرة استخدمت مسيرات العودة من أجل نقاشها مع إسرائيل عبر وسائط أو بشكل مباشر، لتحقيق بعض المكاسب التي تبدو في طابعها خيري ومعيشي للناس، ولكن هذه قضايا إنسانية تنزع الروح السياسي عن القضية الفلسطينية.

وأضاف أننا نُميز ما بين انتقادنا لمسيرات العودة واستغلال حماس لها، وحركتنا تشارك باجتماعات الهيئة العليا لهذه المسيرات، ولديها مُمثل وتناقش وتقدم الشهداء، نحن لدينا ملاحظات كبيرة لنقدمها.

رفض المنحة القطرية

وحول رفض حركة فتح إدخال المنحة القطرية لقطاع غزة أكد أن المنحة ليست إنهاء للحصار بل هو مخطط لعزل قطاع غزة، ويجب أن تكون وفق تفاهمات وطنية عُليا، لا بعمل صفقات جانبية مع إسرائيل، والسلطة الوطنية الفلسطينية ليست صراف آلي أو وسيط مالي، ويجب أن تكون وفق تفاهمات وطنية عُليا وهذا أمر مرفوض.

وأوضح أن حركة فتح لا تنسى مسؤولياتها الوطنية الكبرى باتجاه شعبنا في قطاع غزة، والنقاش حول هذا الدور يجب أن يكون ضمن الرؤية الوطنية، والسلطة الوطنية الفلسطينية ليست شاهد زور على أي اتفاق، ويجب أن نكون جزء من كل التفاهمات على قاعدة استعادة الوحدة الوطنية.

وفي سياق منفصل حول فرض السلطة الفلسطينية إجراءات جديدة في قطاع غزة ذكر أن الأمر مُتعلق بالمجلس الوطني، فهو فوّض الهيئة العليا، من أجل البحث في أي شيء يتعلق في سبل إنهاء الانقسام، القصد ليس اتخاذ إجراءات لكن النظر في استعادة الوحدة الوطنية في ظل هذا الانقسام.

اتهام حماس بالإرهاب

وحول دور حركته في مواجهة قرارات أمريكا ضد حركة حماس واتهامها بالإرهاب قال المتحدث باسم فتح إن من يجب أن يوضع على قائمة الإرهاب هم جنرالات دولة الاحتلال الذين يقتلون الأطفال، مشيراً إلى أن استقالة وزير الحرب الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان جزء من سوق المزاودات الإسرائيلية على الدم الفلسطيني، ويجب ألا نقع ضحية أوهام الخطاب السياسي الإسرائيلي.

واستدرك أن هذا خطاب سياسي إسرائيلي داخلي للمزاودة على دماء الشعب الفلسطيني من يربد أن يُريق دمائنا أكثر، كان يجب أن تدفعنا استقالة ليبرمان الشعور بالخطر من أجل التوحد، والشعب الفلسطيني قادر على إفشال جميع المؤامرات التي تُحاك ضده، ولكن هذا يجب أن يُأخذ على محمل الجد في طريق التفكير لاستعادة الوحدة الوطنية.

ذكرى رحيل أبو عمار

وأكد أبوسيف أن حركة حماس منعت أبناء حركته من الاحتفال في ذكرى رحيل الرمز ياسر عرفات جملةً وتفصيلاُ، وتم تبليغ الأقاليم ومكتب التعبئة وقيادة التنظيم في المناطق والشُعب المختلفة بذلك، وهذا الأمر يتناقض مع الأخلاق الوطنية.

وأوضح أن المسيرات خرجت بشكل عفوي في مخيم جباليا وفي أماكن مختلفة في المحافظة الوسطى، ومنعتها حماس بالقوة وتم والاعتداء على المشاركين وزج بعضهم في السجون، وهذا يدل على وجود ثقافة انقسام مُتغلغلة يجب القضاء عليها.