خاص - النجاح الإخباري - كشفت الجالية الفلسطينية، أن الرئيس الروماني، كلاوس يوهانيس، طلب استقالة رئيسة وزراء بلاده، فيوريكا دانشيلي، بسبب نقل السفارة الرومانية من "تل أبيب" إلى القدس.

وأوضح عضو الجالية الفلسطينية، الناشط السياسي، في رومانيا، نبيل أبو رجيلة، لـ"النجاح"، أن الرئيس الروماني أعلن أنه طلب استقالة رئيسة وزراء بلاده بعد حصوله على وثائق تؤكد تورط رئيسة الوزراء الرومانية، "دانشيلي" مع رئيس البرلمان، "دراغنا" في صفقة مع الإحتلال تهدف إلى نقل السفارة الرومانية من تل "ابيب" إلى القدس المحتلة عاصمة الدولة الفلسطينية المستقلة.

وأشار إلى أن الرئيس الروماني اعتبر أن مناقشة الأمور الخارجية للدولة لابد أن تعلم بها مؤسسة الرئاسة، لافتا إلى ما قاله بإن نقل السفارة أمر خطير، ويحتاج إلى قرار سياسي، ومرتبط بعلاقة بوخارست بالاتحاد الاوروبي المؤيد لحل الدولتين.

ولفت إلى أن الدستور الروماني يلزم رئيسة الوزراء بالتشاور مع الرئيس في القضايا السياسية الحساسة، وأنه لا يرفض ويجرم انفراد رئيسة الوزراء باتخاذ قرارات مصيرية دون موافقة الرئيس الروماني عليها.

ونبَّه إلى أن ما قامت به رئيسة الوزراء الرومانية كان بالتشاور فقط مع رئيس البرلمان ورئيس الحزب الحاكم "دراغنا" الذي يؤيد بقوة نقل سفارة بلاده إلى القدس المحتلة، عبر صفقة سرية مع قادة الإحتلال، الأمر الذي أزعج الرئيس الروماني وطلب استقالة رئيسة الوزراء "دانشيلي" على الفور.

وناشدت الجالية الفلسطينية في رومانيا القيادة الفلسطنينية ووزارة الخارجية بالتحرك سياسيا ودبلوماسيا لدعم موقف الرئيس الروماني الرافض لنقل سفارة بلاده من "تل ابيب" إلى القدس، مشيرة إلى أن اللوبي اليهودي يبذل جهودا للتأثير على موقف الدول الأوروبية من خلال الاحزاب الحاكمة التي تتشكل منها الحكومات في محاولة منه لتنفيذ تبعيات إعلان ترامب المشؤوم بشأن القدس.

وسبق وأن دعا رئيس الوزراء، د. رامي الحمدالله، جمهورية رومانيا لتكثيف جهودها في دعم قضيتنا على كافة المستويات، والمساهمة في تحقيق السلام العادل على أساس الشرعية الدولية وحل الدولتين، كما دعا منظمة الأمم المتحدة لتحمل مسؤولياتها التاريخية والقانونية وتنفيذ قراراتها والتزاماتها لإجبار "اسرائيل" على إنهاء الاحتلال والاستيطان، وتمكين شعبنا من ممارسة حقه بالحرية والاستقلال وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.

وقال وزير العدل، علي أبو دياك،  ممثلا عن رئيس الوزراء، في الإحتفال باليوم الوطني لرومانيا، "نقدر عاليا التزام جمهورية رومانيا بدعمها الثابت والراسخ لشعبنا وحقوقه المشروعة، وقد تميزت رومانيا بعلاقتها التاريخية مع منظمة التحرير الفلسطينية، حيث تم افتتاح مكتب لمنظمة التحرير في العاصمة بوخارست سنة 1974، وقد اعترفت رومانيا بدولة فلسطين بعد إعلان وثيقة الاستقلال سنة 1988م، ومنذ ذلك التاريخ تم رفع مستوى التمثيل الفلسطيني في رومانيا إلى سفارة دولة فلسطين، وتتبنى رومانيا موقف الاتحاد الأوروبي بدعم تحقيق السلام العادل على أساس الشرعية الدولية وحل الدولتين".

ونفى الرئيس الروماني، كلاوس يوهانس، في العشرين من نيسان/ابريل الجاري نية بلاده نقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس، وذلك بعد تصريح رئيس الحزب الحاكم أن رومانيا قررت نقل سفارتها، وأكد أن موقف بلاده من هذه المسألة يتطابق مع قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة التابعين للأمم المتحدة، موضحا أن نقل السفارة هو "انتهاك للقانون الدولي".

وقالت الرئاسة الرومانية إن قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة تنص على الامتناع عن إقامة أي بعثات دبلوماسية في القدس، وتحث المجتمع الدولي على بذل جهوده في سبيل التوصل إلى سلام عادل وشامل في الشرق الأوسط.

ويأتي تصريح يوهانس بعد إعلان رئيس الحزب "الديموقراطي الاجتماعي" الحاكم في رومانيا، ليفيو دراغنيا، في تصريح لقناة "انتينا 3"، أن "القرار (نقل السفارة) اتُخذ (...) والإجراءات ستبدأ".

وأعلنت رومانيا، في أول يناير الماضي أنها لن تنقل سفارتها في "إسرائيل" إلى القدس، واضعة الحد لتكهنات بشأن الشأن، مؤكدة أن وضع المدينة المقدسة يجب أن يتقرر عبر اتفاق مباشر بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

وأعلن الرئيس الروماني أن "وضع القدس يمثل موضوعا أساسيا في مفاوضات السلام، ولا بد من حسمه عبر اتفاق مباشر بين الطرفين" ليتبنى بذلك الموقف الرسمي للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي.

وكانت ما يسمى بنائبة وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي هوتوفلي قد أعلنت في نهاية ديسمبر من العام الماضي أن "إسرائيل" على اتصال بـ"عشر دول على الأقل" لنقل سفاراتها إلى القدس، ولم تذكر المسؤولة الإسرائيلية أسماء، إلا أن الإذاعة العامة أوردت نقلا عن مصادر دبلوماسية، أن رومانيا بين الدول التي يمكن أن تنقل سفارتها إلى القدس.

ودعت وزارة الخارجية الرومانية، في الخامس والعشرين من شهر كانون الأول/ديسمبر الماضي إلى ضرورة تنفيذ “حل الدولتين”، من أجل احلال السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين، الأمر الذي مثَّل تراجع حاد في موقفها الرامي إلى نقل السفارة من تل ابيب إلى القدس الشرقية، والذي أعلنه سلفًا رئيس مجلس نوابها، وأكدت على التزام رومانيا الثابت بجهود المجتمع الدولي للمساهمة في حل دائم وعادل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، بما يلبي مصالح الطرفين، ويضمن السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، وطالبت بضرورة العمل على استئناف عملية السلام بين الجانبين.

وسبق وأن أعلن رئيس مجلس النواب الروماني ليفيو دراغنا أن على بلاده أن تنظر بجدية لنقل سفارتها في اسرائيل من تل أبيب إلى القدس، وأضاف،" يجب أن تأخذ الولايات المتحدة، مثالا، وتحرك سفارتها في إسرائيل، ورد على أسئلة الصحافيين حول سبب نقلها، زاعمًا، "أعتقد أن رومانيا يجب أن تفكر بجدية في نقل السفارة الرومانية في إسرائيل إلى القدس. وينبغي أن نفكر بجدية بالغة، وهناك أيضا مسائل عملية، جميع المؤسسات المركزية في إسرائيل هي في القدس، وسفراء وموظفي السفارة ينتقلون من تل أبيب إلى القدس. اعتقد اننا يجب ان نفكر جديا فى ان سفارة رومانيا فى "اسرائيل" سوف تنتقل الى القدس ".

 وأتت تصريحات دراغنا بعد ساعات قليلة من تصويت الأمم المتحدة بأغلبية ساحقة ضد قرار دونالد ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، فيما امتنعت رومانيا عن التصويت.