النجاح الإخباري - أكد مدير مركز الإعلام في جامعة النجاح، غازي مرتجى، على أن بيان حزب الله كان واضحًا، وأن ما حدث ليس ردا بل ردعا، وأوضح أن موقف الحزب يؤسس لمرحلة جديدة من التبادلية التي كنا نسير عليها منذ خمس سنوات، وأشار إلى أن الوضع أصبح مختلفًا في ظل آلية الردع الجديدة التي انتهجتها سوريا بالتصدي لطائرات الإحتلال التي انتهكت حرمة سيادتها.

وبين خلال مداخلة في برنامج "يحدث في فلسطين" الذي يبث على "فضائية النجاح" أنه منذ اسبوع والجميع يشهد تصعيدا على الجبهة الشمالية، في ظل تصاعد التصريحات حول صفقة القرن، موضحًا أنه حتى يتم تمريرها هناك بعض الجهات الممانعة لها، لذلك سنشهد تصعيدا وشن عدوان على جنوب لبنان وقطاع غزة، وأضاف، الآن نشهد تسخين على الجبهة الشمالية.

واستبعد مرتجى الذهاب إلى حرب، مشيرًا إلى أن الفترة التصيعيدية انتهت، وأن الوسطاء منذ اللحظة الأولى يقومون بعدة اتصالات مع جميع الأطراف لمنع تدهور الوضع، لكنه توقع أنه ربما تغتال اسرائيل شخصية ما في سوريا، وأضاف،  "منذ سنوات اغتالت عدد من القيادات في حزب الله ولم تكون هناك اي ردود فعل قوية"، موضحًا أن كل الاطراف لا تريد تصعيد، ولكن يهمها التصعيد، وهذه المعادلة الصعبة.

وأشار إلى أن حماس لا تريد التصعيد، ولكن باعتقاد حماس وبعض المحور الموالي لها أن التصعيد مع اسرائيل هو المخرج لأزمتها الان وحزب الله وسوريا نفس الأمر، ونوه إلى أن ايران وحزب الله تعتقدان ان التصعيد هو الطريقة الصحيحة ولكن بشكل مدروس أكثر وبأقل الخسائر.

وأوضح أن اسرائيل دولة تعتاش على الحروب والتصعيد وتحاول الحفاظ على قوة الردع، مشيرًا إلى أن قوتها انهارت بعد اسقاط الطائرة، مرجحًا أن الذهاب للتصعيد في غزة أو سورية أو لبنان يتحتم عندما يكون أحد الاطراف في الزاوية، وبين أن الفصل واضح ما بين ايران وحزب الله، مضيفًا أنه لا يعتقد أن أي شخص عربي سيغضب للغضب الاسرائيلي، وأضاف، "بالنهاية هي طائرة حربية اسرائيلية تقصف مدنيين بعيدا عن من يحكم سوريا".

وأشار إلى أننا أمام دونية عربية غير مسبوقة، وتساءل من يؤيد قصف اسرائيل الاسد في سوريا، مجيبًا بأنه لا يمكن أن يقبله أحد، وأضاف أن الرد السوري لاسرائيل مطلب شعبي فلسطيني، كونها حاضنة الثورة الفلسطينية، وأكد على أن هناك فصل بين ما حدث اليوم، ومن يحكم سوريا، وما يحدث بها.

وبين أن بيان حماس نوع من القاء الكرة في ملعب ايران، ورسالة تكشف لهم "اننا موجودين وسنكون معكم في حال حدث تصعيد"، منوهًا إلى أنه حال اشتعلت الاوضاع في الشمال خلال 24 ساعة ستشتعل في لبنان وغزة، وتوقع أن يكون تصعيد شرس ضد الاحتلال غير مسبوق عدا عن التصعيد اليومي في الضفة الغربية، حيث تقاتل اسرائيل على جبهات متعددة.

وكشف أن الاوضاع العربية مقبلة على اشتعال، مشيرًا إلى أنه حتى شهر يونيو هناك متغيرات كثيرة سواء في الساحة الفلسطينية أو العربية، واعتبر أن ما حدث اليوم اشارة اولى لما سيتم خلال المرحلة القادمة، وتوقع أنه لو مر الاسبوع الحالي بسلام دون اغتيال اسرائيلي، فإن الامور ستبقى على ما هي عليه.

ونوه إلى أن بعض الدول العربية تتناطح داخل سوريا وأوضح أن الانقسام الذي حدث نتائجه تظهر في سوريا، وأشار إلى أن قرار التصدي للطائرة لم يكن قرارا عشوائيا ولم يتخذ بالميدان بل اتخذ منذ فترة، وأن أي خرق يتم الرد عليه مباشرة، موضحًا أن روسيا تريد تقاسم السيطرة مع الولايات المتحدة وتضغط من خلال ايران وحزب الله لتحقيق مكاسب لها.

وأضاف، أن قرار اليوم اتخذ مع روسيا وايران لتحقيق مكاسب معينة في ظل صفقة القرن التي يريد ترامب تمريرها دون استشارة اي دولة، وختم، "نحن أمام احداث قد تؤثر بالسلبية على الوضع العربي".